فيلم “الجوكر: جنون مشترك” يتجاوز آمال الجمهور
بعد النجاح الباهر الذي حققه الجزء الأول من فيلم “الجوكر” في عام 2019، حيث منح الأداء المميز لخواكين فينيكس جائزة الأوسكار، كان من المتوقع أن ينتظر جمهور السينما بحماس الجزء الثاني “الجوكر: جنون مشترك”. ولكن، يبدو أن الفيلم لم يكن على مستوى توقعات النقاد والجماهير.
فكرة جريئة لكن غير متوازنة
يمثل الفيلم محاولة جريئة من خلال دمج الدراما مع الموسيقى، ولكن النقاد رأوا أن هذا المزيج افتقر إلى التوازن المطلوب. حسب الآراء، لم يتمكن الفيلم من دمج عناصره المختلفة بطريقة متكاملة، مما أدى إلى شعور بالانفصال بين المشاهد.
أداء غاغا بين التألق والتقليص
ليدي غاغا، المعروفة بصوتها الجريء ومهاراتها الفنية، لم تُعط الفرصة المناسبة لتألقها في هذا الفيلم. ورغم إشادة بعض النقاد بأدائها التمثيلي، إلا أن أدائها الغنائي كان محدوداً، مما أحبط توقعاتهم حول قدرتها الصوتية. وفقًا للنقاد، كان من الممكن تقديم مشاهد إضافية تمنح غاغا الفرصة لتبرز موهبتها الحقيقية.
أشاد الناقد إما ساسيك بحضور غاغا المذهل، مشيراً إلى أنها كانت مؤثرة مثل فينيكس في الفيلم الأول. بينما اعتبر بعض النقاد، مثل أوين جليبرمان، أن أداء غاغا لم يصل إلى مستوى الهوس المطلوب لدورها كـ”هارلي كوين”.
آراء متباينة حول المشاهد الموسيقية
تباينت الآراء حول كيفية تقديم المشاهد الموسيقية. بينما وصف البعض مثل بن رولف تلك المشاهد بالمذهلة، اعتبر آخرون أن الفيلم تجاهل الجانب الترفيهي لهذه الأجزاء، مما أثر سلبًا على تجربة المشاهد.
فيما يتعلق بأداء فينيكس، فقد كان جيدًا ولكنه لم يحظَ بجاذبية الجزء الأول. بدلاً من أن يكون الجوكر الفاتن، ظهر آرثر فليك كشخصية مضطربة دون أن تتضمن رسائل الفيلم العمق نفسه.
نص وحبكة مُخيّبة للآمال
واجه الفيلم انتقادات بشأن نصه وحبكته التي بدت غير منطقية في كثير من الأحيان، خاصة تلك المشاهد المتعلقة بأنشطة آرثر في مستشفى الأمراض النفسية. على الرغم من المحاولة لإيجاد توازن بين الخيال والواقع، إلا أن الانتقال بينهما كان يبدو مرتبكاً وغير سلس.
ومع أن هناك لحظات سينمائية مميزة، مثل مشهد غاغا وهي تغني “لقد أمسكت بالعالم على خيط”، إلا أن هذه اللحظات لم تُنقذ الفيلم من الشعور العام بالفشل في تقديم تجربة متكاملة.
خلاصة التجربة السينمائية
يمكن اعتبار “الجوكر: جنون مشترك” تجربة سينمائية جريئة لكنها لم تنجح. فرغم تواجد مواهب كبيرة على الشاشة، فإن الطموح الفني للفيلم لم يتمكن من تحقيق توازن متناغم بين عناصر الدراما والموسيقى.