الجزيرة نت تتحاور مع “إكس بوكس” واستوديو “الميزان” القطري حول مستقبل ألعاب المنطقة
وقد جذب هذا الحرك لعدة شركات عالمية في هذا المجال من ضمنها شركة “إكس بوكس” الفرعية لشركة مايكروسوفت التي قامت بتبني لعبة عربية حديثة ضمن باقتها من تطوير استوديو ألعاب قطري جديد.
وقد التقت الجزيرة نت عبر جلسة فيديو مع غاي ريتشاردز من “إكس بوكس” مايكروسوفت، وحمد المؤسس والمدير التنفيذي لاستوديو “الميزان” ليشاركوا معنا رحلة تطوير لعبة “نايت سكايب” (Nightscape) ومستقبل الألعاب في المنطقة.
“إكس بوكس” والمشاريع في الشرق الأوسط
“IDXbox” هو برنامج من مايكروسوفت يتيح لمطوري ألعاب الفيديو المستقلين نشر ألعابهم بأنفسهم على نظام التشغيل ويندوز ووحدات تحكم الألعاب المنزلية مثل “إكس”تم إطلاق كل من “إكس بوكس ون” و”إكس بوكس سيريز”، وقد شهد هذا البرنامج دورًا هامًا في عرض العديد من الألعاب. لذا، بدأ الحديث مع غاي من “إكس بوكس” حول مشاريع الشركة الأمريكية في مجال الألعاب، وبخاصة في شرق الأوسط.
-
كيف تطوّر برنامج “آي دي بوكس” التابع لـ “إكس بوكس” وما أبرز ملامح هذا التطوير؟
غاي: بالتأكيد، يشكل وصولنا لأكثر من 4 مليار لاعب حول العالم جزءًا أساسيًا من رسالتنا في “إكس بوكس”، وذلك بتقديم المزيد من الألعاب لفئات أوسع من الناس.
شهد برنامج “آي دي إكس بوكس” تطورات عديدة، خاصة في تعزيز دعم الاستوديوهات في شرق الأوسط، مما جعله يجذب أكثر من 5 آلاف مطور حول العالم اليوم. نسعى دائمًا لدعم نجاحهم ضمن بيئة “إكس بوكس”، ونحن متحمسون لإصدار أكثر من 3.5 ألف لعبة قيد التطوير للاعبين في المستقبل.
لقد استثمرنا أكثر من 4 مليارات دولار في حقوق الملكية منذ انطلاق البرنامج.
إذا سُئِل أحد عن تحقيق مثل هذا الرقم الهام قبل 11 عامًا عندما بدأنا البرنامج، فمن المحتمل أن الكثيرين لم يصدّقوا. نحن فخورون وسعداء بالتأثير الإيجابي الذي حققه البرنامج.
-
كيف تتعاملون مع مطوري الألعاب المستقلين؟ وما هي عمليات تقييم الألعاب التي تصلكم منهم؟
“إكس بوكس” يولي اهتمامًا بالتنوع وتقديم مجموعة واسعة من التجارب لأعضائه، من خلال مئات الألعاب المتنوعة من مختلف المطورين والفرق العالمية.
شهد عام 2024 أكبر إطلاق للعبة على “إكس بوكس” بلعبة “باور ورلد” من اليابان، حيث وصلت إلى 10 ملايين لاعب. نحن نواصل البحث عن المزيد من الألعاب لدمجها في قائمة الألعاب، مع التركيز على تقديم تجارب مختلفة للاعبين حول العالم.
نحن نثق بفريقنا المتحمس ونهتم بمعايير التقييم لكل لعبة كتجربة فريدة. يعمل مطورو الألعاب المستقلين حول العالم معنا لتقديم تجارب ممتازة.
-
ما هو الجانب المميز في لعبة “نايت سكايب” الذي دفع “إكس بوكس” لدعمها؟
تم عرض اللعبة في مهرجان تريبيكا عام 2023، حيث تميزت اللعبة بارتباطها الوثيق بخلفيات المطورين من شرق الأوسط، واستلهمت من القصص العربية التقليدية. وقد أحب الفريق التجربة والأجواء التي تمثلت في اللعبة، مما جعلهم يدعمونها بفخر.
-
ما هي أساليب اعداد المطورين للاستفادة من تقدم تقنيات الألعاب مثل الحوسبة السحابية والواقع الافتراضي والذكاء الصناعي؟
عندما يسجل المطورون في “آي دي إكس بوكس”، يحصلون على حزمتين مجانيتين من أدوات التطوير ويمكنهم الوصول إلى نظام “إكس بوكس” بكل حرية. يمكنهم أيضًا توجيه ألعابهم للعب على الأجهزة المحمولة أو اللوحية بمساعدة متجر “إكس بوكس” وخدمة الألعاب السحابية. يقدم ذلك الدعم للمطورين في الوصول إلى جمهور جديد وتقديم تجارب جديدة للاعبين حول العالم.من خلال “تلفاز ذكي آي” (Smart TVI).
تم أخيرًا إبرام تحالف مع جهاز “ميتا كويست” (Meta Quest) حيث يمكنك بث الألعاب إلى سماعة الرأس هذه أيضًا، ومن منظور مطور، يعتبر الأمر بسيطًا للغاية مثلما لو كنا نُنقل ونُستخدم تحكم لعبة “إكس بوكس” من الناحية الفنية.
ونحن نُستثمر أيضًا في الأدوات التي تسهل على المطورين تحسين تجربة اللاعبين عبر الألعاب السحابية.
-
إلى مطوري الألعاب الطموحين الذين يتوقون لبدء مشروعهم، ما النصيحة التي تقدمونها لهم؟ خاصة تلك الذين يخططون للتقدم في برنامج “إكس بوكس”؟
نعم، أوصي دائمًا المطورين بالتواصل معنا في أقرب فرصة. وعمومًا، نسعى ضمن عملنا إلى تمكين المطورين من الإبداع وتحقيق أقصى قدر من النجاح في “إكس بوكس”.
وغالبًا ما توفر لنا هذه الفرصة في وقت مبكر فرصة فهم رؤية المبدع بشكلٍ أفضل واستكشاف التعاونات أو تقديم التوجيه بشأن الأدوات المتاحة وأفضل الممارسات في “إكس بوكس”.
ونحن نمتلك فريق من الخبراء داخل شركة مايكروسوفت يكونون على أتم الاستعداد للتفاوض مع الشركاء، سواء كان ذلك في سياق تطوير المحتوى أو جانب المتجر والتسويق.
استوديو قطري يُبدأ خطواته الأولى بتألّق
قامت الجزيرة نت بحوار حمد، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لاستوديو “ميزان”، الذي بدأ بثقة في إنتاجه الأول من العاب تدخل تحت احتضان شركة عالمية كـ “إكس بوكس”.
-
كونكم استوديو ألعاب قطري محلي، كيف يمكن تحقيق التوازن في مجال الألعاب بين الهوية القطرية-العربية والعالمية المقبولة لدى الجمهور العالمي؟
أعتقد أنه يجب مراعاة أن لا توجد فروق كبيرة في مجال الألعاب، إذ نحن جميعاً كلاعبين نسعى إلى التركيز على المتعة، إذ تجب أن تكون اللعبة مُسلية بغض النظر عن جنسية المطور.
وبالتالي، فإن إضافة العناصر الثقافية من الداخل أو الخارج تسهم في جعل اللعبة ممتعة.
في النهاية، إذا كانت اللعبة مُسلية، فهذا يجذب جمهورًا دوليًا أوسع.
وعندما نلقي نظرة على اليابان، على سبيل المثال، سنجد العديد من الألعاب التي تُركز بشكلٍ خاص على الثقافة اليابانية بوضوح، ومع ذلك يُحافظ اليابان على توازن رائع بين جذب قاعدته المحلية وحصولها على شعبية هائلة على المستوى العالمي.
هذا النموذج الجميل هو ما نتطلع إليه، وأعتقد أننا يمكننا تحقيق ذلك نظرًا لغنى ثقافتنا وجاذبيتها.
-
ما هي التحديات التي واجهتموها كاستوديو ألعاب قطري أثناء تطوير “نايت سكايب” وكيف تغلبتم على تلك التحديات؟
أعتقد أن الشيء الأول الذي يُطلب منه هذان هما العاطفة والرؤية الواضحة،
نعم، هناك تحديات معينة تواجهنا في المنطقة، لكننا لم نُركز كثيرًا عليها لأن انشغالنا كان بأمور أُخرى.
على سبيل المثال، إذا تطلعنا إلى الجانب التنظيمي واللوجستي خارج عالم الألعاب، فستظهر لنا بعض الصعوبات مثل صعوبة الوصول إلى المواهب وقدرة الراعاة المحدودة.
لا يُنظر إلى ألعاب الفيديو عادةً باعتبارها صناعة تتطلب الجدية والاهتمام كما يحدث في صناعة الأفلام أو التكنولوجيا.
ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن قدوم الأجيال الجديدة وتأثير ثقافة الألعاب الشهيرة في المنطقة الخليجية جذب انتباه العديد إلى هذه الصناعة الكبيرة.
وبالتالي، كان هدفنا في البداية هو جعل الناس يتعاملون معنا بجدية فورًا.
-
مدى تصوّرك لتطوّر صناعة الألعاب في قطر والوطن العربي بصورة عامة؟
أرى أننا نسعى لإبتكار ألعاب ممتعة ولكنها أيضًا ذات قيمة وتروي قصصًا غنية، حيث لا تنقصنا القصص الغنية بثراء ثقافتنا.
وأجد أن الوطن العربي يشهد تقدمًا ملحوظًا في مجال تطوّر صناعة الألعاب.
يُنفق حاليًا حوالي 40 إلى 45 مليار دولار على تطوير الألعاب، مع تركيز كبير على خلق فرص العمل.
وبما أن تركيزك يكون على إبتكار منتجات عالية الجودة وتجربة مميزة، فإنك تلزم نفسك بالتوسع مع نمو السوق بوتيرة سريعة.
مستوى الدخل عمومًا مرتفع في منطقة الخليج، ويفضل أصحاب العمل على المستوى العالمي العمل مع مطوري الألعاب والناشرين ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة.
كاستوديو قطري، نتطلع إلى بدء العمل على لعبتنا الثانية في نهاية هذا العام بعد أن وضعنا قاعدة لأنفسنا من خلال إطلاق لعبتنا “سماء الليل”.