تحول “البودكاست” في حياة النساء: تجارب ملهمة من مختلف أنحاء العالم
هل من الممكن أن يُغير برنامج بودكاست مدته ساعة ونصف حياة امرأة؟ أو حتى حياة أسرة كاملة؟ وفقًا للعديد من الدراسات الحديثة، فإن الإجابة هي نعم. حيث يُعتبر البودكاست الآن في مختلف أنحاء العالم من العوامل المؤثرة في الإبداع والتغيير الإيجابي، وخاصة بالنسبة للمرأة.
تشير الأبحاث إلى أن هذه البرامج ساهمت في تحسين حياة العديد من النساء حول العالم، خصوصًا اللواتي يمتلكن مشاريع شخصية أو عامة، من خلال استكشاف موضوعات وقصص تتعلق بتجارب النساء مثل العنف النفسي، تعزيز التواصل بين الرائدات الريفيات، ودعم رائدات الأعمال من الصين إلى الشرق الأوسط وغيرها.
البودكاست صار أسلوب حياة!
آية ناصر، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، تستغل وقتها في تنظيف المنزل للاستماع إلى مجموعة من برامج البودكاست الموجهة للنساء. تقول لـ”الجزيرة نت”: “كان في البداية يشدني النقد الحي، لكني اكتشفت فيما بعد العديد من البرامج المفيدة.”
أضافت آية: “محتوى البرامَج أتاح لي الانخراط في مناقشات حيوية، وتقديم أفكار وإجابات تساعدني في تطوير ذاتي.” وقد أظهرت الإحصائيات أن سوق البودكاست في نمو سريع، حيث قد يتجاوز حجمه 17.5 مليار دولار بحلول عام 2030.
هكذا أسهم في تمكين المرأة على مستوى العالم
في المملكة المتحدة، حقق برنامج بودكاست مخصص للطبيبات نجاحًا ملحوظًا، حيث ألهم العديد من الطبيبات لتحسين حياتهن المهنية. فالدراسة أظهرت أن البودكاست أسهم في تعزيز الثقة لدى النساء في السعي للحصول على أدوار قيادية.
وكشفت ورقة بحثية برازيلية أن 511 منتجة للبث الصوتي تأثرن بالأجندة السياسية وحقوق الإنسان، مما يدل على التأثير العميق للبودكاست على قضايا النساء.
يشير الدكتور كريم الدمنهوري إلى أن البودكاست أصبح وسيلة فعالة لتحسين حياة الكثيرين عبر تقديم المعلومات بشكل يراعي الثقافة والمجتمع، خاصة من خلال البرامج النسائية التي تتناول مواضيع حساسة.
كلمة السر في اختراق التابوهات
تقول الصحفية نهى لملوم، منتجة بودكاست “أحمر داكن”، إن هذه النوع من البرامج يوفر منصة لمناقشة مواضيع محظورة اجتماعيًا. وتضيف أنه أصبح أداة فعالة للتوعية والمشاركة، إذ يمكنك أن تغيّر آراء الناس من خلال حلقة واحدة.
وعلى حد قولها، البودكاست يتيح للنساء رؤية أجسادهن وتجاربهن بطرق جديدة، مما يعزز الوعي بالصحة النفسية والجسدية ويدعم مبادرات كسر الصمت حول القضايا الاجتماعية.
والبرنامج يعزز رؤية النساء لمشاكلهن، حيث يلي ذلك استقبال إيجابي من قبل المستمعات، ويدفعهن للتعبير عن تجاربهن والتعلم من قصص الآخرين، مما يخلق بيئة من الإلهام والدعم.
رابط المصدر