تقنية جديدة لعلاج الرجفان الأذيني
الرجفان الأذيني
يُعرف الرجفان الأذيني بأنه اضطراب في نظم القلب يؤدي إلى تسارع غير منتظم في ضربات القلب، مما قد يتسبب في تكوّن جلطات دموية، ويزيد بذلك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
تُشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك حوالي 12.1 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون بالرجفان الأذيني، أي أكثر من ضعف العدد في عام 2010. ويشهد العالم أجمع تزايدًا في حالات تشخيص الرجفان الأذيني.
في بعض الأحيان، لا تظهر على المصاب أي أعراض، وقد لا يشعر حتى بعدم انتظام في نبضات قلبه، ويتم اكتشاف هذه الحالة خلال الفحوصات الروتينية. من الممكن أن تشمل الأعراض شعور المريض بخفقان القلب، أو أن يسجل نبضات غير منتظمة، وغالباً ما تستمر هذه الأعراض لثوانٍ أو دقائق.
يلجأ الأطباء عادةً إلى الأدوية والعلاجات لمساعدة القلب على العودة إلى النظم الطبيعي. لكن يعاني بعض المرضى من الرجفان الأذيني المستمر، وقد يصبح الوضع أسوأ مع مرور الوقت. وقد تم استخدام الاستئصال لعلاج هؤلاء المرضى لقرابة عشرين عامًا، لكن الأساليب الحديثة تعتمد على تقنية مختلفة.
الاستئصال التقليدي مقابل النبضي
تم استخدام الاستئصال تقليديًا كعلاج ثانوي للمرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني مع أعراض شديدة، ولم تنجح الأدوية في السيطرة على الحالة.
في عملية الاستئصال، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب قسطرة من خلال وريد كبير إلى القلب، حيث يوّجه جهاز مثبت في طرف القسطرة طاقة تستهدف الأنسجة الصغيرة المسؤولة عن الخلل الكهربائي في القلب.
على عكس الاستئصال التقليدي الذي يعتمد على الحرارة أو البرودة، تستخدم تقنية الاستئصال بالمجال النبضي طاقة عالية قصيرة تُعرف بالتثقيب الكهربائي غير العكوس، مما يؤثر بشكل محدد على الأنسجة المسؤولة عن الرجفان الأذيني. وقد تم تطبيق هذه التقنية بنجاح في مايو كلينك في روتشستر خلال فبراير 2024، حيث تم علاج أكثر من 200 مريض حتى الآن.
المعيقات كمصدر إلهام لهذا الابتكار
ووفقًا للدكتور سراج كابا، المختص في فيزيولوجيا القلب الكهربائية، فإن “الطرق التقليدية مثل مصادر الطاقة الحرارية (التردد الراديوي، الليزر، والطاقة الباردة) قد تحمل مخاطر إصابة الأجزاء المجاورة، مثل المريء والعصب الحجابي”.
تم تطوير تقنية الاستئصال بالمجال النبضي على مدى 18 عامًا، حيث بدأ الإشراف تحت قيادة الدكتور صامويل ج. أسيرفاثام، الذي كان له اهتمام خاص في إيجاد مصادر طاقة جديدة تؤثر على الأنسجة القلبية بشكل انتقائي.
يجب الإشارة إلى أن “المبدأ الأساسي للاستئصال بالمجال النبضي يعتمد على أن تركيبة أغشية الخلايا في الأنسجة المختلفة تتيح لبعض الأنسجة عتبات طاقة مختلفة، بحيث يمكن استئصالها أو تدميرها بينما تبقى أنواع أخرى سليمة. وقد أثبتت التجارب أن التقنية قادرة على استئصال الأنسجة القلبية دون التأثير على الهياكل الحيوية المجاورة”.
فوائد الاستئصال بالمجال النبضي
تساعد تقنية الاستئصال بالمجال النبضي في تقليل مدة الإجراءات، مما يقلل من وقت التخدير ويوفر بعض المخاطر المرتبطة بالاستئصال التقليدي.
يؤكد الدكتور كابا أن “تقليل المخاطر وجعل العلاجات الفعالة متاحة على نطاق أوسع يعتبر أمرًا حيويًا لعلاج أكبر عدد ممكن من المرضى”.
ويضيف كابا قائلًا “لدينا أدلة متزايدة تدعم استخدام الاستئصال بشكل أكثر فاعلية، سواءً في المرحلة المبكرة من تشخيص الرجفان الأذيني للحصول على نتائج أفضل على المدى الطويل، أو في حالات الأمراض المصاحبة مثل فشل القلب حيث نجح الاستئصال في تقليل الوفيات”.
الخطوات التالية
تشير البيانات المبكرة من التجارب إلى أن الاستئصال بالمجال النبضي قد يكون أكثر كفاءة مقارنة بالطرق الحالية المعتمدة على الطاقة الحرارية. وفي المستقبل، يتوقع الدكتور كابا سرعة في نمو وتطور هذا العلاج.
يوضح كابا “خلال العام المقبل، نتوقع إدخال عدة حلول جديدة للقسطرة والأنظمة التي تستخدم تقنية الاستئصال بالمجال النبضي، مما سيوفر فرصًا جديدة للبحث وإمكانية تقديم الرعاية العلاجية التحويلية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نظم القلب”.
رابط المصدر