أعرب بروك عن قلقه في البداية عند وصوله متأخرا، معتقدا أنه فاتته الفرصة للعثور على شيء، وكذلك بسبب عدم جاهزية معداته مقارنة برفاقه، مما جعله يعتقد أن الحظ قادر على جعل الثروات تأتي إليك بغض النظر عن الأدوات المستخدمة.
تشير التقديرات الخبيرة إلى أن قيمة الذهب المكتشف تتراوح بين 38 ألف و 50 ألف دولار، مما جعلها تستحق الاهتمام، خصوصا أنها ستكون الكتلة الأثقل من الذهب التي تم العثور عليها في بريطانيا، متجاوزة الرقم القياسي السابق ب 54 غرام.
يُعتبر اكتشاف هذه القطعة النفيسة حدثا نادرا ولغزا، نظرا لموقع اكتشافها في تلال شروبشاير البريطانية، التي كانت في السابق تحت الماء في عصور ما قبل التاريخ.
تفترض الشركة المزودة بعدة سيناريوهات مختلفة لإيجاد هذه القطعة في بريطانيا، بما في ذلك احتمال قدومها من مكان آخر، مما يدل على وجود ممر قديم ربما كان يمر عبر المنطقة. وهذا يفتح الباب للمزيد من البحث والاستكشاف.
الذهب.. الأغلى من المعادن
تتميز المادة الذهبية بقيمة فريدة غير موجودة في المعادن الأخرى، وتحظى بشهرة واهتمام تاريخي قديم يمتد لآلاف السنين. يُعتبر الذهب من بين أكثر المعادن النفيسة والمرغوبة، ويرمز للقوة والرفاهية.
كان الآزتيّون يرون في الذهب “عصارة الشمس”، وهذا يحمل بعض الحقيقة، حيث يعتمد تكوّن الذهب على عمليات في نواة النجوم، بدءا من الاندماج النووي الشديد في ظروف حرارة وضغط شديدين، ثم اندماج الهيليوم والهيدروجين، وتشكيل ذرات عناصر أثقل.
انفجار النجوم العظيمة يزيد من عمليات الاندماج النووي، مما يجعل ضغط وحرارة تصل لمستويات هائلة. تندمج الذرات الثقيلة لتشكيل ذرات أثقل، وبعد الانفجار، تنتشر الذرات الثقيلة في الكون.
يتبعها مرحلة “التقاط النيترونات”، وهي عملية تصادم نواة مع نيترون واحد أو أكثر يتبعه تحام الذرات لتكوين أنوية أثقل، وهذه العملية تُعرف بتشكيل النظائر الأثقل للعناصر.
في هذه المرحلة، يتشكل الذهب بالشكل الذي نعرفه الآن، ويُعتقد أن هناك حوالي 50 مليار طن من الذهب في الكون المرئي.
وصل الذهب إلى الأرض في مراحل تكوينها الأولية، عبر اصطدام نيزك ضخم، حيث تم دفع الذهب نحو السطح. لكن القشرة الأرضية الساخنة آنذاك ابتلعت أغلب الذهب ودفعته إلى باطن الأرض. يعتبر الاندفاع البركاني والحمم البركانية من أهم الطرق لاستخراج الذهب.
أثارت عمليات البحث عن المعادن الثمينة اهتمام الهواة حول العالم، مع ازدياد عدد الباحثين نتيجة لزيادة مبيعات أجهزة الكشف والتنقيب مؤخرا. تصل قيمة بعض هذه الأجهزة الحديثة إلى 15 ألف دولار، ولا يتمحور الاهتمام فقط حول القيمة المالية للذهب، بل يشمل أيضا قيمته التاريخية والحضارية المرتبطة بعصور قديمة.