موقف الجيش السوداني من مفاوضات جنيف
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن مفاوضات جنيف تهدف إلى تحسين صورة قوات الدعم السريع وداعميها، وذلك بعد انتهاء المحادثات التي جرت في المدينة السويسرية دون الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
اتهامات للأطراف الدولية
واتهم البرهان أطرافاً دولية وإقليمية بالوقوف وراء مؤامرة ضد السودان، مشيراً في مؤتمر صحفي له في مدينة بورتسودان، إلى أن الجيش السوداني “لن يتوجه إلى جنيف ولا علاقة له بها، ولن يقبل الجلوس في مكان يتم فيه إشادة بالتمرد”.
رفض الجيش للتعايش مع المتمردين
وأضاف البرهان أنه “لن نتخلى عن سلاحنا ما لم ينته التمرد، ولن نتعايش أو نتفاوض مع المتمردين”.
نتائج المحادثات الإنسانية
انتهت المحادثات في سويسرا يوم الجمعة الماضي دون توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الطرفين تعهدا بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق عبر ممرين رئيسيين. وتعاني أكثر من 25 مليون شخص في السودان، أي أكثر من نصف السكان، من انعدام الأمن الغذائي وتهديد المجاعة.
جهود الولايات المتحدة للوساطة
في إطار السعي لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، نظمت الولايات المتحدة سلسلة من المحادثات في سويسرا بدأت في 14 أغسطس/آب، لمعالجة الوضع المتدهور الذي نشأ بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
مسار المحادثات
بينما شاركت قوات الدعم السريع في الجلسات، اعترض الجيش على صيغة المحادثات ولم يحضر الاجتماعات، لكن المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أكد على أن الوسطاء كانوا على تواصل منتظم مع الجيش عبر الهاتف.
تضمنت المناقشات، التي رعتها كل من المملكة العربية السعودية وسويسرا، حضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين، حيث شكّلت هذه الأطراف منصة بتسمية “ملتزمون بتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان”.
قبيل دخول أي مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب، اشترطت الحكومة السودانية تنفيذ “إعلان جدة” الذي صدر في مايو/أيار 2023، والذي ينص على ضرورة التزام طرفي النزاع بـ”الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يلحق الأذى بالمدنيين”، و”احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان”.
الواقع الميداني في السودان
لا تزال المعارك مشتعلة في عدة مناطق بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقد أسفرت الحرب عن مقتل نحو 18 ألفاً و800 شخص، ونزوح أكثر من 10 ملايين وفقاً للأمم المتحدة. كما أدت المعارك إلى تدمير بنية البلاد التحتية، حيث تم تقدير خسائرها بأكثر من 150 مليار دولار بحسب بعض الإحصاءات الحكومية.