لا تفتأ عجائب القرآن تتجلى وتتجدد تزامنًا مع تقدم العصر وتطور وسائل المعرفة.

تداخل النصوص والوضع الراهن

إن فهم القرآن لا يقتصر على “التفسير الحرفي”، بل تتجلى جوانبه من خارج النص وتمر عبر سياقات حياتنا اليومية، حيث تعبر عن واقعنا من خلال رسالة ماثلة أمامنا. ومن الجدير بالذكر أن موضوع تصفح المقروء تعرض لمنافسة مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وقد حلت “لوحات المفاتيح” محل الأقلام التقليدية. فما من شيء يمكن أن يضاهي متعة إمساك كتاب ورقي بيديك، كما ورد في آية سورة الأنعام، التي تشير إلى أن اللمس يحمل معنى أكثر تأثيرًا من الرؤية.

عند الحديث عن لمس الورق، لا يمكن إلا أن نتذكر العلاقة الحميمية بين اليد والورق خلال التقليب.

دلالة اللمس في القرآن

الآية تتحدث عن إنكار كفار قريش ويطلبون دليلاً ملموسًا على صحة دعوة محمد ﷺ. وفي تفسير الآية، يذكر أن اللمس يكون أكثر تأثيرًا في إدراك الحقيقة من الرؤية، فالمرئي يمكن أن يكون خادعًا، أما الملموس فهو أكثر مصداقية. وقد جاء التعبير عن اللمس ليذكّرنا بعلاقة القارئ بكتابٍ بين يديه، وهو ما يعكس نوعًا خاصًا من المتعة والانغماس.

التحول الرقمي وتأثيره على القراءة

في زمننا الحالي، تحولت الورقة إلى شاشة إلكترونية تفاعلية تحكمها الأصابع، وعلى الرغم من بقاء فعل القراءة “حقيقة”، فإن تجربة التصفح عبر الشاشة تبقى “مجازية” لأن القارئ يفقد لذة “تقليب الأوراق”.

لا يمكن تجاهل الهيمنة المتزايدة للذكاء الاصطناعي وتأثيراته السلبية على التجربة الإنسانية.

هذه الفكرة تدلل على الفجوة بين القراءة التقليدية والتصفح الرقمي، وشتان بينهما من حيث المتعة والتركيز. يُسجل أن إدمان التصفح الإلكتروني قد يؤثر سلبًا على الذاكرة والانتباه.

خطورة التحول الرقمي على الفنون التقليدية

إن استخدام “الشاشات الذكية” و”لوحات المفاتيح” قد يمهد لاحقًا لتراجع الفنون التقليدية مثل الخط العربي، إذ تلزم التكنولوجيا الفنون بأن تتكيف أو تواجه خطر الإندثار، مما يوقعنا في عصر ذهبي ولكن بأبعاد جديدة.

نسأل الله الحماية من تحديات عصر “الحياة الذكية” وأن ينبهنا لأفضل ما فيه.