التصاعد بموازنة التصاعد.. جماعة الله تؤكد معادلاً جديدًا لمواجهة إسرائيل

Photo of author

By العربية الآن



التصاعد بموازنة التصاعد.. جماعة الله تؤكد معادلاً جديدًا لمواجهة إسرائيل

doc 34pd9ce 1713123895
الدخان يتصاعد بعد هجوم إسرائيلي على قرية كفر كلا في لبنان الجنوبية (الفرنسية)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>جنوب لبنان- شهدت جبهة الجنوب اللبناني تطورات ميدانية متسارعة خلال الأسبوعين الأخيرين. وانتقلت جماعة الله لتطبيق تكتيكات عسكرية جديدة من حيث الجودة والكمية، ردًا على تصاعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان، بهدف تعزيز مواجهتها مع إسرائيل بشكل جديد.

وقد أدخلت الجماعة لأول مرة تكتيكات وأساليب قتالية مختلفة عما كانت تستخدمه في السابق، حيث استعملت طائرات بدون طيار متنوعة في عملياتها الإستراتيجية، وذلك بعد أن أظهرت قدرتها على تحصيل المعلومات الاستخبارية من خلال استهداف جنود إسرائيليين في مواقع جديدة.

كما أظهرت قدرتها على استعمال طائرات بدون طيار متعددة الاستهداف في نفس الوقت، كما حدث في منطقة “المطلة”، بالإضافة إلى إسقاط بالون تجسسي فوق مستوطنة “أدميت” بعد تحديد مكانه والتحكم فيه، والرد الفوري والمباشر على الهجمات الإسرائيلية على المنازل السكنية بإستهداف مباني في المناطق المقابلة.

حدث استثنائي

تناولت قناة الجزيرة نت الوضع الحالي مع منسق الحكومة اللبنانية السابق في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العميد منير شحادة، بالإضافة إلى التحليلين السياسيين وسيم بزي وحسين أيوب حيث قدموا لنا أحدث المستجدات على الساحة العسكرية في الجبهة الجنوبية وتوجهاتها المستقبلية.

وفي رأي العميد شحادة، فإن بداية التصاعد كانت في الجبهة الجنوبية من جانب حزب الله، من خلال حدث استثنائي في عرب العرامشة، حيث أظهرت المقاومة قدرتها على الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية بدقة.

وهاجمت المقاومة موقعًا إسرائيليًا جديدًا، مما تسبب في استهدافه بالطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة، وأسفر ذلك عن سقوط 18 جنديًا بين قتيل وجريح وفقًا لاعترافات إسرائيلية.

وأكد شحادة أن جميع العمليات التي حدثت منذ بداية الحدث حتى الآن، كانت رسائل من المقاومة “إلى العدو الإسرائيلي” تحمل 3 رسائل رئيسية:

  • الرسالة الأولى: ردعية، بمعنى أنه إذا قررت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية على لبنان، فإن المقاومة مستعدة بمفاجآت. وقد تم استخدام أسلحة جديدة، منها طائرة مسيرة مختلفة تحمل 45 كلغ من المتفجرات، بالإضافة إلى صواريخ موجهة.
  • الرسالة الثانية: التصعيد مقابل التصعيد، حيث إذا زادت إسرائيل عدوانها في مدينة رفح، فإن المقاومة سترد بالمثل.
  • الرسالة الثالثة: رد على اغتيالات إسرائيل لقادة حزب الله، وآخرها اغتيال حسين إبراهيم مكي القائد في قوة “الرضوان” في مدينة صور.

وبحسب العميد شحادة، فإن مشكلة إسرائيل الآن تكمن في أن المقاومة تمكنت لأول مرة من إرسال طائرات مسيرة بعمق 30 إلى 35 كيلومترًا داخل الأراضي الإسرائيلية، مما يعرضها للخجل ويثبت أنها أصبحت ضعيفة في التحكم الجوي.

فقد التحكم

وأضاف شحادة أن الخبراء الأمنيين الإسرائيليين يعترفون بفقدانهم للسيطرة والتحكم الجوي في الجبهة الشمالية، مما جعل المقاومة تتمكن من إرسال طائرات تجسسية ومسيرة دون أي ردع من الدرع الحديدية أو الصواريخ الدفاعية التي تمتلكها إسرائيل مثل مدفع ديفيد والسهم.

وأوضح أن آلية المراقبة والتجسس والاستطلاع الإسرائيلية التي تتألف من الأعمدة وقاعدة ميرون والبالونات، تعرضت لقصف بنسبة 90% من المقاومة، مما جعل إسرائيل تفقد التحكم الجوي في الجبهة الشمالية.

وهذا سمح للمقاومة في لبنان بإرسال طائرات تجسسية ومسيرة، بما في ذلك استخدام طائرات مسيرة مختلفة تحمل صواريخ موجهة، حيث يتجه كل صاروخ نحو هدف محدد، وبعد الإطلاق، تتجه الطائرة نفسها نحو هدف ثالث “وهنا نتحدث عن 3 أهداف بطائرة مسيرة واحدة”، وفقًا لشحادة.

وأكد أن استخدام هذه الطائرة الجديدة يعتبر من المفاجآت التي تحتفظ بها المقاومة ضد إسرائيل. وقامت المقاومة بالرد على انتهاكات قواعد الردع من خلال قصف العمق اللبناني في جرود منطقة بعلبك ومحيطها، مما تسبب في خسائر بشرية، “وتظهر هذه المفاجآت تباعًا وفقًا للحاجة”.

من ناحيته، ذكر الكاتب السياسي وسيم بزي أن التطور اللافت في الصراع الحالي يظهر من خلال التصاعد المستمر الذي يقوم به حزب الله، مما يسمح له باستعادة الزمام الميداني على خط الجبهة مع شمال فلسطين المحتلة.

وأضاف أن “العدو الإسرائيلي” حرص خلال الشهور الأخيرة على الحفاظ على الزمام من خلال الردود النوعية، والعمق الجغرافي، والجرعة النارية المستخدمة، مما حافظ على “اليد العليا”.

ويرى أن حزب الله نقل الصراع لفرض واقع جديد من خلال استخدام أساليب جديدة لنزع الزمام من يد “العدو”، وأهمها استخدام الطائرات المسيرة بشكل متزايد، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من العمليات اليومية في الفترة الأخيرة.

وبحسب بزي، فإن دمج العمليات المركبة بين سلاح المسيرات والصواريخ الموجهة، يأتي لزيادة دقة الضربات، مما أجبر “العدو” على الاعتراف بالخسائر بشكل أكبر مؤخرًا. كما أشار إلى أنهم شهدوا لأول مرة في عملية “أدميت” في الجليل الغربي منذ يومين، استخدامًا مركبًا للصاروخ من خلال 3 إطلاقات على منطاد.

نهج جديد

وشملت إحدى الإطلاقات استخدام وسيلة توجيه للمنطاد، واستخدمت الإطلاق الثاني وسيلة تثبيته، فيما تم الإطلاق الثالث على المجموعة الموجّهة نحو هذا المنطاد، الذي تم استهدافه بالكامل،

تم الإعتراف من قِبل إسرائيل بوفاة فرد وإصابة 6 آخرين في هذه الحادثة، حسب الكاتب بازي.

وبحسب التقديرات الصادرة عن بازي، فإن الإطلاقات المكثفة للصواريخ الكاتيوشا، باتجاه العمق في منطقة الجولان السورية، تعتبر مجرد تأكيد لمبدأ المقابلة المتبادلة بين البقاع والجولان. ونتيجة لذلك، فقد قام “العدو” بعملية في جنوب بحيرة طبريا، حيث بلغ الطائرات بدون طيار مسافة تقدر بحوالي 35 إلى 40 كيلومترًا تقريبًا، وتم الرد عليها بغارات ليلا في منطقة البقاع.

وبحسب تقييمات بازي، تظل الجبهة وفية لقواعد الصراع، مما يجعل التحول نحو مواجهة كبيرة أمرًا صعبًا، ويأتي ذلك ضمن رؤية إستراتيجية تسيطر على الطرفين، مع تعزيز دور الجبهة كداعم لقطاع غزة، وحرصها -حتى إشعار آخر- على الامتثال لهذه القواعد.

أما المحلل السياسي حسين أيوب، فيعتقد أنه حتى الآن، لا توجد مصلحة للولايات المتحدة وإيران في تصعيد التوتر إلى مستويات تهدد بالحرب الشاملة.

ويعتقد حسين أيوب أنه لو كانت إسرائيل قادرة على إشعال الصراع، فإن حزب الله قدم لها تبريرات كافية لذلك، حيث بلغ عدد العمليات التي نفذها على مدى 210 أيام نحو ألف عملية، “مما يعني تقديم ألف تبرير لها”.

ووفقًا لآراء أيوب، توضح الحسابات العسكرية والإستراتيجية لإسرائيل عدم جاهزيتها للاندفاع نحو خيار الحرب الشاملة، وهذا ما يمثل “نموذجًا فريدًا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.

ويعتقد أن حزب الله ابتكر نهجًا عسكريًا جديدًا، إذ يقاتل عند حدود لبنان الجنوبية بشكل مباشر (مثال ذلك عملية ناقورة للجيش الإسرائيلي)، وفي الوقت نفسه، استطاع التوغل في العمق الإسرائيلي بمدى يبلغ 35 كيلومترًا.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.