الحوار المفتوح مع الدكتور برهان غليون: التفاعل بين الشريعة والعلمانية (4)

Photo of author

By العربية الآن



بين الشريعة والعلمانية: حوار مفتوح مع الدكتور برهان غليون (4)

برهان غليون - مارواء الخبر 19/6/2013
المفكر السوري الدكتور برهان غليون (العربية الآن)

مفهوم الشمولية في الإسلام

هذا هو الجزء الرابع من سلسلة النقاشات التي جمعت الدكتور برهان غليون مع الصحفي محمد طاهر على منصة “سوريا بودكاست”، بتاريخ 27 يوليو/ تموز 2024. وقد أثارت هذه الحلقة عدة أفكار تتطلب مزيدًا من التوضيح، خصوصًا عندما تصدر عن شخصية أكاديمية بارزة.

الإسلام كنظام شامل

نستعرض هنا رؤى الدكتور حول فكرة اعتبار الإسلام منهجًا شاملاً يغطي جميع مجالات الحياة، حيث يعتبر أن هذا الرأي يعد اختصارًا وبدعة لم يكن موجودًا في فترة الصحابة، مشيرًا إلى أن منهج الشمولية في الإسلام، وخصوصًا في المجال السياسي، أمر طارئ. واستشهد بقول الإمام ابن القيم “أينما وجد العدل فثم وجه الله”، مؤكدًا أن مفهوم العدالة ليس محصورًا في الإسلام فحسب، بل هو قيمة مشتركة بين الثقافات المختلفة.

مبدأ شمولية الإسلام يعد من أكثر المفاهيم الإسلامية التي توافق عليها المسلمون عبر التاريخ.

تغيّر معايير القيم

ناقش الدكتور غليون كيف أن مفهوم العدل تعرض للتغير عبر الأزمنة، محددًا أن ما يُعتبر عدلًا في الماضي قد لا يكون كذلك اليوم، مشيرًا إلى أن العدل المعاصر يدور حول المساواة بين الأفراد. كما أشار إلى تجربة المرأة المسلمة في العصر الحديث، التي شعرت بالظلم بسبب بعض الآيات مثل ﴿الرجال قوامون على النساء﴾ [النساء: 34]، وما نتج عن ذلك من مطالب للمساواة.

الجوانب السائلة في القيم

قد يستدعي الأمر نقاشًا منهجيًا حول آراء الدكتور غليون لتحديد القيم الثابتة والسائلة، ومفهوم الشمولية في الإسلام، والتخلص من الزخم الفكري الذي قد يؤدي إلى التشويش.

الشمولية توفر منظومة قيمية للمسلمين، وتساهم في غرس قيم مثل العدل والإنصاف.

تنوع مجالات الشمولية

يتبع مفهوم الشمولية في الإسلام نظامًا يصنف المواضيع الحياتية إلى فئات مختلفة، بتطبيق منهجيات تتناسب مع كل فئة. فبينما تتمتع بعض المجالات بنصوص مفصلة، تقتصر مجالات أخرى على مبادئ عامة، مما يسمح للاجتهاد في بعض القضايا.

اتضاح هذا التنوع للمثُل الدالة على الشمولية في مختلف المجالات، يظهر بوضوح في مجالي العبادات والروابط الأسرية، حيث تكون التشريعات أكثر تفصيلًا، بالمقابل، فإن المجالات الاقتصادية والسياسية تفتقر لتفاصيل دقيقة.

تأصيل العدالة في الإسلام

مفهوم العدل في الإسلام كما تطرق إليه الدكتور غليون متغير ويجسد واقعيات المجتمع والتاريخ. لكن الإسلام قد عكس قيمة ثابتة ترى في العدل معياراً جوهرياً.

وقف الإمام الأوزاعي مدافعًا عن المسيحيين الذين كانوا معرضين للإجلاء، مؤكدًا على مبدأ العدالة.

الأخلاق والمعايير الإنسانية

أظهر الإسلام ثورة قيمية تشدد على وحدة الأصل الإنساني، داعية إلى المساواة وعدم التمييز. يقول تعالى: ﴿يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى﴾ [الحجرات: 13].

إن جميع الفوارق الطبيعية بين الناس يجب أن تقابل بمعايير العدالة.

تحديات الزمن المعاصر

إن فهم الشمولية والمبادئ الإسلامية بشكل شامل يتطلب النظر في تطبيقها على القضايا المعاصرة. لا يمكن ضمان حقوق الإنسان وكرامته إلا من خلال العودة إلى نظام قيم ثابت.

في النهاية، إن السعي للحوار والتفاهم هو السبيل لتطبيق العدالة والمساواة في مجتمعاتنا، وهذا يتطلب مشاركة الجميع بعيدًا عن الإقصاء والتحيزات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.