أطلق حزب الله بدعم من طهران صاروخا إيرانيا أسفر عن مقتل 12 شابا وشابة كانوا يلعبون كرة القدم، ولم يتمكنوا من الوصول إلى مكان آمن. وقد صرح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في 30 يوليو/تموز الماضي قائلاً: “هل يمكن أن الحكومة الإسرائيلية تأخذ هذا الأمر في حسابها؟ ردنا سيأتي.. وسيكون قوياً.”
تصريحات نتنياهو جاءت قبل أيام من عملية اغتيال مزدوجة في بيروت، مما جعل زيارة نتنياهو لمجدل شمس، بالتزامن مع زيارة رئيس الأركان ووزير الدفاع، تعكس أهمية المنطقة كرمز لتعزيز الرسائل الإقليمية.
في هذا السياق، ينفي حزب الله الاتهامات الإسرائيلية بشأن الحادث، ويدّعي محللون أن الصاروخ قد يكون من صواريخ “القبة الحديدية” الإسرائيلية بدلاً من أن يكون هجوماً مباشراً على المنطقة. ويُشار إلى أن حزب الله كان قد استهدف بالفعل مواقع عسكرية إسرائيلية قبل الحادث.
شهدت مجدل شمس، التي يبلغ عدد سكانها 12 ألفًا، ردود فعل غاضبة من السكان الذين تجاهلوا زيارة نتنياهو وعبّروا عن رفضهم استخدام مأساتهم لأغراض سياسية. وخرجت مظاهرات رفض للحضور الإسرائيلي، بما في ذلك طرد المسؤولين الإسرائيليين واعتبار نتنياهو مجرم حرب.
راقصون على الدماء
السكان طلبوا عدم السماح للمسؤولين بإلقاء خطابات خلال الاحتفالات، وهتف أحدهم قائلًا: “ارحل من هنا، لا نريدك في الجولان”. بيان الهيئة الدينية في الجولان أكد على رفض أي مواقف رسمية استغلالية، ودعا إلى وقف العنف بأي شكل.
قضية مقتل الأطفال أثارت من جديد الأبعاد الإقليمية للصراع، وأبرزت منطقة الجولان كميدان مواجهة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
أين تقع مجدل شمس؟ وما دلالات المكان الذي تنتمي إليه؟
مجدل شمس هي بلدة سورية غالبية سكانها من الطائفة الدرزية، وتعتبر أكبر قرى الجولان المحتل. تقع على السفح الجنوبي لجبل الشيخ عند مثلث حدود سوريا ولبنان وفلسطين.
بعد مقتل أطفال مجدل شمس، صدرت ردود فعل من دمشق، حيث أكدت الخارجية السورية عدم تصديقها الاتهامات الموجهة لحزب الله، وأشارت إلى أن الشعب السوري في الجولان لن يتنازل عن هويته العربية.
تاريخيا، أشار حسن نصر الله إلى استعداده لتوسيع الجبهة مقابل تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي في سوريا.
في ديسمبر 2014، ذكرت صحيفة هآرتس أن حزب الله أنشأ بنية تحتية في الجولان بدعم من إيران وسوريا، ولكن خطوط العمليات توسعت بعد مقتل القيادي جهاد مغنية.
حرب غزة
أثناء حرب غزة، استمرت الاشتباكات في الجولان، حيث نفذ حزب الله هجمات على ثكنات الجيش الإسرائيلي واستهدف مواقع عسكرية خلال النزاع.
حزب الله أطلق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية خلال الأزمة، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الجانبين، وزيادة خطر المواجهة العسكرية.
المختص بالشأن الإسرائيلي، حلمي موسى، يرى أن استهداف حزب الله للقواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان هو جزء من استراتيجيتهم للضغط على إسرائيل وزيادة ضغوط المواجهة.
توسيع نطاق الهجمات المتبادلة يظهر أن الصراع不会 ينتهي قريبًا، ويُحتمل أن يستمر التصعيد بين الجانبين.
فريق العمل :
إعداد وتحرير : محمد العلي
مقابلات: أحمد حافظ
تصاميم وإنفوغراف: قسم الوسائط