الإضافات الغذائية وتأثيرها على صحة الأمعاء والدماغ

Photo of author

By العربية الآن

الإضافات الغذائية وتأثيراتها على صحة الأمعاء والدماغ

أنواع من اللحوم النباتية، أغذية لتقليل البصمة الكربونية
الإضافات الغذائية هي مواد تُضاف إلى الأطعمة خلال مراحل الإنتاج والتعبئة والتغليف، لتحسين المذاق، أو اللون، أو القوام، أو الحفاظ على المنتج لفترة أطول (شترستوك)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
تعتبر الإضافات الغذائية مكونًا حيويًا في صناعة الأغذية المعالجة. تستخدم هذه الإضافات لتحسين المذاق والملمس وإطالة فترة الصلاحية. ومع ذلك، تكشف الأبحاث الحديثة أن بعض هذه المواد قد تكون لها تأثيرات سلبية على ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى مشاكل صحية قد تمتد إلى الدماغ.

خطر الإضافات الغذائية

الإضافات الغذائية تشمل مواد تضاف إلى الأطعمة خلال مراحل الإنتاج والتعبئة والتغليف من أجل تحسين المذاق، أو اللون، أو القوام. قد تكون هذه الإضافات طبيعية مثل الملح أو اصطناعية كالأصباغ والمنكهات. وفقًا لتقرير نشرته مجلة “سايكولوجي توداي”، فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تشترط إجراء دراسات سلامة قبل الموافقة على الإضافات الغذائية الجديدة، غير أن اختبار تأثيرات هذه المواد على ميكروبات الأمعاء غير مشمول في الإجراءات، مما يعد ثغرة كبيرة في النظام.

ضرورة المراجعة

يجب أن نقوم بمراجعة شاملة للإضافات الغذائية من خلال دراسة تأثيراتها على الميكروبات المعوية المفيدة. يجب التأكد من أن هذه الإضافات لا تؤذي هذه الميكروبات أو تساعد على نمو مسببات الأمراض، وهو الأمر الذي يعد الأسوأ. وهناك العديد من الباحثين حاليًا يدرسون هذه الآثار وقد أظهرت النتائج مشكلات مقلقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة من جامعة تايوان الوطنية أن العديد من المستحلبات، خصوصًا الصناعية منها، تسبب تغييرات كبيرة في ميكروبيوم الأمعاء.

تأثير المستحلبات

المستحلبات هي إضافات تساعد على دمج الزيت والماء، مما يمنح الطعام قوامًا ناعمًا. توجد في العديد من الأطعمة المعالجة مثل زبدة الفول السوداني والخبز والسجق والآيس كريم. أكد الباحثون أن هذه المستحلبات تساعد البكتيريا على اختراق طبقة المخاط التي تحمي الأمعاء.

لاحظ الباحثون أيضًا أن المستحلبات يمكن أن تتسبب في التهابات مزمنة وزيادة في اضطرابات الأيض، بما في ذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. هذه النتائج تتماشى مع دراسة سابقة من قبل بينوا شاسينغ وزملائه في جامعة باريس، حيث أظهرت الدراسة تأثيرات مشابهة لمستحلبين صناعيين آخرين، وهما “بوليسوربات 80” و”كاربوكسي ميثيل سليلوز”، اللذان يعدان أكثر ضررًا على توازن ميكروبيوم الأمعاء.

الأثر على الدماغ

بحث آخر أُجري في جامعة تيانجين الطبية أظهر أن المستحلبات قد تسبب تدهورًا في الإدراك. مادة “بوليسوربات 80” على وجه الخصوص تؤدي إلى تعطيل الحاجز الدموي للدماغ، مما يسمح بتراكم السموم فيه. على الرغم من أن التجارب أُجريت على الفئران، إلا أن الباحثين يرون أن هذه النتائج قد تشير إلى مخاطر على البشر، حيث تشير إلى أن خلل ميكروبيوم الأمعاء الناتج عن النظام الغذائي قد يكون عاملًا مسببًا للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

كذلك، وجدت دراسة أخرى من قبل شاسينغ وزملائه تأثيرات على سلوك الفئران، التي أظهرت مستويات أعلى من التوتر لدى الذكور وتوجهًا نحو الانعزال لدى الإناث.

فيروسات تدخل الدماغ عبر الأنف، كوفيد-19 يمكن أن يسبب تلفًا في الدماغ
مادة “بوليسوربات 80” تسبب تلفًا في الحاجز الدموي الدماغي مما يؤدي إلى تراكم السموم في الدماغ (شترستوك)

نتائج مقلقة

تسلط هذه الدراسات الضوء على المخاطر المحتملة للإضافات الغذائية على صحة الأمعاء والدماغ، مما يستدعي إعادة تقييم شاملة لاستخدام هذه المواد في الأغذية ومراقبة تأثيراتها على صحة الإنسان.

# تأثير الإجهاد على صحة الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة، أجرتها جيسيكا فيتزباتريك وزملاؤها من جامعة موناش الأسترالية، أن الأفراد الذين لا يعانون من الإجهاد قادرون على التعامل بشكل إيجابي مع المستحلبات، بينما يعاني الأشخاص المجهدون من زيادة في نفاذية الأمعاء. هذه الظاهرة تشبه النتائج التي تم رصدها في دراسات سابقة على الفئران.

الإشارات المقلقة لنفاذية الأمعاء

تشير هذه النتائج إلى مخاطر محتملة، حيث أن نفاذية الأمعاء، والمعروفة أيضًا بمصطلح “الأمعاء المتسربة”، قد تسهم في زيادة مستويات القلق والتوتر. وبالتالي، يمكن أن تؤدي إلى حلقة مفرغة بين الإجهاد ومشكلات الأمعاء عند تناول المستحلبات.

المستحلبات: الصناعية مقابل الطبيعية

على الرغم من هذه النتائج، أوضح الباحثون أن التأثير السلبي لا ينطبق على جميع أنواع المستحلبات. فالمستحلبات الصناعية هي التي تسبب الإضرار بالأمعاء، كما أظهرت الأبحاث. بينما المستحلبات الطبيعية، مثل الليسيثين الموجود في البيض وعباد الشمس، تعتبر أكثر أمانًا وقابلة للتقبل من قبل الجسم.

الابتعاد عن المستحلبات الصناعية

للحد من الأضرار التي قد تسببها المستحلبات على الميكروبات المفيدة ووقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والخرف والسرطان، ينصح بتجنب المستحلبات الصناعية، مثل “بوليسوربات 80″ و”كاربوكسي ميثيل السليلوز”.

ينبغي أيضًا زيادة استهلاك الأطعمة غير المعالجة، مثل الخضروات والفواكه، التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف وتعزز صحة الأمعاء.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.