إندبندنت: الجيش البريطاني استخدم مجندين فئران تجارب قبل 70 عامًا في اختبارات نووية
تجارب في خمسينيات القرن الماضي
تضمنت التجارب رجالًا كانوا يؤدون خدمتهم الوطنية في خمسينيات القرن الماضي، الذين أُطلق عليهم لقب “قدامى المحاربين الذريين”. وذكرت الصحيفة أن هؤلاء المجندين وُزعت عليهم قطع قماش لتغطية أعينهم أثناء إجراء هذه الاختبارات.
معاناة مستمرة
أحد المجندين، جو شوت، تحدث عن المعاناة التي تعرض لها هو وزملاؤه وأطفالهم بسبب مضاعفات صحية ناتجة عن الانفجار النووي. وأشار مجند آخر، جون موريس، إلى أربع مراحل مختلفة شهدها عند حدوث الانفجار، بدءًا من الضوء الساطع الذي أجبره على إغلاق عينيه، إلى الحرارة الشديدة التي أحرقت الطبيعة من حولهم.
مشاهد انفجار مدمر
تحدث موريس عن رؤية سحابة نووية تتشكل بعد الانفجار كما لو كانت نافورة مياه سامة، فوق الموقع الذي كان يبعد عنه 32 كيلو مترًا. هذه التجارب تركت آثارًا سلبية على الكثيرين، مما أدى إلى دعاوى قضائية للتعويض عن الأضرار الصحية التي لحقت بالجنود بعد اختبارات الأسلحة النووية في منطقة المحيط الهادئ.
### تجربة صادمة لرجل قضى حياته في مواجهة آثار التفجيرات النووية
يفيد الرجل البالغ من العمر 87 عامًا بأنه عاش تجربة فريدة من نوعها، حيث وصفها بأنها كانت جميلة ومرعبة وخطيرة في آن واحد، مؤكدًا أن تلك ذكريات ستظل معه إلى الأبد.
تجنيد موريس والخدمة في الجيش عام 1956
انضم موريس، الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، إلى الجيش الملكي البريطاني لأداء الخدمة الوطنية عام 1956، بعد عمله في مصنع ورق بالقرب من بولتون. عقب تدريبه القصير في بورتسموث، تم إرساله إلى جزيرة كريسماس الواقعة في المحيط الهندي مع وحدة من سلاح المهمات.
كان يعتقد أنه سيساعد في بناء مدرج، لكنه وُجد نفسه محاطًا ببحار مرجانية وأشجار النخيل المتمايلة.
التفجيرات النووية تحت “عملية المرساة”
خلال فترة خدمة موريس في جزيرة كريسماس، شهد أربعة تفجيرات نووية وقعت كجزء من برنامج الاختبارات المسماة “عملية المرساة”.
بعد عودته إلى وطنه، تزوج من بيتي، التي توفيت بعد أربعين عامًا من العيش معه. وأنجب منها ابنًا يُدعى ستيفن الذي وُجد ميتًا في سريره، حيث اكتشف الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة كان الالتهاب الرئوي. وتشخيص موريس بنفسه كان فقر دم خبيث.
إصابات وصحة الجنود
وفقًا لتقرير صحيفة إندبندنت، يقدر أن حوالي 22 ألف جندي شاركوا في البرنامج النووي البريطاني بين عامي 1952 و1967.
في دراسة أجريت عام 1999 على 2500 جندي، وجد أن 30% منهم قد توفوا، معظمهم في الخمسينيات من أعمارهم، وأن ثلثي هؤلاء توفوا نتيجة سرطانات مرتبطة بالتسمم الإشعاعي.
كما تم تسجيل إصابات بالعقم وأمراض جلدية ومشاكل في الجهاز العضلي بين المجندين وأبنائهم وأحفادهم. ولا يزال هؤلاء جميعًا يسعون للحصول على العدالة بعد مرور 70 عامًا على تلك التفجيرات.
مطالب العدالة
حتى يومنا هذا، يحاول المحاربون القدامى وعائلاتهم الحصول على اعتراف وتقدير لمآسيهم، في ظل العواقب الصحية الخطيرة الناتجة عن البرنامج النووي.
المصدر: إندبندنت