تقارير حول توجهات الشباب في الانتخابات الأميركية
تتسابق الحملتان الانتخابيتان للرئيس السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس على كسب تأييد الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، حيث يمثل هؤلاء كتلة انتخابية هامة. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة «تافتس»، فإن نحو 40 مليون ناخب من «جيل زد» مؤهلون للتصويت في الانتخابات الرئاسية، من بينهم ثمانية ملايين يصوتون للمرة الأولى، مما يجعلهم قوة لا يمكن تجاهلها في انتخابات 2024.
تشير بيانات «جيل زد»، الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012، إلى أنهم نشأوا في عصر الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، مما يميز اهتماماتهم مقارنة بالأجيال السابقة. كلا الحملتين أصبحتا تسعيان لتخطيط استراتيجيات فعالة للوصول إليهم وتحقيق نسبة مشاركة مرتفعة.
التحديات في استطلاعات الرأي بين الشباب
يواجه المطّلعون على استطلاعات الرأي صعوبات في التواصل مع الشباب، الّذين يتجنبون عادة الإجابة عن المكالمات الهاتفية. وكنتيجة لذلك، استخدم مركز «مورنينغ كونسلت» طرقًا مبتكرة مثل الربط بين الاستطلاعات والألعاب الإلكترونية أو إنشاء تصاميم إلكترونية بسيطة. تهدف هذه الطرق إلى تسهيل وصول الاستطلاعات إلى الجمهور الشبابي.
توجهات الناخبين بين الشبان والشابات
تشير استطلاعات الرأي إلى وجود اختلافات بين الشبان والشابات، حيث يميل الذكور لدعم الرئيس السابق ترمب، فيما تتجه النساء لدعم هاريس. وفقًا لاستطلاع حديث، فقط 38% من الشباب ينظرون بشكل إيجابي إلى هاريس، في مقارنة مع 59% من الشابات.
يؤكد دانيال كوكس، الباحث بمعهد «أميركان إنتربرايز»، أن الحملتين تستغلان هذا الانقسام الجندري لترويج مواضيع تتعلق بهما. تركّز حملة ترمب على صورته كزعيم قوي، بينما تسلط حملة هاريس الضوء على قضايا تهم النساء، مثل حقوق الإجهاض.
التفاعل بين الحماس والتردد
سجّل ما يقرب من 40 ألف شخص على موقع «Vote.com» خلال 48 ساعة بعد إعلان هاريس ترشحها، مما يشير إلى مستوى حماس مرتفع بين الناخبين، رغم أن استطلاعات الرأي أظهرت أن أقل من نصف الناخبين الشباب لديهم رؤية إيجابية تجاهها، مما يُبرز عدم كفاية تركيز حملتها على تطلعات هذه الفئة.
أوضح استطلاع لمركز «بيو» للأبحاث أن الشبان أقل ارتباطًا بالأحزاب السياسية ويمتلكون ثقة منخفضة تجاه صانعي السياسة، حيث عبّر نصفهم عن عدم دعمهم لأي من الحزبين. أظهرت المعلومات أن 79% لا يشعرون بالفخر الأمريكي، وهو انخفاض ملحوظ عن السنوات السابقة.
خلال إحدى استطلاعات الرأي، عبر شاب يبلغ من العمر 25 عامًا عن عدم ثقته بأي من المرشحين، مُشيرًا إلى ما يعتبره عدم صدق ترمب وتشككه في مواقف هاريس. أبدى الشاب رغبته “على مضض” في التصويت لترمب.
على الرغم من عدم تحمسهم لترمب، تشير بيانات استطلاعات الرأي إلى أن الشابات يميلن بشكل متزايد نحو ترمب، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويدفع بترمب نحو العمل على استقطاب هذه الفئة.
يعتقد الخبراء أن أحد أسباب دعم هاريس هو نظرتها التفاؤلية للمستقبل، وهو خلاف ما يُروّج له ترمب المتعلق بمناقشة قضايا الماضي.
