قام العلماء بتطوير اختبار جديد يمكنه كشف سرطان البروستاتا خلال 15 دقيقة فقط، حيث أظهر اختبار الدم الجديد دقة تصل إلى 90 في المئة في تشخيص الإصابة.
استند الباحثون، حسب ما أفادت به صحيفة “التلغراف”، على تقنية جديدة تقوم بتحليل هياكل البروتينات في عينات الدم المجفف، مما يسهل التعرف على السرطان.
في الوقت الحالي، يتم استخدام اختبار الدم المعروف باسم “PSA” للكشف عن سرطان البروستاتا، وإذا كانت مستويات الـ”PSA” مرتفعة لدى رجل ما، يُطلب منه إجراء اختبارات إضافية، مثل أخذ عينة من النسيج لتأكيد الإصابة. لكن تأتي النتائج إيجابية في حوالي 25 في المئة فقط من الحالات.
قام فريق من الباحثين في جامعة أستون في برمنغهام بتطوير الاختبار الجديد غير الجراحي، ويؤكدون أنه يعمل بدقة تبلغ 90 في المئة.
تحقيق تقدم ملحوظ في التشخيص
قال البروفسور إيغور ميغلينسكي من معهد تكنولوجيا الضوء في جامعة أستون: “هذا الابتكار سيفتح آفاقًا جديدة لتشخيص السرطان ومراقبته، مما يمثل خطوة كبيرة نحو الأمام في مجال الطب الشخصي والأورام”.
في الدراسة التي تم نشرها في مجلة “ساينتفك ريبورتس”، قام الفريق بتحليل 108 عينات من مسحات الدم الجاف مأخوذة من متطوعين أصحاء وأيضًا من مرضى يعانون من سرطان البروستاتا.
استخدم الباحثون تقنية تُعرف باسم “إعادة بناء الصورة بناءً على الاستقطاب” لفحص هياكل البروتينات في عينات الدم. هذه التقنية تساعد في فهم التغيرات التي تطرأ على البروتينات في أشكالها ثلاثية الأبعاد وتشكيلها خلال المراحل المبكرة للمرض، من خلال إجراء تحليل مفصل لعينات الدم الجافة.
ويؤكد الباحثون، كما ذكرت صحيفة “التلغراف”، أن هذه الخطوة ضرورية لتحديد الفروق الرئيسية بين العينات الصحية والعينات المصابة بالسرطان.
وأشار ميغلينسكي إلى أن العملية برمتها، بما في ذلك وقت جفاف العينة، تستغرق 15 دقيقة.
ثورة محتملة في تشخيص السرطان
أوضح ميغلينسكي أن دقة النتائج تصل إلى 90 في المئة في تشخيص المراحل الأولى من سرطان البروستاتا، وهو ما يفوق بكثير الأساليب الحالية، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة تحمل “إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في تشخيص السرطان”.
كما أضاف أن “سرطان البروستاتا يمثل حوالي 10 في المئة من الوفيات المرتبطة بالسرطان لدى الرجال، وهو من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى وفاة الرجال المسنين.” وأشار إلى أن العمر المتوقع لـ90 في المئة من المرضى بعد تشخيصهم بالمرض في مراحله الأولى أو الثانية هو 15 عامًا أو أكثر.
ومع ذلك، فإن هذه النتائج لا تزال أولية، وهناك حاجة إلى إجراء تجارب سريرية أوسع لتأكيد فعالية الاختبار الجديد.
وفقًا للطبيب ماثيو هوبس، مدير الأبحاث في جمعية سرطان البروستاتا في بريطانيا والذي لم يشارك في هذه الدراسة، “يوجد أكثر من 10 آلاف رجل يتم تشخيصهم سنويًا عندما يكون السرطان قد انتشر بالفعل وأصبح غير قابل للعلاج، وهذا يعكس أهمية تطوير اختبارات جديدة وأفضل لسرطان البروستاتا”.
ويضيف: “حتى الآن، تم اختبار الطريقة الجديدة على عدد محدود نسبيًا من الأشخاص، لذا سنحتاج إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى فعاليتها”.