# معارك عنيفة بين قوات الحكومة السورية والمتمردين في محيط مدينة حماة
تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية السورية والمتمردين في الأطراف الخارجية للمدينة الكبرى حماة.
## معلومات عن العمليات العسكرية
ذكرت مجموعة مراقبة أن مجموعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية وحلفاءها كانوا “عند أبواب حماة”، لكن خلال يوم الأربعاء أفادت المجموعة أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على عدة قرى في هجوم مضاد بدعم من غارات جوية مكثفة. كما أفادت وسائل الإعلام الحكومية بأن القوات استطاعت دفع المتمردين شمال المدينة، لكن المتمردين نفوا فقدان أي مواقع هناك.
تقع حماة على بعد 110 كيلومترات (70 ميلاً) جنوب حلب، التي استولى عليها المتمردون الأسبوع الماضي بعد هجوم مفاجئ من معقلهم في الشمال الغربي.
## تصعيد النزاع في المنطقة
أفادت وكالة سانا للأنباء ومجموعة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (SOHR) القائم في المملكة المتحدة بوجود قتال عنيف يوم الأربعاء صباحًا حول جبل زين العابدين، وهو تل يبعد حوالي 5 كيلومترات (3 أميال) شمال شرق حماة. وأوضح المرصد أن الاشتباكات جاءت بعد شن القوات الحكومية هجومًا مضادًا تمكنت خلاله من دفع المتمردين حوالي 10 كيلومترات من المدينة واستعادة السيطرة على قريتين بالقرب من التل.
من جانبها، اتهمت المتحدثة باسم “قسم العمليات العسكرية” للمتمردين، القوات الحكومية بنشر شائعات لرفع معنويات قواتها وأصرت على أن المتمردين لا زالوا يسيطرون على كل المواقع التي استولوا عليها مؤخرًا. كما ذكر أحد القنوات الإخبارية المتصلة بهم أن خمسة قرى أخرى شرق حماة قد تم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى قاعدة لقوات العمليات الخاصة.
## تداعيات الصراع على السكان
في يوم الثلاثاء، أفاد المرصد بحدوث “نزوح كبير” من حماة، التي يقطنها حوالي مليون شخص، بعد وصول المتمردين إلى أطراف المدينة وإصابة عدة مدنيين نتيجة قذائفهم. وأخبر سائق توصيل يعيش في المدينة وكالة الأنباء الفرنسية: “الأصوات كانت مرعبة حقًا، وكان يُسمع القصف المتواصل بوضوح.” لكنه أضاف: “سأبقى في المنزل لأنه لا يوجد مكان آخر للذهاب إليه.”
قدّر المرصد أن أكثر من 600 شخص لقوا حتفهم، بما في ذلك 107 مدنيين، كما تم تهجير عشرات الآلاف منذ بدء الهجوم المتمرد الأسبوع الماضي. أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصعيد النزاع المتواصل في سوريا وطالبت بضرورة التحرك السريع نحو عملية سياسية جادة تضم الأطراف السورية واللاعبين الدوليين الرئيسيين.
## دعم الحلفاء لقوات الأسد
تعهد الرئيس الأسد بـ “سحق” المتمردين ووجه الاتهامات للدول الغربية بمحاولة إعادة رسم خريطة المنطقة، في حين قدم حلفاؤه الرئيسيون، روسيا وإيران، دعمهم “غير المشروط”. وقد زادت الطائرات الحربية الروسية من قصفها على المناطق التي تسيطر عليها المتمردون في الأيام الأخيرة، كما أرسلت الميليشيات المدعومة من إيران مقاتلين لتعزيز خطوط الدفاع الحكومية حول حماة.## دعم تركيا للمعارضة السورية
دعت تركيا الرئيس بشار الأسد إلى الانخراط في عملية سياسية مع المعارضة لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا، على الرغم من أن أنقرة، التي تدعم المعارضين، نفت تقارير تتحدث عن مشاركتها في الهجمات التي تقودها هيئة تحرير الشام (HTS).
## الهجمات الأخيرة
في الأثناء، قامت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا باستغلال تراجع القوات الحكومية في الشمال، بإطلاق هجوم منفصل على منطقة قريبة من حلب كانت تحت سيطرة تحالف الميليشيات الكردية، قوات سوريا الديمقراطية (SDF).
## الوضع الكارثي في سوريا
منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، أدى النزاع إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وذلك بعد أن قامت حكومة الأسد بقمع عنيف للاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية. قبل بدء الهجوم الثوري، استعاد النظام السيطرة على المدن الرئيسية في سوريا بدعم من روسيا وإيران وميليشياتها، لكن أجزاء كبيرة من البلاد ما زالت خارج سيطرة الحكومة.
## مناطق المعارك
كانت آخر معاقل الثوار في provinces حلب وإدلب، وهي مناطق حدودية مع تركيا ويمثل سكانها أكثر من أربعة ملايين شخص، العديد منهم نازحون من مناطق خاضعة للحكومة. هذه المنطقة كانت تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، والتي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى، لأنها كانت فرعًا للقاعدة في سوريا حتى انفصالها في عام 2016.
## التغير في ميزان القوى
في عام 2020، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لوقف هجمة الحكومة لاستعادة المنطقة، مما أدى إلى فترة طويلة من الهدوء، ولكن الصدامات والهجمات الجوية والقصف استمرت بين الحين والآخر.
## مبررات الهجوم
أعلنت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها يوم الأربعاء الماضي أنهم أطلقوا هجومًا لـ “ردع العدوان”، متهمين الحكومة والميليشيات المدعومة من إيران بتصعيد الهجمات على المدنيين في شمال غرب البلاد، بينما كانت حلفاء الحكومة مشغولين بالنزاعات الأخرى.
## تأثير الصراعات الإقليمية
عانت مجموعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي ساعدت في صد الثوار في السنوات الأولى من الحرب، مؤخرًا من هجمات إسرائيل في لبنان، كما ألحقت الضربات الإسرائيلية أضرارًا بالغة بالقادة العسكريين الإيرانيين في سوريا وأضعفت خطوط الإمداد للميليشيات الموالية للحكومة هناك. كما أن روسيا مشغولة أيضًا بالحرب في أوكرانيا.
تقديرات السيد بيدرسن تشير إلى أن الثوار لديهم الآن السيطرة الفعلية على أراض تحتوي على حوالي 7 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص في مدينة حلب.