تأكيد إيراني باعتقال الصحفية الإيطالية
أكدت السلطات الإيرانية، لأول مرة، اعتقال الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا، وذلك بتهمة “انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية”.
تفاصيل الاعتقال
أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، بأن قضية السيدة سالا قد تكون مرتبطة باعتقال مواطن إيراني في ميلان بناءً على طلب الولايات المتحدة.
وتبلغ سالا من العمر 29 عامًا، وهي صحفية ومقدمة برنامج شائع يتناول الأخبار والشؤون الخارجية، وقد اعتُقلت في إيران في 19 ديسمبر، أي اليوم الذي كان من المقرر أن تعود فيه إلى وطنها بعد رحلة عمل. وذكرت التقارير أنها محتجزة حاليًا في الحبس الانفرادي في سجن إيفين بطهران.
الربط بين الاعتقالين
في 16 ديسمبر، تم اعتقال المواطن الإيراني محمد عبدييني في ميلان، بتهمة تزويد الحرس الثوري الإيراني بمكونات إلكترونية لطائرات مسيرة، مما أدى إلى وفاة ثلاثة جنود أمريكيين. تسعى الولايات المتحدة حاليًا إلى تسليم عبدييني من إيطاليا.
نقلا عن “لا ريبوبليكا”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن سيسيليا سالا تُستخدم كـ”ورقة ضغط سياسية”. ولم تؤكد الحكومة الإيطالية أو الإيرانية أي صلة بين سالا وعبدييني.
ومع ذلك، في 21 ديسمبر، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية دبلوماسيًا رفيع المستوى من إيطاليا بشأن اعتقال عبدييني.
ردود الأفعال الحكومية
استنكر مسؤولون إيطاليون اعتقال سالا، ووصف وزير الخارجية أنطونيو تاجاني القضية بأنها “غير مقبولة”، مشيرًا إلى أن جهود الإفراج عنها “معقدة”. وأوضح أن “هناك قدرًا من حسن النية، خاصةً في طريقة معاملة سيسيليا”، ولكنه أضاف أن المفاوضات “حساسة جدًا” وأنه لا يمكنه توقع المدة التي ستستغرقها عملية الإفراج.
أعلنت شركة “تشورا ميديا”، التي تعمل فيها سالا، عن اعتقالها في 27 ديسمبر. وذكرت الشركة أنها احتفظت بالأمر سراً لمدة أسبوع بناءً على طلب عائلتها ووزارة الخارجية الإيطالية “أملاً في أن يسفر هذا الصمت عن إفراج سريع عنها، لكن للأسف لم يحدث ذلك بعد”.
الجهود المستمرة
أكد وزير الدفاع غيدو كروستتو أن الحكومة الإيطالية “تعمل بلا كلل” لضمان الإفراج عن سالا. وكتب عبر منصة X أن “المفاوضات مع إيران لن تُحل عن طريق إشراك الرأي العام الغربي، بل من خلال عمل سياسي ودبلوماسي رفيع المستوى”.
أفادت وزارة الثقافة الإيرانية أن سالا حصلت على حق الوصول القنصلي، وأنها تتواصل مع عائلتها عبر الهاتف. وحصلت على “طرد غذائي” في السجن يحتوي على أنواع من الحلوى والسجائر وقناع للعين، لتمكينها من النوم رغم الأضواء الساطعة في الزنزانة.
تغطي حلقتها الأخيرة من البرنامج الشهير مواضيع مختلفة، وكانت قد نشرت قبل اعتقالها بيوم واحد، حيث تناولت فيها قصة زينب موسوي، الكوميدية التي اعتُقلت أيضًا من قبل السلطات الإيرانية.
