الإسلام: الثوابت والمتغيرات
يتعرض الإسلام في كثير من الأحيان لانتقادات تتعلق بجاهزيته في مواجهة التطورات العالمية، حيث يُنظر إليه كدين يمتنع عن التكيف والتغيير، مُحافظًا على تقاليده القديمة، مما يتناقض مع طبيعة الحياة المتغيرة.
تُعتبر هذه الفكرة شائعة بين الحداثيين والعلمانيين سواء عربًا أو غربيين، الذين يرون أن على المسلمين إما التخلي عن الإسلام بالكامل، أو ضرورة تطويره وتغيير بعض جوانبه.
إنّ القديم هو واقع وثابت يمثل كل من الماضي والحاضر، بينما الجديد هو مجرد تصور لم يحدث بعد. فليس من الممكن أن يذهب الجديد في اتجاه الممكن، كما أنه ليس من المفيد على الإطلاق.
- الرافعي
قضايا أساسية ثلاث:
- أولًا: التغير والصيرورة يعدان فلسفة تعبر عن انتقال الأشياء من حالة إلى أخرى، وهو لا يتعلق بجوهر الوجود، بل بالظاهر فقط.
في الوقت ذاته، هناك مبادئ ثابتة تضمن الاستقرار في الكون، مثل حركة الأجرام السماوية والقوانين الفيزيائية التي تظل دون تغيير.
- ثانيًا: ليس كل قديم رديئًا، وليس كل جديد جيدًا.
يجب أن يتم تقييم القبول والرفض وفقًا للمعايير الأخلاقية، ولا ينبغي رفض القديم لمجرد كونه قديمًا، فقد يكون له نفع. يجب أن يرتكز التطور على الاستفادة من تاريخ الإنسانية.
إن الحداثيين والعلمانيين الذين ينادون بإعادة التفسير غالبًا ما يفتقرون إلى الفهم العميق للشريعة وأصولها، والكثير منهم غير قادر على قراءة القرآن بشكل صحيح.
- ثالثًا: يحتوي الإسلام على نصوص تدعم التطور وتحث عليه.
بعض الأحكام الشرعية تظل ثابتة مثل تحريم الربا والظلم، بينما يمكن لبعض الأحكام أن تتغير وفقًا لمصلح الناس.
- إن مبدأ “تتغير الأحكام بتغير الأزمان” يدل على وجود أحكام اجتهادية يمكن تعديلها.
كتب الفيلسوف طه عبدالرحمن أن العلمانيين العرب الذين تأثروا بالحضارة الغربية اتبعوا مبادئها دون تمييز وتأثير، مستخدمين وسائل نقدية لأغراض تفسيرية للنصوص الإسلامية، متجاهلين الخصوصيات الثقافية والدينية لتلك النصوص.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.