الدراية هي الحل!
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–blog-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>تواجه أمتنا تحديات كبيرة ومنعطفات خطيرة، تشمل البدائية والهزيمة النفسية، وقلة الثراء والجهل، وفقدان الهوية وتقصير الإنتاج، برغم الثروات والموارد التي تمتلكها، لكن من خلال الدراية نجد الحل الأهم الذي يمكن للأمة اتباعه للتصديالتحديات هي جزء من الحياة، وتجاوزها يعتبر إنجازًا يستحق الاحترام.
في هذا المقام، نحن نسعى لتسليط الضوء على هذا المسار المهم، وبيان العقبات التي تعترضه، والحلول التي يقدمها.
يجب أن نولي اهتمامًا خاصًا لتعزيز البحث العلمي في مجتمعنا، وذلك من خلال دعم المؤسسات العلمية والتربوية، بما في ذلك المدارس؛ إذ تُعتبر المدرسة أهم مؤسسة تربوية بعد الأسرة. ومن الواضح أن هناك نوعًا من العداء بين الطلاب والمدرسة، حيث يبدي الطلاب مقاومة ويشعرون بالاضطهاد عند دخولهم المدرسة، كما لو كانوا يُرغمون على شيء مخالف لإرادتهم.
واجهت ماليزيا تحديات مماثلة في الثمانينيات، وقامت وزارة التعليم بالاستعانة بخبراء تربويين لدراسة هذه المشكلة. وتوصل الخبراء إلى أن الاهتمام بالتسلية وتحسين بيئة المدرسة، وتقليل عدد الحصص، وتطوير المناهج التعليمية بما يشجع على الإبداع، هي الخطوات الأساسية لتحسين تجربة الطلاب في المدرسة.
تحركت ماليزيا بنجاح نحو معالجة هذه القضايا على مر الزمن، مما أدى إلى رفع مستوى التعليم وزيادة انخراط الطلاب في العملية التعليمية، بل وصلت بعض الحالات إلى تفضيل الإقامة داخل المدرسة عن العودة إلى البيت.
ينبغي الاهتمام بجامعاتنا وتقديم الدعم الكافي لها، فإن نجحت الجامعات فإن الدولة نفسها ستكون ناجحة. لا يمكن تحقيق تقدم علمي دون وجود جامعات تتمتع بالحرية والاستقلالية الأكاديمية وتشجيع الإبداع والنقد والحوار.
تقدير الأمة واحترامها لعلمائها ومدرسيها يعكس حضارتها وتقدمها. لا تستطيع الأمة التقدم بلا احترام لمعلميها، فرفعة المعلم وتقديم الدعم له أمران أساسيان في تحقيق التقدم العلمي والثقافي.
قد يعتبر البعض أن الدعم المالي ليس ممكنًا في الوقت الحالي نظرا للظروف الاقتصادية، ولكن يمكن تقديم الدعم الروحي الذي قد يكون أكثر فعالية، من خلال إجراءات بسيطة تعبر عن تقدير المجتمع لجهود المعلمين في بناء الأجيال.
لا بد من إعادة النظر في مناهجنا التعليمية لإصلاح نظام التعليم في البلاد. مع إجراء التغييرات اللازمة في المناهج التي قد تكون غير مناسبة لظروفنا وتفضل كمية التعليم على جودته، مع إهمال دور المعلمين في عملية التطوير.
نجد أن جامعاتنا تحتاج للرعاية والدعم، إذ تعتبر قلب الأمم تنبض بصحة، ولا تكون هناك تقدم علمي من دون جامعات تتمتع بالحرية والاستقلالية وتشجع الإبداع والنقد والحوار.
الاستثمار في التعليم يعتبر الأكثر جدوى، على الرغم من اعتبار البعض أن الاستثمار في المشاريع المربحة يجلب المزيد من العائد المادي. فالتعليم هو الاستثمار الأهم الذي يمكن أن يجلب عوائد تفوق التصور، وهو ذلك الذي قدمته شركات التكنولوجيا الحديثة مثل غوغل وآبل وفيسبوك التي حققت أرباحًا هائلة.
التجربة أظهرت أن الاهتمام بالعلم هو الطريق نحو النجاح، كما حدث في سنغافورة حيث ركزت على تحسين التعليم ونجحت في تحقيق تقدم اقتصادي ملحوظ. بالإضافة إلى قصة نجاح كوريا الجنوبية التي نجحت في تحولها الاقتصادي بفضل التركيز على التعليم.
في فنلندا أيضًا، تمكنت من تحقيق تطور اقتصادي بفضل تحسين نظام التعليم لديها، وذلك رغم تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة عانت منها البلاد في الماضي.
بفتح المدارس منظمًا، وإعداد مناهج تعليمية تحفز الطلاب، تم تعزيز هذا التطور في نظام التعليم وأدى إلى تقدم كبير في الاقتصاد، حتى أصبحت فنلندا -هذا الدولة الصغيرة- دولة تنافسية على المستوى العالمي.
تُعَدُ كوريا الجنوبية مُثَالًا واضحًا على أهمية استثمار العقول؛ حيث كان الكوريون يعملون كحمّالين تحت الاحتلال الياباني، وبلغت نسبة الأمية في كوريا الجنوبية 78%؛ بسبب الاحتلال الياباني الذي لم يسمح إلا للقلة بالتعليم. وبعد رحيل الاحتلال الياباني، ركزت كوريا الجنوبية على التعليم، وأسست نظامًا تعليميًا صارمًا، نجح في تحويل كوريا بتحويل جذري، ووصلت الدولة إلى مراتب متقدمة في مجال التقنية والإنتاج كما يُلاحظ اليوم.
تُشير جميع هذه التجارب إلى أهمية العلم كحل! وهو حلا ممكنا وقابلا للتنفيذ شريط الاعتقاد الصادق به والإصرار على تنفيذه.