أظهرت دراسة حديثة أن استهلاك الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي والملفوف والكرنب والقرنبيط، يمكن أن يساعد في تقليل ضغط الدم لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مقارنةً بالخضراوات الجذرية وخضراوات القرع.

أي الخضراوات أفضل لصحة القلب؟

توصل الباحثون في جامعة إديث كوان الأسترالية إلى أن تناول أربع حصص يوميًا من الخضراوات الصليبية سيسهم في خفض ضغط الدم بصورة ملحوظة مقارنةً بأربع حصص مماثلة من الخضراوات الجذرية وخضراوات القرع مثل الجزر والبطاطا. وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة بي إم سي ميدسين في الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري.

وقالت إيما كونولي، طالبة الدكتوراه في جامعة إديث كوان: “المركبات المعروفة بالغلوكوسينولات، والتي تُوجد تقريبًا بشكل حصري في الخضراوات الصليبية، أظهرت تأثيرًا في خفض ضغط الدم في الدراسات الحيوانية، ولكن الأدلة على فعاليتها لدى البشر كانت محدودة سابقًا”.

وتابعت وفقًا لموقع يوريك أليرت: “كما تحتوي الخضراوات الصليبية على مجموعة من المكونات التي قد تقدم فوائد إضافية في تخفيض ضغط الدم، مثل النترات وفيتامين ك”.

وأشارت إلى أن زيادة استهلاك الخضراوات موصى به بشكل كبير لتقليل مخاطر الأمراض القلبية، حيث أظهرت الدراسات السابقة أن الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي والملفوف وكرنب بروكسل، ترتبط بشكل أكبر بتقليل مخاطر الأمراض القلبية مقارنةً بالخضراوات الأخرى. ومع ذلك، فإن استهلاك الخضراوات الصليبية يبقى عادةً جزءًا صغيرًا من مجمل استهلاك الخضراوات عالميًا.

وأوضحت د. لورين بليكينهورست، الباحثة الرائدة في جامعة إديث كوان وزميلة مؤسسة القلب الأسترالية، أن أقل من 1 من كل 15 بالغًا أستراليًا يلتزم حاليًا بتوصيات تناول الخضراوات، وأن هذا الرقم انخفض على مر السنوات.

وذكرت: “الخضراوات الصليبية تعتبر من المجموعات الأقل استهلاكًا بين الخضراوات. إذا استطاع الناس زيادة كمية هذه المجموعة من الخضراوات في نظامهم الغذائي، سيتحصلون على فوائد أعلى في تقليل ضغط الدم والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل”.

تجربة على البشر

شملت الدراسة إجراء تجربة لمدة 6 أسابيع، حيث تمكن المشاركون من إتمام فترتين غذائيتين استمرت كل فترة أسبوعين، مع وجود فجوة لمدة أسبوعين خلالهما تم اتباع نظامهم الغذائي المعتاد.

خلال إحدى الفترات، تناول المشاركون أربع حصص (تعادل الحصة كوبًا نيئًا من الخضار أو نصف كوب مطبوخ) من الخضراوات الصليبية يوميًا على شكل حساء مع وجبات الغداء والعشاء، بينما في الفترة الأخرى تناولوا حساء الخضراوات الجذرية وخضراوات القرع. تم قياس ضغط الدم للمشاركين على مدار 24 ساعة قبل وبعد كل فترة، وأظهرت النتائج انخفاضًا مقداره 2.5 ملم زئبقي في ضغط الدم لصالح تناول الخضراوات الصليبية مقارنةً بالخضراوات الجذرية وخضراوات القرع.

حافظ المشاركون على نظام غذائي ونمط حياة ثابتين خلال فترة الدراسة، مما يدل على أن الانخفاض في ضغط الدم لم يتأثر بتلك العوامل.

تظهر النتائج أن هذا الانخفاض في ضغط الدم يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة تصل إلى 5%.

أعربت مؤسسة القلب الأسترالية عن ترحيبها بنتائج هذه الدراسة، حيث ذكرت كيم لانغ، مديرة برنامج الصحة القلبية، أن النتائج مثيرة للاهتمام.

وأضافت: “تشجع مؤسسة القلب الناس على تناول مجموعة متنوعة من الخضراوات يوميًا كجزء من نظام غذائي صحي للقلب. من الممكن تجربة إضافة الخضراوات الصليبية، كالبروكلي أو الكرنب، إلى وجباتهم”.