ابتلاع العلكة والمشي بتكاسل.. نصائح الآباء بين الخرافة والحقيقة العلمية
خلال عطلات المدرسة وعطلات نهاية الأسبوع، يقضي الآباء وأطفالهم أوقاتاً أطول سوياً، مما يتيح فرصة لتبادل العديد من النصائح والأفكار. ولكن، هل جميع نصائح الآباء قائمة على أسس علمية، أم أن بعضها مجرد معتقدات متوارثة بلا دليل؟
سندرس الآن بعض الخرافات المتعلقة بالمشي بتكاسل وتأثيره على الظهر، بالإضافة إلى ابتلاع العلكة وما يحدث داخل المعدة. فهل هذه الأمور مبنية على الخرافات أم أن لها أساساً علمياً؟
ابتلاع العلكة
الاعتقاد بأن ابتلاع العلكة يجعلها تلتصق بالمعدة هو أحد المعتقدات الشائعة التي لا أساس لها من الصحة.
الكثير من الناس قد تعرضوا لنفس الموقف، إذ يقوم شخص ما بمضغ علكة ثم يبتلعها دون قصد، بينما يُعتقد أنها تلتصق في المعدة وقد تبقى لمدة تصل إلى سبع سنوات. ولكن كما أوضحت بيرجيت تيرجون، المتحدثة باسم الجمعية الألمانية لاضطرابات الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي، “العلكة لا تلتصق بالأسنان أو المريء أو جدار المعدة عند بلعها، ولا تلتصق بالأمعاء أيضاً”.
ورغم ذلك، يتسائل المرء لماذا تلتصق العلكة في بعض الأحيان أشياء أخرى، مثل أسفل مكتب المدرسة أو الشعر. توضح تيرجون: “الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي مغطاة بغشاء من السوائل، مما يمنع العلكة من الالتصاق”.
والمكونات القابلة للهضم تُفكك بفعل الأحماض والإنزيمات، وبالتالي لا تلتصق بالمعدة. في النهاية، تنتقل قاعدة العلكة الممضوخة التي لا تُهضم إلى الجهاز الإخراجي.
هل يسبب التلاعب بالعينين الحَوَل؟
أما بالنسبة للاعتقاد بأن التلاعب بالعينين يؤدي إلى الحَوَل بصورة دائمة، فهذه خرافة غير صحيحة.
الأطفال غالباً ما يقومون بحركات تعبيرية على وجوههم، وهذا يشمل التلاعب بالعينين. لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من الحَوَل، فإنهم لا يستطيعون التحكم في ذلك.
وكما قالت الجمعية الألمانية لأطباء العيون، فإن الحَوَل عادة ما يكون انحرافاً دائماً أو متكرراً لإحدى العينين أو كلتيهما. وهذا قد يرتبط غالباً بضعف البصر. الطبيب هورست هيلبغ من مستشفى ريجنسبورج الجامعي أوضح أنه يمكن أن يؤدي التلاعب بالعينين إلى ازدواج الرؤية، لكن لا يسبب عادة أي ضرر دائم.
إذا استمر انحراف عين الطفل بعد ستة أشهر من الولادة، يجب عرضه على الطبيب حتى لا يتطور الأمر إلى ضعف بصر غير قابل للإصلاح.
القراءة في الظلام
ألعاب الأطفال قبل النوم قد تتضمن القراءة في الضوء الخافت، ولكن هل تنجُم عن ذلك أضرار للعينين؟ الحقيقة هنا أن القراءة في الظلام أو الضوء الضعيف قد تكون مضرة.
كما ذكر هيلبغ، فإن القراءة في الضوء الخافت قد تزيد من خطر الإصابة بقصر النظر. دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في 2014 أوضحت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق تحت الضوء الساطع يتمتعون برؤية أفضل من أولئك الذين يمضون وقتاً أطول في الداخل.
هل المشي بتكاسل يصيب المرء بتقوس في الظهر؟
يتجه الأطفال والمراهقون أحياناً للمشي أو الجلوس بتكاسل، لكن هل يُسَبب ذلك تقوس الظهر؟ بيرند كلادني، الأمين العام للجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث، يرد بالنفي.
يعتقد أن التقوس يتطلب فترات طويلة من الجلوس بتكاسل، وهو ما لن يحدث فقط نتيجة الجلوس بطريقة خاطئة بعد الظهر. للحفاظ على صحة الظهر، فإن الممارسة الرياضية أكثر أهمية من وضعية الجلوس الجيدة.
ويفصّل كلادني: “البشر مخلوقون للحركة، وليس للجلوس طوال اليوم”.
رابط المصدر