تحذيرات إسرائيلية للمواطنين اللبنانيين: هل تم اختراق الشبكات الاتصالية؟
نشر موقع “الجزيرة الإنجليزية” تقريرًا يتناول مدى نجاح إسرائيل في اختراق وسائل الاتصال في لبنان، ويتساءل عما إذا كان ذلك نتيجة تسريب معلومات المستخدمين أو إذا كانت اختراقات تشمل البنية التحتية للاتصالات.
يستعرض التقرير أمثلة عديدة للاختراقات الإسرائيلية، مشيرًا إلى التفوق التكنولوجي الذي تتمتع به تل أبيب مقارنةً بلبنان، بالإضافة إلى استخدام أساليب مشابهة لتلك المستخدمة في غزة.
رسائل وتحذيرات من إسرائيل
أشار التقرير إلى أن إسرائيل قامت بإرسال رسائل نصية وتسجيلات صوتية لعشرات المواطنين اللبنانيين، حيث أكد خبراء أن تل أبيب تجمع البيانات عن اللبنانيين بصمت على مدار السنوات الماضية.
وطلب مسؤولون عسكريون إسرائيليون من السكان في مناطق معينة في جنوب لبنان وبرلين، عبر رقم هاتف لبناني، إخلاء الأحياء المحيطة بمعاقل حزب الله، مما أثار القلق من نشوب حرب شاملة. وتسبب القصف الذي تلا هذه التحذيرات في مقتل أكثر من 270 شخصًا في هجمات بجنوب وشرق لبنان، كما تم استهداف بعض المناطق في بيروت.
استخدمت الوسائل الإذاعية لنقل الرسائل، كما أفاد مراسلو الجزيرة.
في بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، على منصة إكس، طالب السكان بضرورة انتباههم للتحذيرات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.
أبعاد نفسية للتحذيرات
في بيروت، تلقى وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري مكالمة تسجيلية كما أفادت وكالة الأنباء الوطنية. لقد اعتُبرت التحذيرات أمرًا مشروعًا ضمن حرب نفسية تهدف إلى إظهار مدى إلمام الوكالات الأمنية الإسرائيلية بتحركات الفلسطينيين في غزة.
تُستخدم أدوات التحذير هذه نفسها لتوجيه الضربات الصاروخية نحو الأهداف المحددة، ويبدو أن النموذج المتبع في غزة قد انتقل إلى لبنان.
يعتقد الخبراء أن إمكانية إسرائيل في إرسال تحذيرات لأشخاص في لبنان تعكس مدى قوتها في الحصول على معلومات دقيقة وفي الزمن الحقيقي حول المدنيين اللبنانيين، وليس فقط عن حزب الله.
اختراق الشبكات قبل أكتوبر
أكد الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إيليا ماغنيير، أن إسرائيل تمكنت من اختراق الشبكات اللبنانية قبل تاريخ 8 أكتوبر. وأوضح أنهم يمتلكون القدرة على الوصول إلى خطوط الهاتف وأرقام اللوحات، مما يُتيح لهم التواصل مع أي شخص في جنوب لبنان.
تكنولوجيا التجسس المتطورة تسمح لوكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بتحديد هوية الأشخاص وأماكن إقامتهم وأرقام هواتفهم بدقة.
فصول من التجسس المكثف
يشير التقرير إلى قدرة الجواسيس على جمع آلاف عناوين بروتوكولات الإنترنت بمجرد المرور في الشوارع باستخدام أدوات التجسس. عندما تكتشف المخابرات الإسرائيلية تجمعات هواتف غير طبيعية في منطقة معينة، يُمكنها استنتاج حدوث نشاط غير اعتيادي، مثل اجتماع لحزب الله.
تتمتع إسرائيل بسمعة قوية في قدراتها على تنفيذ الهجمات الإلكترونية باستخدام برمجيات مُتطورة مثل برنامج بيغاسوس الشهير، ويؤكد الأكاديمي الإسرائيلي أوري غولدبيرغ أن تل أبيب تمتلك تفوق استخباراتي كامل على أعدائها الإقليميين، رغم عدم قدرتها على توقع هجوم حماس في 7 أكتوبر.
تحديات الأمن الرقمي في لبنان
على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي تتمتع به إسرائيل، إلا أن هناك نقطة ضعف في هياكل أمن البيانات في لبنان، حيث فشلت الحكومة اللبنانية في تقديم الحماية الفعالة لمواطنيها، بحسب تقييمات الخبراء والحقوقيين. في بعض الحالات، كانت المؤسسات الحكومية اللبنانية هي المسؤولة عن خروقات البيانات.