تعزيز التعاون السعودي البريطاني: ضرورة خفض التصعيد الإقليمي
أكدت المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، خلال اجتماع رسمي عُقد يوم الخميس، على أهمية خفض التصعيد الإقليمي والالتزام بالمعايير الدولية وميثاق الأمم المتحدة. جاء ذلك في بيان مشترك صدر بعد زيارة كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، للسعودية هذا الأسبوع.
أهمية العلاقات الثنائية
شدد البيان على أهمية الدور الذي يلعبه مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين. حيث استعرض الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس الوزراء البريطاني، التقدم الكبير الذي تم إحرازه في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية.
كما تم التأكيد على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية، حيث يسعى الجانبان لرفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمارات في المجالات المستقبلية لتحقيق نمو مستدام.
الاستثمارات المتبادلة وعلاقتها بالمملكة المتحدة
أشاد الجانبان بنمو الاستثمارات المتبادلة، حيث أشارا إلى الاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، بما في ذلك استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في “سيلفريدجز” ومطار هيثرو، بالإضافة إلى الاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد.
التعاون في مجالات متنوعة
تعد المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، حيث أعلنت الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خطط لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي. وقد رحب الجانبان بالتقدم الكبير الذي تحقق في اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
كما أكدا على ضرورة تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، مؤكدين أهمية العمل المشترك لتطوير مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف.
مواجهة التحديات العالمية
تم الاتفاق أيضًا على أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية بالتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والمعادن الخضراء. كما رحب الجانبان بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تهدف إلى دعم الصناعات والقطاعات الإستراتيجية.
التحديات الإنسانية والبيئية
أكد الجانبان على أهمية التعاون في مجالات الرعاية الصحية والتحديات العالمية، كما تم مناقشة فرص زيادة التعاون في السلامة الغذائية والمنتجات الزراعية. وأبرز الجانبان التزامهما بمواجهة التحديات الإنسانية والإغاثية وتعزيز الشراكة الإستراتيجية في مجالات الدفاع والأمن.
التعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية
تم التطرق أيضًا إلى أهمية تعزيز التعاون في الأنشطة الثقافية، حيث تم الاتفاق على برنامج جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العلا. كما أشاد الطرفان بمستوى التعاون في مجال الرياضة والعمل على تطوير القيادات النسائية في هذا المجال.
بهذه الإجراءات، تؤكد السعودية وبريطانيا التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية لمواجهة التحديات المختلفة وتحقيق الأمن والازدهار بين البلدين.### التعاون السعودي البريطاني لمواجهة التحديات العالمية
أكدت المملكة العربية السعودية و المملكة المتحدة على أهمية التعاون المشترك في المنظمات والمحافل الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. كما تم الالتزام بتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. حيث تم الاتفاق على عقد حوار استراتيجي سنوي بين البلدين حول قضايا المساعدات والتنمية الدولية، بالإضافة إلى توفير تمويل مشترك لمشروعات في هذا المجال بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار.
تطورات الوضع في غزة
فيما يتعلق بالتطورات في غزة، أشار الجانبان إلى ضرورة إنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن فورًا، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي. وشددا على أهمية حماية المدنيين والمرافق المدنية لتيسير إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون لتنفيذ حل الدولتين، الذي يضمن تحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى حول الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو 2025.
الشأن السوري واللبناني
في الشأن السوري، رحب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، وكفّ إراقة الدماء. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، لضمان مستقبله الأمن والاستقرار.
أما في لبنان، فقد أكدا على ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية وفقًا للقرار 1701، مع أهمية تجاوز الأزمة السياسية الحالية وانتخاب رئيس قادر على إجراء الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.
دعم جهود السلام في اليمن والسودان
تجدد الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، مع التأكيد على أهمية الجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وضمان أمن البحر الأحمر، بما يحقق استقرار الاقتصاد العالمي.
وعن الأوضاع في السودان، أكد الجانبان على أهمية البناء على “إعلان جدة” لحماية المدنيين والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد. كما أكدا على ضرورة استئناف الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار.
قضايا الحرب في أوكرانيا
رحب الجانبان أيضًا باستمرار التواصل بينهما بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين على أهمية بذل كل الجهود لتحقيق سلام عادل ومستدام يحترم السيادة والسلامة الإقليمية، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.