الأستاذ الشايجي: العالم يتوجه نحو تعددية قطبية وسلاح النفط لن يؤثر في أمريكا

Photo of author

By العربية الآن



سياسة|العالم العربي

الأستاذ الشايجي: العالم يتجه نحو تعددية قطبية وسلاح النفط لن يؤثر في أمريكا

أ.د. عبدالله الشايجي
الباحث عبد الله الشايجي رئيس قسم السياسة السابق في جامعة الكويت (الجزيرة)

<

div class=”معلومات-المقال كلاس=”رمادي”>

8/5/2024
استضاف برنامج “ما بعد النفط” على منصة أثير رئيس قسم السياسة السابق في جامعة الكويت الباحث عبد الله الشايجي في حلقة تناولت التغيرات الحاصلة في مستوى النظام العالمي ومدى تأثير تزايد المنافسة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على دول الخليج العربي موجودة ومستقبلية.

وتحدث الضيف “ما بعد النفط” عن مراحل توغل الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشرح أهدافها الحقيقية، وكذلك ما تحتويه دول الخليج من هامش للتحكم والتأثير على واشنطن ومواقفها من الصراعات الحاصلة في المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية.

ومن ناحية أخرى، ناقش الأستاذ فوائد التقارب بين الصين ودول الخليج وآفاقه.

[تضمين]https://www.youtube.com/watch?v=h3VpAlFkvk0[/تضمين]

بداية اهتمام القوى الكبرى بمنطقة الخليج

وابتدأ الشايجي بتقديم تاريخ اهتمام القوى الكبرى بمنطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أنه بدأ منذ القرن التاسع عشر عندما سيطرت بريطانيا علىتُسلَطُ الهيمنة البريطانية في المنطقة، وقامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات لضمان الحماية مع حكام الدول العربية، مثل معاهدة الحماية التي وُقِّعت مع الكويت في عام 1899.

واستمرَّت النفوذ البريطاني في المنطقة حتى إعلان نيتها بالانسحاب من شرق السويس في عام 1968، ليتحوّل السيطرة في دول الخليج إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفقًا لتصريحه.

أشار الشايجي إلى أن الاهتمام الأمريكي بمنطقة الخليج بدأ مع الرئيس الأمريكي نيكسون في نهاية الستينيات، حيث اعتمد “مبدأ العمودان التوأمان”، الذي استند على تقديم الدعم الأمريكي للدولتين الحليفتين في ذلك الوقت (إيران والسعودية) لضمان استقرار المنطقة.

وأضاف الشايجي أن سقوط النظام الشاهي في إيران في عام 1979 أحدث اضطرابًا في توازن القوى في المنطقة، مما أدى إلى غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، بالإضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي كارتر منطقة الخليج منطقة للنفوذ والمصالح الأمريكية الحيوية في عام 1980، مؤكدًا أن واشنطن مستعدة لاستخدام كافة الوسائل المتاحة لحماية مصالحها في الخليج، بما في ذلك القوة العسكرية.

وفي وقت لاحق، أنشأت الولايات المتحدة قوات التدخل السريع وطلبت إنشاء قواعد عسكرية في دول الخليج العربية، كما ذكر الشايجي، حيث أصبح عام 1987 نقطة تحول جديدة في التوغل الأمريكي في المنطقة، بعد طلب الكويت الحماية من الولايات المتحدة لناقلات نفطها التي تعرضت للهجوم الإيراني خلال حرب الخليج الأولى.

منشور بواسطة Atheer – أثير (@atheerplatform)

ظهور الكويت الخطيئة التي زادت وجود أميركا في المنطقة

وتحدث الشايجي عن الاجتياح العراقي للكويت في أغسطس/آب 1990، مشيرًا: “اصطلاح اجتياح غير كافٍ لوصف ما حدث في ذلك الوقت، حيث أدرجها صدام حسين ضمن العراق باعتبارها المحافظة 19 وحذفها من قائمة الدول، كما غير جنسية مواطنيها من الكويتية إلى العراقية”.

وأشار إلى أن تولي قيادة الولايات المتحدة الأميركية للتحالف الدولي لتحرير الكويت مكَّنها من التوسع أكثر في المنطقة، وكانت السبب وراء توجه دول الخليج لتوقيع اتفاقيات أمنية مع واشنطن هو ما أتاح لها تأسيس قواعد عسكرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأيضاً لجعلها مركزًا لقيادة عملياتها في المنطقة الوسطى.

موقف أميركا من محاولات الاقتراب الصينية الخليجية

وخلال مناقشته للعلاقات بين دول الخليج والصين، بدأ الدكتور بالتعبير عن مقارنة بين الصين وأميركا على مستوى الفكر والحضارة، موضحًا أن نقص التفكير والسياسة في الصين عوقب تقدمها في الظهور كقوة عالمية جاذبة، وأدى ذلك إلى فشلها في بناء علاقات شراكة مع دول الخليج.

عرض هذا المنشور على Instagram

منشور مشترك بواسطة Atheer – أثير (@atheerplatform)

وأظهر ضيف “ما بعد النفط” بأن الصين الشعبية تركز على الناحية الاقتصادية حيث تريد من الدول الخليجية دعم اقتصادها وتوفير موارد للطاقة بأسعار معقولة، وأن بكين تستورد 40% من حاجياتها من الطاقة من الدول الخليج بما يجعلها شريكتها التجارية الأولى بقيمة 400 مليار دولار.

ويرى الشايخ بأن هدف الصين من مشروع “الحزام والطريق” هو نشر قواعدها العسكرية حول العالم، لذا هي تتجه لتعزيز استثماراتها وعلاقاتها مع الدول الخليجية من خلال إدماجها في المبادرة ومشروع طريق الحرير، وهو ما يثير غضب أميركا، بحسب رأيه.

وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية بأن الهدف من مشروع الممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، المقترح في قمة الـ20 المنعقدة في يوليو/تموز الماضي في الهند، هو الرد على طموحات الصين في المنطقة وعرقلة مبادرتها “الحزام والطريق”.

وأضاف الدكتور بأن قلق الغرب من المبادرات التوسعية الصينية بدأ منذ توقيع اتفاقية ربع القرن بين الصين وإيران عام 2021، والذي تضمن عقودا واستثمارات بقيمة 400 مليار دولار، على مدى ربع قرن قادم، تتوزع ما بين النفط والتكنولوجيا والسلاح وأيضاً البنى التحتية والعلمية.

من سيكون الحاكم للعالم بعد الولايات المتحدة الأميركية؟

وكشف ضيف “ما بعد النفط” بأن الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأميركية بالإضافة إلى تقارير مؤسساتها الاستخباراتية تؤكد، منذ عام 2012، أن العالم يتجه نحو التعددية القطبية وأن المنافس الرئيسي لواشنطن بحسب التقارير ذاتها هي بكين، مستبعدا أن تكون روسيا ضمن سباق الدول القادرة على الهيمنة على العالم بسبب ضعف اقتصادها.

وبحسب الدكتور الشايجي لا يمكن لروسيا أن تكون دولة عظمى تؤثر بدون اقتصاد قوي يدعم خططها العسكرية وصناعاتها الدفاعية وأيضا جهودها في مجال البحث العلمي، ففي حين يبلغ حجم اقتصاد الصين 18 تريليون دولار، ويصل اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية إلى 26 تريليون دولار، فإن حجم اقتصاد روسيا لا يتجاوز تريليونَي دولار.

وشدد خبير العلوم السياسية على أن الصين اليوم، بفضل ما تحققه من نقلة في المجال التكنولوجي، تنافس أميركا وتهدد أمنها القومي، متداركا أن الولايات المتحدة ما زالت القوة الأولى عالميا بوصفها الاقتصاد الأكبر في العالم كما تمتلك أساطيل في جميع البحار والمحيطات.

حقيقة توجه الدول العظمى للمسألة الفلسطينية

فيما يتعلق بمدى تأثير النظام العالمي بأحداث طوفان الأقصى والحرب الهمجية ضد غزة، يُشير الشايجي إلى أن الصين وروسيا يسعيان للاستفادة من غضب العرب تجاه موقف واشنطن التواطؤي مع إسرائيل، مؤكدًا أن توجههما نحو النزاع العربي الإسرائيلي في المظهر يحمل تعطفًا نحو الفلسطينيين، لكن في الواقع ينحصر موقفهما في مجرد معارضة للموقف الأميركي.

ويروي الدكتور أن روسيا تستفيد مِمّا يحدث في غزة حيث حولت انتباه العالم عن الصراع في أوكرانيا، ومن ناحيةٍ أخرى، ما تقوم به الصين ضد مسلمي الإيغور قد يُفضح توجهها الحقيقي تجاه جرائم الاحتلال في غزة.

فعالية سلاح البترول

وفي نهاية الحلقة، يُطرح عبد الله الشايجي على حصص دول الخليج من وسائل للضغط على القوى الكبرى من أجل دعم القضية الفلسطينية.

ويرى الشايجي أنه لا جدوى من استخدام سلاح البترول للضغط على الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي، مُذكّرًا بأنّ واشنطن لا تستورد سوى 2% من حاجياتها من البترول من الخليج، على عكس ما كان يحدث خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول في عام ١٩٧٣، عندما كانت تستورد ٥٠% من احتياجاتها البترولية من المنطقة.

وأظهر البروفيسور الشايجي أن العلاقة الخليجية مع الولايات المتحدة الأمريكية الأمنية والإستراتيجية والعسكرية لن تتعدى في العقد القادم، في حين من المتوقع “زيادة العلاقة الاقتصادية مع الصين في المستقبل بسبب تصبحها القوة الاقتصادية الرائدة في العالم”، بينما يجمع الخليج مع روسيا “تحالفا أساسيا لضمان أمن الطاقة البترولية والغازية”.

وخلص الخبير في “ما بعد البترول” إلى أن على دول الخليج الحفاظ على علاقة متوازنة مع الدول الثلاث، متوقعا حدوث صراعات وتصادمات بينها في السنوات القادمة.

وتوقع الشايجي تراجع النفوذ الأمريكي عسكريا واقتصاديا في المنطقة في المستقبل بسبب عدة أسباب منها حجم الخسائر طوال أكثر من 20 عاما بالإضافة إلى تركيز الولايات المتحدة جهودها في المستقبل على منطقة المحيطين الهندي والهادي، مستبعدا انسحاب واشنطن بالكامل من المنطقة نظرا لاستمرار رغبتها في التمتع بالهيمنة على الأمن الطاقوي عالميا، وفق قوله.

وختم رئيس سابق لقسم العلوم السياسية في جامعة الكويت بالقول إن الخيار الأمثل لدول الخليج هو تجنب الاعتماد الكلي على أمريكا أو الصين أو روسيا والعمل على تعزيز القدرات الذاتية وتعزيز التنسيق الأمني بينها، محذرا من أن الحليف الضعيف قد يتعرض للانحياز والتهميش.

يُذكر أن البروفيسور عبد الله الشايجي خبير في الشأن الأمريكي وله عدة كتب صدرت حول تطور مبادئ الرؤساء المختلفين للولايات المتحدة في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية.

المصدر : الجزيرة



awtadspace 728x90

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.