الجزيرة نت تنقل مشاهد الدمار بالحي الشرقي في جنين
جنين- بعد ستة أيام من الحصار، أظهر انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الحي الشرقي في مدينة جنين دمارًا هائلًا، كان له أثر كبير على سكان المنطقة وعلى المواطنين بشكل عام.
شهادات مؤلمة أدلى بها الأهالي الذين عاشوا أيامًا مرعبة وسط تهديدات جرافات الاحتلال وجنوده الذين حولوا المنازل إلى نقاط عسكرية.
عند خروج الاحتلال من الحي، توجه البعض من السكان لتفقد الأضرار، بينما توافد الآلاف من السكان من مناطق أخرى في جنين للاطمئنان على الوضع.
دمار هائل
واجه الأهالي صعوبة في السير على ما كان يعرف بشوارع الحي، التي تحولت إلى خرائب ودمار.
“أشعر وكأني في الشارع من منزلي”، يقول رشدي حثناوي (70 عامًا)، الذي دمر الاحتلال منزله بالكامل. ويضيف “لم يتركوا شيئًا قائمًا، كأنهم يتعقبون ثأرًا ضد الشوارع والمنازل”.
بينما كانت علامات الحزن والصدمة واضحة على وجهه، أشار إلى أنه يشعر بآلام عائلته في المخيم، حيث الدمار أكبر. “ما يحدث هنا مؤلم ويجب أن يُعالج”، يقول حثناوي.
في غضون ذلك، قُتل مسن فلسطيني قرب مسجد خالد بن الوليد في نفس الحي، حيث ترك الاحتلال جثمانه لعدة ساعات، مما منع القريبين منه من نقله. بعد التأكد من وفاته، قام الجنود بإجبار الأهالي على المرور بجانبه دون السماح لهم بنقله.
وحشية غير مسبوقة
في الجهة الأخرى، عاد محمد أبو غالي إلى منزله بعد نزوحه وقال “المدخل اختلط بمدخل بيت الجيران، كل شيء دمر ولا يمكن العيش هنا”.
يتذكر أبو غالي، الذي أمضى 46 عامًا في الحي، فترة اجتياح عام 2002، مشيرًا إلى أن ما حدث الآن لا يمكن مقارنته بذلك الوقت؛ “ما عاناه الناس الآن أسوأ، فقد فقدوا كل شيء”.
بدوره، يعبر أبو حسن السعدي، الذي شهد الانتفاضة الأولى، عن كيف أن “وحشية الاحتلال هذه المرة تفوق كافة السنوات السابقة”.
يقول السعدي إن الجنود احتجزوا عائلته وعائلة الجيران أثناء الحصار، في حين دمروا كل ما مروا عليه، مع احتجاز أبنائه في المطبخ.
طوال فترة الحصار، انقطعت الكهرباء والمياه، ما أدى إلى تلف الطعام. “نشرب الماء من المساجد، ولا يمكن السير في الشوارع بسبب الركام”، يقول السعدي.
خسائر بالملايين
مع انسحاب قوات الاحتلال، بدأت قوة عسكرية بالإشراف على تدمير واسع في مركز المدينة المعروف بإسم “دوار السينما”، حيث دمرت الجرافات كل ما تمر به في مُدة قصيرة.
تقدر بلدية جنين الخسائر في البنية التحتية والشوارع خلال الأسبوع الأخير بنحو 50 مليون شيكل، مع عدم إمكانية معرفة الرقم النهائي بسبب استمرار الهجوم.
يرى رئيس بلدية جنين نضال العبيدي أن الخسائر منذ بداية العملية العسكرية تصل لحوالى 100 مليون شيكل، في حين أن الأضرار تستمر في التزايد بفعل تواصل الهجوم.
يؤكد العبيدي أنه لم يكن قادرًا على دخول الحي الشرقي بسبب وجود الاحتلال، لكن تقارير الأهالي تشير إلى أن معظم المنازل دُمرت وجميع مرافق البنية التحتية تأثرت بشدة. “مكنني وصف ما حدث في جنين بأنه زلزال”، يختتم العبيدي.
رابط المصدر