<
div class=””>
للقصة بقية
التنمر الإلكتروني “وحش” يتمدد رقميا فمن أبرز ضحاياه؟ وكيف نقاومه؟
أظهرت الأرقام أن واحدا من كل 10 ضحايا أقدم على محاولة الانتحار، وقد كشفت دراسة أخرى أن 60% من النساء في الدول العربية تعرضن للعنف عبر الإنترنت خلال عام 2022.
ويتضمن الخطر الذي يواجه النساء عبر التنمر الإلكتروني الابتزاز المالي والجنسي، وانتحال الهوية، بالإضافة إلى التهديدات بالقتل والاغتصاب.
ناقشت حلقة برنامج “للقصة بقية” في 30 ديسمبر 2024، هذه الظاهرة ومدى انتشارها عالمياً وعربياً، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الضحايا، مع البحث في المخاطر المستقبلية في ظل التطور التكنولوجي السريع.
تناولت الحلقة الأسباب التي تدفع الأفراد لممارسة التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطرحت سبل مقاومته وتأهيل الضحايا، بالإضافة إلى اقتراح إنشاء قوانين وآليات عالمية للتقليل من هذه الظاهرة.
وقد عرضت الحلقة حالة لينا كريشان، ناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، تبلغ من العمر 14 عاماً، والتي تعرضت للتنمر بسبب قصر قامتها، مما أثر على صحتها النفسية. كما تم تسليط الضوء على تجربة الإعلامية اليمنية مايا العبسي التي تعرضت لحملات تشويه واتهامات عبر الإنترنت، وذكرت أنها تحملت تلك الضغوط عاماً قبل أن تقرر الرد، وبخاصة في غياب القوانين التي تعاقب المتنمرين.
أسباب التنمر
أكد خبير أمن المعلومات والاتصال الرقمي عمران سالم على ضرورة أن لا ينتظر الوالدان حتى يخبرهم طفلهم بأنه يتعرض للتنمر، مشيراً إلى أن أي تغير في سلوك الطفل قد يرتبط بمنصات التواصل بشكل كبير. وشدد على أهمية تعزيز الثقة بين الطفل ووالديه.
كما أشار استشاري الطب النفسي مأمون مبيض إلى أنه تعامل مع العديد من الحالات التي تعرض أصحابها للتنمر، سواء بشكل مباشر أو إلكتروني.
يُعرف التنمر بأنه سلوك عدواني متكرر يقوم به شخص أو مجموعة ضد فرد آخر، حيث يهدف للإضرار به جسدياً أو نفسياً. ويعتبر التنمر الإلكتروني من الأشكال الأكثر انتشاراً، ويظهر بشكل بارز على منصات الإنترنت.
يمثل التنمر الإلكتروني تهديداً كبيراً للصحة النفسية، وغالبية ضحاياه من النساء والمراهقين. ويرتبط التنمر بعدة أسباب، منها النفسية والاجتماعية، وقد يؤدي لنتائج سلبية، كما أكد مبيض.
يفترض المتنمر هوية غير حقيقية على الإنترنت، مما قد يعود إلى ضغوطات واجهها في طفولته. وأعرب مبيض عن اعتقاده بأن الضغوط الاجتماعية، مثل الحروب والأزمات في الدول العربية، قد تشكل بيئة للتنفيس عن هذه الأساليب.
وحذر مبيض من علامات تدل على تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني، مثل التغير المفاجئ في المزاج، والعزلة، والخوف، والتردد في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وكذلك تغير عادات النوم وفقدان الاهتمام بالأنشطة.
شدد تيموثي أوبلاد، رئيس قسم التنمية البشرية ودراسات علم النفس بجامعة تكساس، على أن التنمر الإلكتروني أصبح ظاهرة متفشية في العالم الافتراضي، مشيراً إلى أن بعض الأفراد قد يعانون من تبعاته النفسية، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الاكتئاب والانتحار.
إحصاءات مقلقة عن التنمر
وفقًا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يعد واحدًا من كل ثلاثة طلاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة ضحية للتنمر. وقد وضعت المنظمة ثلاثة معايير للسلوك الذي يعد تنمرًا، وهي التعمد والتكرار واختلال ميزان القوى بين المتنمر والضحية.
في عام 2023، أشارت الأمم المتحدة إلى أن 79% من الأفراد بين 15 و24 عاماً يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر بيئة خصبة للتنمر الإلكتروني. كذلك، رصدت شركة ميتا خلال الربع الثالث من العام نفسه نحو 15 مليون منشور على فيسبوك وإنستغرام يُصنف كتنمر أو تحرش.
العواقب النفسية والاجتماعية للتنمر
تشير الدراسات إلى أن التنمر الإلكتروني يؤدي إلى تراجع مستمر في ثقة الأشخاص الضحايا بنفسهم، مما يجعلهم عاجزين عن مواجهة التحديات. كما يؤدي التنمر إلى عزلة الأطفال والمراهقين عن أقرانهم، ويؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. يرى باحثون أن هذه العزلة الاجتماعية قد تترك تأثيرات دائمة على شخصياتهم وتطورهم الاجتماعي.
وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) على أن العنف والتنمر في المدارس يساهمان في تدهور الصحة العقلية للضحايا، مما يؤثر بدوره على نتائجهم التعليمية.
جهود لمكافحة التنمر الإلكتروني
بسبب هذا الوضع المتدهور، تعمل العديد من الحكومات والمنظمات الدولية على سن تشريعات لحماية الأطفال من التنمر الإلكتروني. كما يطالب المختصون بتطبيق قوانين وآليات للحد من المخاطر المرتبطة بالعنف الرقمي المتزايد.
نحو بيئة آمنة على الإنترنت
تشير الأبحاث إلى أن إنشاء بيئة آمنة على الإنترنت يمكن أن يساعد في تقليل تأثير التنمر الإلكتروني وحماية الأطفال والمراهقين من أضراره.
المصدر: الجزيرة
رابط المصدر