اكتشافات أثرية في سمهرم
تحتوي سلطنة عمان على مجموعة من المواقع الأثرية التي تتيح للباحثين استكشاف تاريخها الغني. بدأ البحث العلمي عن هذه المواقع في الخمسينات من القرن الماضي، حيث قامت بعثة أمريكية بأول حفرية في خور روري، أحد شواطئ محافظة ظفار. وأسفرت الحفريات عن اكتشاف قلعة مستطيلة محاطة بأبراج، شُيّدت بالحجر ويعود تاريخها إلى الأوقات التي كانت فيها سمهرم مركزًا تجاريًا مهمًا في تجارة اللبان.
موقع جغرافي مهم
تقع عمان في الربع الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهي محاطة من الشمال والشرق بخليج عمان ومن الجنوب بالكثبان الرملية، مما يجعلها أقرب إلى جزيرة. تتألف عمان من إحدى عشرة محافظة، ومن ضمنها محافظة ظفار، التي تعد منطقة غنية بالتاريخ والثقافة.
التجارة البحرية واللبان
تاريخياً، كانت ظفار تُعرف بأرض اللبان، حيث كانت تصدر اللبان إلى العالم القديم، وقد زار الرحالة البريطاني جيمس ثيودور بنيت هذه المنطقة في قرنها التاسع عشر، وكتب عن موقع خور روري. اعتمد في وصفه على دليل ملاحي قديم يُعتقد أنه يعود إلى منتصف القرن الأول، حيث أشار إلى ميناء موشكا ليمن الذي يُعتقد أنه مرتبط بميناء سمهرم.
الاكتشافات الأثرية ومستجدات البحث
أجرت بعثة أميركية عمليات تنقيب مكثفة في سمهرم يومذاك، وكشفت النقوش المكتوبة عن هوية الملك إليازوس. استمرت الحفريات هنا حتى يومنا هذا، حيث تولّت بعثة من جامعة بيزا استكمال البحث منذ عام 1997، ووجدت أن الميناء أُسس في القرن الثالث قبل الميلاد.
تأثيرات ثقافية متنوعة
تظهر نتائج الحفريات تأثيرات ثقافية متعددة في سمهرم، بما في ذلك الفخار والعُملات المختلفة. وجدت البعثة الأميركية تمثالاً هندياً مصغرًا، بينما عكس الفخار والعُملات من حضرموت أنواعًا من الحياة التجارية والممارسات الثقافية في تلك الفترة.
خاتمة
لا تُعد سمهرم مجرد موقع تاريخي، وإنما تلقي الضوء على شبكة تجارية معقدة تضم مناطق متعددة من العالم القديم، مما يبرز دور عمان في التجارة البحرية القديمة ويعكس تنوع الثقافات التي ازدهرت عبر التاريخ.