الأفيال الأفريقية.. عمالقة الأرض يواجهون خطر الانقراض

Photo of author

By العربية الآن

الأفيال الأفريقية.. عملاقة الأرض في خطر الانقراض

الأفيال الأفريقية أكبر الكائنات البرية على وجه الأرض (بيكسابي)
الأفيال الأفريقية أكبر الكائنات البرية على وجه الأرض (بيكسابي)

تعتبر الأفيال الأفريقية من أكبر الكائنات الحية على وجه الأرض، حيث تتمتع بقدرات فريدة وذكاء ملحوظ، بالإضافة إلى تعقيد سلوكها الاجتماعي. ومع ذلك، تواجه هذه الكائنات العملاقة خطر الانقراض، وفقًا لدراسة حديثة شملت بيانات من 475 موقعًا في 37 دولة أفريقية على مدى الفترة من 1964 إلى 2016.

تشير الدراسة المنشورة في دورية “بروسيدينغس أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس” إلى تراجع كبير في أعداد الأفيال، سواء كانت من نوع فيل السافانا أو فيل الغابات، حيث يُعزى هذا التراجع إلى فقدان المواطن الطبيعية والصيد غير المشروع.

لا يقتصر ضرر هذه الأزمة على الأفيال فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى خطر بيئي يهدد الأنظمة الطبيعية في القارة الأفريقية، حيث تلعب الأفيال دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي في تلك المناطق.

تعتبر هذه الدراسة الأكثر شمولاً في مجال بحث الأفيال الأفريقية، إذ تشير إلى أن أعداد أفيال السافانا انخفضت بنسبة 70%، بينما تراجعت أعداد أفيال الغابات بنسبة أكبر تصل إلى 90%. يعكس هذا الوضع الخطير الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود لحماية هذين النوعين قبل أن يتعرضا لخطر الانقراض الحقيقي.

الصيد الجائر وفقدان الموائل الطبيعية

يُعد الصيد غير المشروع أحد أبرز المخاطر التي تهدد الأفيال، حيث يُقتل العديد منها بسبب أنيابها التي تُباع في الأسواق السوداء، خاصة في آسيا، وبالأخص في الصين، حيث تُعتبر الأنياب -العاج- “الذهب الأبيض” نظرًا لقيمتها العالية.

تتحمل أفيال الغابات العبء الأكبر من هذه الظاهرة، كونها تعيش في مناطق لا تتمتع بحماية كافية مقارنة بأفيال السافانا. وقد أدت الحماية المحدودة والضغط الكبير إلى انقراض الأفيال تمامًا في بعض المناطق مثل الساحل الشمالي الذي يضم مالي وتشاد ونيجيريا.

أما فقدان الموائل الطبيعية بسبب التوسع الزراعي، فهو يمثل تهديدًا لا يقل خطورة، حيث تتسبب الأنشطة الزراعية في تجريف أراضي الأفيال الأصلية، مما يدفع الأفيال للعيش في بيئات أصغر وأكثر انعزالًا. وفقًا للتقديرات، فإن أعداد أفيال الغابات تبلغ فقط ثلث أعداد أفيال السافانا، مما يجعل مستقبل هذا النوع في خطر حقيقي إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحمايته.

تتعدى أزمة الأفيال الأفريقية حدود القارة، حيث تواجه الأفيال الآسيوية تهديدات مماثلة تتمثل في فقدان المواطن، والصيد غير المشروع، والاشتباكات المتواصلة مع البشر. تشدد هذه الأزمة العالمية على أهمية التعاون الدولي لحماية الأفيال، بدءًا من تنظيم التجارة غير القانونية للعاج وصولاً إلى تعزيز استدامة استغلال الأراضي الزراعية.

يُقدر عدد الأفيال الأفريقية المتبقية بحوالي 415 ألفًا إلى 540 ألفًا بحلول عام 2016، وتظهر الدراسات أن هذه الأعداد في انخفاض مستمر. ورغم صعوبة إجراء تعداد شامل نظرًا لتنوع أساليب التعداد في مختلف أنحاء القارة، فإن الاتجاه العام يشير بوضوح إلى أن الأفيال الأفريقية تواجه خطر الانقراض المحتم.

تمكنت بعض المناطق من تحقيق إنجازات بارزة في حماية الأفيال الأفريقية (بيكسابي)
بعض المناطق حققت إنجازات ملحوظة في حماية الأفيال الأفريقية (بيكسابي)

نجاحات محلية

على الرغم من المستقبل المظلم الذي ينتظر هذه الكائنات الضخمة، تمكنت بعض المناطق من تحقيق إنجازات ملحوظة في حمايتها. إذ شهدت المناطق الجنوبية من أفريقيا زيادة في أعداد الأفيال في 42% من المواقع التي شملتها الدراسة. وتلعب دول مثل بوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا دورًا محوريًا في هذا النجاح من خلال تنفيذ برامج حماية فعالة وتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية، ما لا يساهم فقط في إنقاذ الأفيال بل يدعم أيضًا التنوع البيولوجي والتوازن في الحياة البرية في القارة الأفريقية.

تؤدي الأفيال دورًا حيويًا في النظم البيئية البرية؛ حيث تساهم في تشكيل الأنظمة البيئية من خلال تغذيتها على مختلف أنواع النباتات، مما يفتح المجال لنمو الأعشاب ويعزز التنوع النباتي. كما تعمل كناقلة طبيعية للبذور، فتقوم بتناول النباتات وتوزيع بذورها عبر فضلاتها أثناء تنقلها لمسافات طويلة، مما يساعد في انتشار النباتات وزيادة فرص نموها في مناطق جديدة.

المصدر: مواقع إلكترونية


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.