الدولاب الهوائي.. إحدى البدائل لحفظ لياقة مسافري الفضاء على سطح القمر
تعتبر أحد أبرز التحديات التي يواجهها مسافرو الفضاء في الفضاء الخارجي هو اختلاف تأثير جاذبية الأرض على أجسادهم، مما يؤثر بشكل مباشر على كل أعضاء أجسامهم، خاصة العضلات التي تتأثر بالترهل والانحناء مع مرور الزمن. ولذلك، يخصص مسافرو الفضاء ساعات محددة لممارسة الرياضة ضمن جدول أعمالهم اليومي للحفاظ على لياقتهم واستعدادهم الجسدي داخل محطة الفضاء الدولية.
يشير البحث المنشور في مجلة “رويال سوسايتي أوبن ساينس”إبتداءً من بداية شهر مايو/أيار الحالي، اكتشف باحثون أنّ جهازًا يشبه “العجلة المدوّرة” سيكون خيارًا فعّالًا لتحقيق الهدف المنشود والحفاظ على لياقة روّاد الفضاء الجسدية. يمكن ملاحظة العجلة المدوّرة في السيرك والحدائق، حيث تتكوّن عادة من حلقة كبيرة مائلة على أحد جوانبها، يتجول داخلها شخص بسرعات عالية لتجنب السقوط.
وفي الحقيقة، فإنّ الجولة داخل الحلقة، بأقصى سرعة بشرية ممكنة، لن تكفل البقاء على المسار، إذ تعتبر فقط لحظات حتى يسقط بفعل جاذبية الأرض الشديدة، وقد يكون النجاح ممكنًا فقط من خلال استخدام دراجة نارية أو شيء مماثل.
وبفضل قدرة جاذبية القمر التي تساوي سدس قوة جاذبية الأرض، يُمكن التغلّب على جاذبية القمر، مما يتيح لرواد الفضاء الجري بشكل مستقر داخل الحلقة دون خطر السقوط. يُعتبر هذا مماثلًا للجري في سطح أفقي بظروف ثقيلة، حيث تولّد الحركة الدورانية طاقة طرد تبعد الشخص عن مركز الحلقة.
ومن خلال إجراء اختبارات عملية باستخدام “العجلة المدوّرة” بقطر يبلغ 9.4 أمتار، واستنادًا إلى مشتركين يقومون بالجري داخل المسار الحلقي، مع دعمهم بحبال معلّقة لمحاكاة ظروف الجاذبية على سطح القمر.
بعد تسجيل سرعة المشتركين وطول خطواتهم والقوى الناتجة عن تصادم قدميهم بالمسار، توصلوا إلى أن المشاركين كانوا يواجهون ظروفًا مماثلة لتلك التي تواجههم أثناء الجري الطبيعي على الأرض.
وبناءً على النتائج التي توصّلوا إليها، يُعتقد من قبل الباحثين أن بضع جولات يومية داخل الحلقة على سطح القمر ستكون كافية للحفاظ على كتلة العضلات وتجنب تناقص العضلات.