وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
6/9/2024
لطالما استخدمت عبارة “الجهد المهدور” لوصف أي محاولة لم أتمكن من تحقيق غايتها أو جني ثمارها، مع شعور دائم بالعجز في قلب المعاناة. لكن حديث المثقف محمد أحمد الراشد عن أن “النجاح قد يتأخر” جعلني أدرك أن النجاح قد يحتاج بعض الوقت، وهو ما يجعلني أعيد التفكير في ما أنجزت. فالأخطاء والتأخيرات قد تحمل في طياتها دروسًا قيمة، مثل الصبر والروح المعنوية، رغم أنها قد لا تظهر في اللحظة المناسبة.
قيمة الجهد الصحيح
من يستثمر فكره ووقته وجهده، فإنه يدرك عائد ذلك في النهاية. أما من يختار الاستسلام، فإنه يترك أهدافه تسقط في فخ الكسل.
إنه لفهم قيّم أن نعي أن الحياة تتطلب منا الجهد المستمر، وعلينا أن نجاهد في سبيل النجاح، فالنصر الهام يأتي فقط لمن يسعى من أجل تحقيق طموحاته. يقول الله تعالى: {والّذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا}، وهذا يعد وعدًا ضمنيًا لمن يسعى بصدق للأهداف التي يسعى إليها، سيصل إليها بإذن الله.
التضحيات في غزة
الجهود المبذولة في غزة ليست مجرد محاولات عابرة؛ بل هي خطوات تؤكد أن النصر آتٍ، كما أن كل قطرة دم تراق هنا هي شعلة تضيء الطريق نحو الحرية. التكبيرات التي تتعالى في ساحات الوغى ليست سوى تعبير عن الإصرار والعزيمة التي تدفعنا لتحقيق الحق.
إن هذه الحرب ليست النهاية، بل بداية جديدة مفعمة بالأمل، مليئة بذور الحرية والعزيمة للأجيال القادمة.
الإصرار على الحقوق
مع تأخر النصر، ينبغي إدراك أن الحكمة الإلهية في ذلك تعود إلى كون النصر قد يكون أثمن عند تحقيقه بعد هذه التضحيات. وصية القادة والمقاومين الأحياء تبقى حاضرة دائمًا في ذاكرتنا؛ تذكرنا بأهمية الاستمرار في المقاومة وعدم التخلي عن الأرض والهوية.
الحياة تتطلب سعيًا مستمرًا، فهي لا تعطى إلا لمن يجتهد ويثابر. مثلما يقول العلامة الراشد: “الطريق التربوي قد يكون صعبًا وطويلًا، لكنه هو الطريق المضمون”.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
رابط المصدر