وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران تعتبر الرد لمعاقبة المعتدي حقا شرعيا لكل الدول وحلا لوقف الجرائم والاعتداءات.
وأكد أن “الصمت الدولي إزاء جرائم الكيان الصهيوني بغزة وممارساته الإرهابية يتعارض مع المعايير الدولية”، وأن “الدعم الغربي للكيان الصهيوني والصمت الدولي إزاء جرائمه يشجعه على مواصلة جرائمه”.
تصميم إيراني على الرد
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- إن “الجمهورية الإسلامية مصممة على الدفاع عن سيادتها… ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة”.
وأكد أن الدعوات التي وجهتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أو المجموعة المعروفة بالترويكا الأوروبية، لطهران بضبط النفس في ما يتعلق بالرد على إسرائيل “تفتقر للمنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي”.
وقال كنعاني إنه “بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها”.
وأكد عزم إيران على ردع إسرائيل، ودعا الدول الثلاث إلى “الوقوف بحسم ضد الحرب في غزة وضد تحريض إسرائيل على الحرب”.
وكان زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد دعوا أمس الاثنين إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شن هجمات على إسرائيل.
وفي بيان مشترك، أكد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس أن الهجمات الإيرانية ستؤدي إلى تصاعد التوترات، وتوسّع رقعة الحرب في المنطقة، وستعرّض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين للخطر.
ورحب البيان بعمل “الشركاء” في قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وأكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورا، كما دعا إلى الإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وشدد البيان على أن سكان قطاع غزة في حاجة ماسة إلى إيصال وتوزيع المساعدات بشكل عاجل ودون عوائق.
واشنطن تطلب تدخلا تركيا
وفي السياق ذاته، قال السفير الأميركي جيف فليك لدى تركيا إن الولايات المتحدة تطلب من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.
وقال فليك، في لقاء مع الصحفيين في إسطنبول مع انتهاء فترة خدمته في تركيا، “نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا”.
“أعدوا ملاجئكم”
من ناحية أخرى، عرضت إيران طائرتها المسيّرة “مهاجر 10” طويلة المدى في معرض دفاعي في روسيا.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) إن طهران عرضت الطائرة الأكثر تطورا في منتدى عسكري تقني يستمر من اليوم الاثنين إلى الأربعاء في باتريوت بارك خارج العاصمة الروسية.
وأظهر مقطع مصور الطائرة المسيّرة إلى جانب عتاد عسكري آخر، مع نص يقول “أعدوا ملاجئكم” باللغتين العبرية والفارسية.
وقالت تقارير صحفية إيرانية إن مدى الطائرة المسيّرة يبلغ ألفي كيلومتر ويمكنها التحليق لما يصل إلى 24 ساعة. وأضافت أن حمولتها يمكن أن تصل إلى 300 كيلوغرام، وهو ضعف ما يمكن للإصدار السابق “مهاجر 6” حمله.
وفي أغسطس/آب العام الماضي، نشرت إيران تفاصيل طائرة “مهاجر 10″، قائلة إنها تتمتع بمدى طيران معزز ولفترة أطول، فضلا عن قدرتها على استيعاب حمولة أكبر.
وتأتي التطورات الجديدة في الوقت الذي يتأهب فيه الشرق الأوسط لرد إيراني هددت به طهران ضد إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية يوم 31 يوليو/تموز الماضي.