الأمم المتحدة: الحاجة إلى التعاون العالمي
نيويورك (AP) – يوجه للأطفال منذ صغرهم نصائح مثل: العب بلطف. تعاونوا. لا تضربوا. استخدموا كلماتكم. ومع تضافر هذه المبادئ من قبل قادة نحو 200 دولة بأساليب مختلفة، وبأهداف معقدة تميز القرن الحادي والعشرين، يتشكل ما يعرف اليوم بالأمم المتحدة.
في هذه المنظمة، تعني هذه المبادئ “العب بلطف” و”تعامل معاً” مفهومًا معقدًا هو “التعددية”، وغالبًا ما تتلاشى أهدافه بين مقاطع كلماته. ولكن تبقى الفكرة الأساسية: التوحد للإنجاز أكثر، والتعاون لمواجهة المتنمرين، والسعي نحو نتائج يستطيع الجميع دعمها وتعود بالفائدة على أكبر عدد ممكن من البشر في كوكب الأرض – مما يمكن أن يكون أساساً لتحقيق السلام العالمي الدائم.
الحاجة للتعددية في ظل التحديات الراهنة
في <<الأمم المتحدة>> هذا الأسبوع، تتكرر هذه المبادئ على لسان القادة، وخاصة من قبل زعماء الدول الصغيرة. وهذا ليس فقط لأن الأمم المتحدة تمثل التعددية منذ نشأتها من خراب الحرب العالمية الثانية، ولكن أيضًا لأن التعاون لم يعد مجرد مثالية، بل ضرورة في عصر مترابط حيث ترتبط مصائر البشر أكثر من أي وقت مضى بما يفعله الآخرون في أماكن أخرى.
مواجهة التحديات القديمة بنماذج جديدة
لكن المشكلة، كما يقول الكثير من القادة، هي أنه رغم الأمل الذي لا تزال تقدمه الأمم المتحدة، فإن نموذج التعددية القديم الذي يمثل “مرآة تعكس قيم 1945” بحسب وزيرة الخارجية المكسيكية أليسا بارسينا، لم يعد فعالًا في عصر لم يتخيل حتى أنه سيكون موجوداً.
“يجب أن ندرك أن تقدمنا المشترك في التعددية يفشلنا الآن في أشد الأوقات حاجتنا” كما قالت هيلدا هاين، رئيسة جزر مارشال. بينما أضاف رالف غونسالفيس، رئيس وزراء سانت فنسنت وجزر غرينادين، “هذه القشرة السياسية القديمة للنظام السياسي ما بعد 1945 بالكاد تستطيع احتواء التناقضات. لا يمكننا الاستمرار بالتحكم بالطريقة القديمة، لكن الجديد لم يولد بعد.”
التعددية ضرورة للدول الصغيرة
تدل هذه التصريحات على قضايا تهم الدول الصغيرة بالذات. فبينما تبنت الكثير من الدول الكبرى التعددية، لا تزال الدول الأصغر تعتنقها بشغف أكبر بسبب الفوائد العديدة التي يمكن أن تجنيها من جبهة موحدة بمختلف جوانب التعاون كالأعمال العسكرية والتنمية. كما أوضح وزير الخارجية السنغافوري، فيفيان بالاكريشنان، إنه “بالنسبة للدول الصغيرة، التعددية في القانون الدولي ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية.”
ما زال أمام المجتمع الدولي الحاجة إلى إعادة النظر في أساليب التعاون الدولي في ظل التحديات المتزايدة والعصر المتغير.### أزمة تعددية الأطراف في القرن الحادي والعشرين
أدت التحديات التي يواجهها القرن الحادي والعشرون، وخاصة الارتفاع المتزايد في الشعبوية، إلى استنتاج العديد بأن النماذج القديمة للتعاون المتعدد الأطراف لم تعد فعالة. ومع ذلك، لا يزال هناك قادة يؤمنون بأن العمل معًا وبشكل متساوٍ هو الطريقة الأكثر أمانًا وفاعلية، عاكسين شعورهم بأنهم ما زالوا في انتظار نموذج جديد يبرز في الساحة العالمية.
دعوة أمين عام الأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي شغل منصبه على مدار السنوات السبع الماضية، قضى معظم وقته في الدعوة بشغف لفضائل التعددية. وقد أشار في كلمة له هذا الأسبوع أن الأصوات التي تتمتع بالقوة السياسية والاقتصادية عادة ما تكون مترددة في إحداث تغييرات. ومع ذلك، حذر غوتيريش من أن الوضع الراهن يستنزف قواهم، وأنه بدون إصلاح، فإن fragmentation (التفكك) أمر لا مفر منه، مما يجعل المؤسسات العالمية أقل شرعية وفاعلية.
تفكك التعددية
يعتبر “التفكك” مصطلحًا محوريًا في هذا السياق. إن صعود الإنترنت والاقتصاد العالمي أدى إلى ربط العديد من الأشياء معًا، لكنه أدى أيضًا إلى تفكيك العديد منها في ذات الوقت. إن استعادة التوازن بين تلك الأجزاء المتفككة هو مهمة صعبة للغاية، تشبه العمل الأسطوري الذي يقوم به سيزيف.
تزداد صعوبة التعددية بسبب تنوع الأصوات والخلفيات والأولويات، مما يجعل من الصعب السيطرة عليها. وقد تأثرت الدول الصغيرة بشكل خاص، مثل توفالو، التي تحتاج إلى التعاون لمواجهة تحديات كبيرة مثل تغير المناخ، أو سانت كيتس و نيفيس التي تسعى لمواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي.
المطالبة بمزيد من المقاعد
تسعى الدول الأفريقية للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، حتى تتمكن من تشكيل كتلة قوية للتعاون داخل المنظمات العالمية. وأكد الرئیس الناميبي نغانغولو مbumba أن المؤسسات المتعددة الأطراف، بما في ذلك مجلس الأمن، لا تمثل احتياجات وآمال أفريقيا.
الحاجة إلى نهج جديد
نظرًا للإحساس الواسع بأن التعددية على حافة الانهيار، دعا غوتيريش إلى قمة هذا العام أسفرت عن “ميثاق من أجل المستقبل”، وهو خطة شاملة تهدف إلى إعادة التعددية إلى مسارها الصحيح. وأكد أن هذا الميثاق يجب أن ينتج نتائج ملموسة، وليس مجرد أقوال أو وثائق.
تحديث التعددية
وأشار العديد من المتحدثين خلال القمة إلى أهمية تحديث التعددية. حيث وصف محمد إيرفان علي، رئيس غيانا، هذا النهج بـ “التعددية المستنيرة”، موضحًا أنه يمثل إدماجًا أكثر جوهرية للدول الصغيرة كأعضاء متساوين.
المستقبل ومواجهة التحديات
على الرغم من خيبة الأمل في التعامل مع القوى الكبرى، يؤكد غوتيريش أن هناك إمكانية لتحقيق التغيير، ولكن الوقت ينفد. وقد ناقش وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، أن العالم يواجه التحديات بشكل متزايد، وأن المحادثات أصبحت أصعب من أي وقت مضى، مما يثير تساؤلات حول إرادة المؤسسين للعمل معًا.
على مدى السنوات الماضية، اتضح أن استخدام الحوار أصبح أمرًا أكثر صعوبة، ويجب على الدول أن تتعاون لمواجهة التحديات العالمية بشكل فعال.
رابط المصدر هنا.