وفي تصريح نشرته حماس على منصة تليغرام، أكد عزت الرشق، القيادي في حماس، بأنهم لا يرون دليل قاطع على صحة مزاعم الاحتلال، مضيفا أن المعتقد الثابت هو ما يدعيه المقاومة.
وأضاف الرشق قائلا “في حال صحت ادعاء الاحتلال بتحصيلهم لجثامين أسراهم بعد 8 أشهر من الهجوم والحرب على شعبنا، فذلك لن يكون إنجازا للحكومة النازية، بل يظهر ضعف أداء جيشهم، ويثبت صدق التزام المقاومة بأن العدو لن يسترد أسراه إلا كجثث أو عبر صفقة تبادل كريمة من أجل شعبنا ومقاومتنا”.
وأكمل الرشق بالقول “على الرغم من شكوكنا في دعاوى الاحتلال، إلا أننا نؤكد أن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة لتبرير هزائمهم وعجزهم الفاحش أمام شجاعة المقاومة وقوة رجال كتائب القسام وسرايا القدس، في مخيم جباليا، وحي الزيتون وشرق مدينة رفح”.
وفي وقت سابق اليوم، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في كلمة تلفزيونية قائلا “بقلب يحزن أبلغكم بأن قوات الجيش الإسرائيلي والشاباك والقوات الخاصة استعادت الليلة الماضية جثث الرهائن إسحق غلرانتر وشاني لوك وعميت بوسكيلا”.
وادعى هاغاري بأن تلك الجثث الثلاث تعود لإسرائيليين استهجنوا من حفلة نوفا الموسيقية في إحدى المستوطنات المجاورة لغزة “أثناء الهجمات في 7 أكتوبر، لكنهم فروا لاحقا وقتلوا على يد مسلحين من حماس”.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن تلك الجثث الثلاث -التي يُزعم استعادتها من غزة- تعود لأسرى قتلوا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، معلنا أن تم التعرف على هوياتهم بواسطة التشخيص الطبي الشرعي، وقُدمت الإخطارات لعائلاتهم.
وأثنى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على العملية، مؤكدا تعهده بإعادة جميع “الرهائن”. وقال “سنُعيد جميع رهائنا سواء كانوا أحياء أو ميتين”.
وأضاف نتنياهو في بيان نشره مكتبه بالعربية “قلوبنا مع عائلاتهم ونتألم معهم، سنعيد جميع المختطفين”.
من جانبه، أعلن “منتدى عائلات الرهائن” في بيان أن استرجاع الجثامين الثلاثة يُعتبر “تذكيرا أليما ومؤلما بضرورة إعادة إخوتنا وأخواتنا من الأسر”.
ووسط الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 18 عاما، وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، شُنّت هجمات مفاجئة من قبل فصائل فلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، على مواقع عسكرية ومستوطنات مجاورة للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن احتجاز ما يقدر بحوالي 239 شخصا على الأقل، وفقا لتقديرات إعلامية إسرائيلية.
وأوضحت هذه الفصائل أن هجومها كان بهدف إنهاء الحصار الظالم على غزة، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيطرتها على المسجد الأقصى.
وفي حين استعادت إسرائيل عددا من أسراها في غزة -عبر صفقة تبادل مع الفصائل شملت هدنة إنسانية مؤقتة استمرت لمدة 7 أيام، وانتهت في بداية ديسمبر الماضي- تدعي حماس أن تل أبيب قامت باستهداف 71 من أسراها في غارات جوية عشوائية على القطاع.
وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مقتل وإصابة أكثر من 114 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن اختفاء نحو 10 آلاف آخرين، وسط دمار هائل وأزمة إنسانية أودت بحياة العديد من الأطفال وكبار السن.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة تحت رقابة مجلس الأمن الدولي، الذي طالبها بوقف العمليات القتالية على الفور، وعلى الرغم من دعوة المحكمة الدولية لاتخاذ تدابير فورية لمنع جرائم الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.