ابتهاج الفلسطينيين في لبنان باتفاق غزة والفصائل تصفه بالتاريخي

Photo of author

By العربية الآن


ابتهاج الفلسطينيين في لبنان باتفاق غزة والفصائل تصفه بالتاريخي

بيروت- في لبنان، عم الفرح الحذر والحزن على الوجهين بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. رغم الاحتفالات في بعض المناطق، إلا أن ألم المعاناة والخسائر التي أصابت الشعب الفلسطيني خلال الشهور الماضية كان لا يزال موجوداً.

خرجت مسيرات شعبية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، حيث امتلأت الشوارع بالمحتفلين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورموز حركة حماس وحزب الله، مرددين هتافات تدعم غزة. وتزينت المساجد بالتكبير والتهليل.

عبر اللاجئون الفلسطينيون عن فخرهم بصمود أهل غزة، وقاموا بتوزيع الحلوى ونشر الأرز احتفالاً بالنصر، مشددين على مواصلتهم دعم المقاومة وتذكيرهم بتضحيات الشهداء. وقد أثنى المشاركون على دور لبنان والجبهات الداعمة للقضية الفلسطينية.

بينما رحبت الأوساط الشعبية والسياسية بما يمثله الاتفاق من خطوة أولى في طريق معقد، تبقى آليات التنفيذ وتأثيراتها المستقبلية موضع ترقب. تفتح الآمال المجال لإنهاء معاناة سكان غزة، واستعادة الاستقرار في المنطقة.

شهدت سماء المخيمات الفلسطينية في لبنان مظاهر احتفالية وألعاب نارية
سماء المخيمات الفلسطينية في لبنان امتلأت بمظاهر احتفالية وألعاب نارية (الجزيرة)

إنجاز تاريخي

على مستوى الفصائل الفلسطينية، وصف المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه اتفاق وقف إطلاق النار بأنه “إنجاز”، معتبراً أنه تم تتويجه بتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده أمام العدو.

وأكد طه في حديثه للجزيرة نت أن هذا الاتفاق جاء نتاجاً لثبات المقاومة في الميدان، وإصرارها على مواجهة سياسة الاحتلال. كما ناشد بأن المقاومة كانت قد حافظت على وجودها رغم الأذى الجسيم الذي تعرضت له، وفشلت أهداف العدوان منذ البداية في كسر إرادة الفلسطينيين.

وجه طه رسالة لإخوة غزة، معبراً عن فخره بدعم المقاومة وتأصيل هويتها. “كما كنا بجانبكم منذ البداية، نحن اليوم معكم في إعطائكم القوة للتجاوز ما حدث”، وأشار إلى الدروس المستفادة من السنوات الماضية وكيف أن الشعب الفلسطيني لديه القدرة على تجاوز الأزمات.

واختتم بدعوة الأمة الإسلامية والعربية للاستمرار في دعم أهل غزة، مؤكداً أن هذا الدعم هو جزء من النضال الفلسطيني المستمر.

المقاومة والشعب

تمثل المقاومة جزءاً لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية، وفي الساعات القادمة سيتم تسليط الضوء على تأثير هذا الاتفاق على الداخل الفلسطيني وكافة المناطق المجاورة.

رابط المصدر

أهمية اتفاق وقف إطلاق النار

أكد رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إحسان عطايا، على أهمية إنجاز ورقة التفاهم المتعلقة بوقف العدوان وعمليات التبادل وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا لم يكن ليتحقق لولا بسالة وشجاعة المقاومة.

وذكر في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة تمكنت من استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي وألحقت به خسائر كبيرة، مما سبب ارتباكًا لدى قادته وحلفائه وأفشل مخططاتهم. وشدد على أن “هذه الإنجازات لم تكن ممكنة دون تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي فقد الشهداء والجرحى خلال العدوان المستمر رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار”.

استمرار الهجمات الإسرائيلية

أوضح عطايا أن الأيام الحالية، قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تشهد استمرار الهجمات من قبل الاحتلال على قطاع غزة، مما يعكس إصرار الاحتلال على ارتكاب المزيد من أعمال القتل والدمار والجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وأكد أن الاحتلال “كيان مجرم لا يمكن الوثوق به أو بأفعاله”.

عمت المخيمات الفلسطينية في لبنان احتفالات بوقف إطلاق النار في غزة
الهتافات الداعمة لغزة امتزجت بذكريات الحرب ومآسيها (الجزيرة)

تضحيات الشعب الفلسطيني

بدوره، ذكر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان، يوسف أحمد، أن “استسلام الاحتلال الإسرائيلي وإعلانه عن وقف إطلاق النار يمثلان محطة تاريخية في نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته العظيمة”.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة “أجبرت الاحتلال وحكومته العنصرية على قبول شروطها، وأفشلت مخططاته للمنع من وجود الفلسطينيين من خلال الإبادة والمجازر، مما أثبت أن أبناء شعبنا في غزة يستحقون الحياة والحرية والكرامة”.

وأوضح أحمد أن “هذه الصفقة كان بالإمكان تحقيقها منذ مايو/أيار الماضي، لكن الدعم الأميركي والأطلسي للعدوان بالإضافة إلى حسابات نتنياهو الحزبية وقادته السياسيين دفعتهم للتعمق في دماء الفلسطينيين، خدمةً لأهداف استعمارية تعتدي على القانون الدولي وحقوق شعبنا”.

وشدد أحمد على أن نتائج المفاوضات تمثل “خطوة إلى الأمام يمكن البناء عليها في حل القضايا العالقة بما يحقق الأهداف الوطنية الفلسطينية”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية في إلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق ومنع أي محاولة للتنصل منه.

كما أضاف أن “التجارب السابقة أثبتت ضرورة وجود دور فاعل للمجتمع الدولي والدول العربية، خاصة الأصدقاء الوسطاء، لمنع الاحتلال من التهرب من التزاماته”.

الخطوات المقبلة

وكشف أحمد أن وفدًا قياديًا من المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية سيتوجه اليوم الخميس إلى الدوحة للمشاركة في مراسم إعلان الصفقة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وسيتضمن جدول أعمال الوفد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية في إطار الجهود المستمرة للجبهة لتحقيق توافق وطني وإستراتيجية موحدة، مما يسهم في معالجة الخلافات وإنهاء مظاهر الانقسام.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.