التايمز المالية: غزة هدية دائمة لبوتين وتصريف خطير لبايدن
هذا ما يعتبره الكاتب البريطاني إدوارد لوس في مقال له حيث بدأ بقاعدة تتبعها المافيا الإيطالية التي تنص على أنه عند تنفيذ عملية ما، يجب طرح السؤال: “من سيستفيد؟”، ثم أشار الكاتب إلى أنه ليس هناك دليل على تورط روسيا في الحادثة التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولكنها كانت من المستفيدين الرئيسيين.
وأكد لوس أنه من الواجب على من يريد أن يصل لنفس الاستنتاج أن يطرح السؤال: “من سيكون الخاسر؟”، لتصبح الإجابة واضحة دون الحاجة إلى بذل جهد بالتحليل حتى يتبين أن بايدنالخاسر في السياق الجيوبوليتيكي هنا هو شخص يعاني من تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو رفح في الجنوب الشرقي لقطاع غزة، وهو ما يعتبر تحركا غير مجدي يثير المزيد من المشاكل.
وفي رأي الكاتب: جمعت الأقدار بين هجوم حماس وذكرى ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأسفرت هذه العملية عن اضطراب جيوسياسي يمثل هدية طويلة المفعول لموسكو، بما في ذلك تغيير موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية علاقتها بين نتنياهو وبوتين.
وأشار إدوارد لوس، الكاتب في فايننشال تايمز، إلى السيناريو الذي شهد تغييرا في قبول بوتين ونتنياهو لبعضهما البعض قبل هجوم حماس. كان كلاهما ينظر إلى الآخر كقائد قوي يستمر في الحفاظ على سلطته، لكن طوفان الأحداث كانت له تأثيراته على هذه العلاقة نتيجة لغزو روسيا لأوكرانيا وتقاربها مع إيران.
وبين لوس أن بوتين يحظى بفوائد من تطورات الجيش الإسرائيلي في غزة، لكن مصالحه تتصادم مع تلك لدى نتنياهو الذي يخشى فقدان السلطة بسبب تورطه في قضايا فساد، وهذا يجعله يستعد للاستمرار في الصراع. لهذا السبب، يعد نتنياهو تهديدا كبيرا لفرص بايدن بالبقاء في السلطة كما هو الحال مع بوتين.
واختتم الكاتب بالقول: “ما يرضي بوتين يضر بجو بايدن ويرتبط ذلك بشكل مباشر بمصلحة دونالد ترامب”.