انتقد الجنرال المتقاعد إسحق بريك القيادات في الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّها لم تقم بإعداد الجيش بالمعدات والخطط الصائبة لمواجهة الحروب المستقبلية، التي تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ، بدلاً من الحروب التقليدية.

عدم التجهيز لمتطلبات الحرب الحديثة

قال الجنرال، المعروف بلقب “نبي الغضب الإسرائيلي”، إن “رؤساء الأركان لم يحدثوا مفهوم الأمن الخاص بإسرائيل ليناسب الحروب الحالية والمستقبلية، كما غابت النقاشات حول رؤية أمنية استراتيجية للسنوات القادمة”. وذكر أنهم تجاهلوا التهديدات الوجودية التي برزت خلال السنوات العشرين الماضية، ولم يهتموا بإعداد الجبهة الداخلية أو الجيش لمواجهة التهديدات من القذائف والطائرات المسيرة.

ضرورة إعادة التفكير في استراتيجيات التجهيز

وتطرق بريك إلى أن قيادة الجيش لم تستجب للتغيرات الجذرية في تسليح جيوش العدو، حيث ظلت تصورات الجنرال غير متغيرة في ظل التقدم التكنولوجي. ولفت إلى أنّه على مدى حوالي عشرين عامًا، تأثرت قدرة الجيش الإسرائيلي نتيجة للتقليصات الكبيرة في المعدات، مثل الدبابات وكتائب المدفعية ومختلف وحدات المشاة.

إخفاقات في مواجهة التهديدات الجديدة

قال بريك إن تخفيض القوات البرية بنسبة 66% جعل الجيش غير قادر على بناء مفهوم دفاعي وهجومي مناسب لمواجهة الصواريخ والطائرات بدون طيار التي قد تستهدف المراكز المدنية والتحتية الحيوية.

الحاجة الملحة للتطوير العسكري

كما انتقد الجنرال غياب السلاح المناسب لمواجهة التهديدات المستقبلية، مثل غياب قوة صاروخية أرض-أرض، واعتبر أن هذا الأمر يزيد من خطر تفوق العدو. وأكد على ضرورة التعاون مع الولايات المتحدة لتطوير أسلحة فعالة وبأسعار معقولة لمواجهة التهديدات.

انتقادات للقيادة العسكرية الحالية

ألقى بريك باللوم على “اللوبي القوي للقوات الجوية” الذي يؤثر بشكل كبير على قرارات القيادة العسكرية والسياسية، مشددًا على أن الإصرار على الاعتماد على سلاح الجو قد يكون ضارًا في الحروب المقبلة. وأوضح أن ذلك يعكس عدم تفهم الواقع العسكري المتغير.

تأثير الخصخصة على الجيش

تناول الجنرال تأثير خصخصة الخدمات اللوجستية على أداء الجيش، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى نقص في القدرة التنفيذية أثناء الحروب، إذ لن تستطيع الشركات المدنية توفير الإمدادات الحيوية اللازمة.

مسؤولية القيادات السياسية

وجه بريك انتقاداته لرئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن ذلك يشكل تهديدًا للأمن القومي. وحذر من أن إصرارهم على بعض الخيارات قد يسبب مزيدًا من الأضرار للدولة.

ختم بريك بالتأكيد على أنه “طالما استمر هؤلاء في مناصبهم، فليس هناك أمل للشعب الإسرائيلي، وأنه يتعين استبدالهم فورا لإنقاذ البلاد من الوضع الراهن”.