الجيش اللبناني يعيد تمركزه بعد التصعيد
في ظل تصعيد الوضع على الحدود، حيث نفذت القوات الإسرائيلية غارات عبر الحدود، ردّ «حزب الله» بإطلاق الصواريخ، قام الجيش اللبناني بإعادة تمركزه على بعد 5 كيلومترات من مواقع المراقبة في المنطقة الجنوبية.
اشتباكات محدودة ومواجهات سابقة
حتى الآن، لم تتوغل القوات الإسرائيلية في مراكز الجيش اللبناني، حيث لم تشهد الاشتباكات المباشرة بين الطرفين سوى مرتين. الأولى كانت في الثالث من أكتوبر، عندما استهدفت نيران الدبابات الإسرائيلية موقعاً للجيش اللبناني في بنت جبيل، مما أدى إلى مقتل جندي. والثانية وقعت أمس (الجمعة) حيث لقي جنديان من الجيش اللبناني مصرعهما في غارة جوية على نفس المنطقة. وقد أشار الجيش اللبناني إلى أنه رد بإطلاق النار في الحالتين.
تحليلات حول ردود فعل الجيش اللبناني
رغم عدم تعليق الجيش اللبناني على كيفية استجابته إذا اتجهت القوات البرية الإسرائيلية نحو مواقعه، أكد محللون أن التوغل إلى مناطق الجيش الحالية سيواجه مقاومة، لكن ضمن حدود معينة. وأوضح الجنرال السابق حسن جوني أن مهمة الجيش تقتضي الدفاع عن لبنان، لكنه حذّر من اتخاذ إجراءات قد تضع الجيش في موقف خطر.
التحديات التاريخية للجيش اللبناني
تظل العلاقة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي تاريخية ومعقدة، حيث شهد لبنان غزوات إسرائيليّة متعددة في السنوات الماضية. وأكد محلل عسكري بارز أن الجيش اللبناني تمكن في عام 1972 من إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية، مما أتاح للقيادة السياسية طلب التدخل الدولي. ومع ذلك، تدهورت القدرات العسكرية للجيش اللبناني خلال الحرب الأهلية، حيث احتفظ «حزب الله» بالأسلحة كجزء من مقاومته للاحتلال الإسرائيلي حتى عام 2000.
الوضع الحالي للمساعدة الدولية
لعبت المساعدات الدولية دوراً هامة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني، لكن انهيار النظام المالي في البلاد عام 2019 أثر بشكل كبير على ميزانيته وتحركاته. مع تراجع الرواتب، أصبح الكثير من الجنود يعملون في وظائف إضافية لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة.
الولايات المتحدة ودعم الجيش اللبناني
كانت الولايات المتحدة أحد الممولين الرئيسيين للجيش اللبناني، مقدمة نحو 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية منذ عام 2006، بهدف تعزيز استقرار البلاد. ولكن هذه المساعدات تقيّد أحياناً بسبب قضايا تتعلق بالأمن والتوازن العسكري في المنطقة بين لبنان وإسرائيل، مما يطرح تساؤلات حول فعالية الدعم العسكري المقدم.
التحديات أمام تعزيز القدرات الدفاعية
يعتقد بعض المحللين العسكريين أن الولايات المتحدة تمنع الجيش اللبناني من الوصول إلى المعدات الحديثة في مجال الدفاع الجوي، لحماية إسرائيل. ومع انتشار هذه الآراء، يعتبر الوضع العسكري الراهن للجيش اللبناني متأثراً بشكل كبير بالتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.