تصريحات الأسد حول التقارب مع تركيا
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأيام التي تمر دون تحقيق تقدم في عملية التقارب بين دمشق وأنقرة تعود بالضرر على الجانبين السوري والتركي، مشيراً إلى أن المبادرة يجب أن تكون من الجانب التركي، حيث قال: “نحن لم نحتلّ أراضي بلد جار لننسحب، ولم ندعم الإرهاب كي نتوقف عن الدعم”.
خطاب أمام مجلس الشعب
جاءت تصريحات الرئيس السوري في خطاب ألقاه أمام مجلس الشعب يوم الأحد بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الرابعة، وقد تزامن هذا الظهور مع معلومات متضاربة حول وجوده خارج سوريا، حيث كان من المتوقع أن يظهر يوم الأربعاء الماضي لكن الجلسة تم تأجيلها.
رداً على التصريحات التركية
في تعليقه على تصريحات المسؤولين الأتراك، وصف الأسد هذه التصريحات بأنها “لا أساس لها من الصحة” وأن معيار دمشق هو “السيادة”، موضحاً أن أي عملية تفاوض تحتاج إلى مرجعية كي تحقق النجاح، وأن عدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة يعود لغياب هذه المرجعية. وأكد على ضرورة “انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب”.
البحث عن حلول واقعية
اعتبر الأسد أن الحل يكمن في “المصارحة وتحديد مواضع الخلل”، مشيراً إلى أن استعادة العلاقات تتطلب إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها، ومؤكداً عدم التنازل عن أي حق من حقوق سوريا. كما أشار إلى أن السلام في المنطقة يتطلب العمل لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
توجيهات حول الوضع الداخلي والاقتصادي
في الجزء الأكبر من خطابه، ركز الأسد على الشؤون الداخلية والوضع الاقتصادي، مؤكداً أن مجلس الشعب هو المؤسسة الأهم في الدولة، مبرزاً ضرورة الشمولية في التطوير المؤسسي والرقابي. كما أشار إلى ضرورة مناقشة الواقع الاقتصادي في ظل التغيرات العالمية، موضحاً أن “سوريا ساحة من ساحات الصراع، والخيار أمامنا أن نتأثر أو نؤثر ونحقق توازناً”.
دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
أشاد الرئيس الأسد بأهمية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، معتبراً أنها ليست حلاً مؤقتًا بل جزء أساسي من الاقتصاد، حيث تمثل نواة للنمو.
ختام الخطاب وتأكيد المقاومة
في نهاية خطابه، أكد الأسد دعمه للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاومين يمثلون القدوة في طريق التحرير والكرامة. كما أشار إلى أن أبناء الجولان قدموا برهاناً على أن “غياب السيادة لا يعني سقوط الوطنية”.
الوضع الأمني في دمشق
شهد صباح الأحد استنفاراً أمنياً في دمشق، مع انتشار مكثف لقوات الأمن حول مبنى مجلس الشعب. وسبق خطاب الأسد إعلان عن ظهور رئاسي مرتقب.
التكهنات حول وجود الأسد
أتيت ظهور الأسد في هذا الوقت رداً على الأخبار المتداولة عن وجوده خارج سوريا عقب زيارته لموسكو ولقائه بالرئيس الروسي بوتين، مع الشائعات حول حالة زوجته أسماء الأسد الصحية.
لتذكير، أُجريت انتخابات مجلس الشعب في 15 يوليو الماضي، حيث استحوذ حزب البعث على 170 مقعداً من أصل 250، بينهم زعماء ميليشيات مدعومة من إيران.