السلطة الفلسطينية توقف قناة الجزيرة في الضفة الغربية

Photo of author

By العربية الآن

السلطة الفلسطينية تعلق بث قناة الجزيرة في الضفة الغربية

مبنى الجزيرة في الدوحة، قطر (صورة أرشيفية)
Getty Images
الجزيرة أعربت عن صدمتها وأدانت القرار

أسباب التعليق

أعلنت السلطة الفلسطينية عن تعليق بث قناة الجزيرة، التي تُعتبر من القنوات العربية البارزة، في بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة، مستندة إلى مزاعم التحريض والانحياز.

في المقابل، أعربت قناة الجزيرة، المملوكة لقطر، عن صدمتها وأدانت القرار واعتبرته “محاولة لإخفاء الحقيقة حول الأحداث في الأراضي المحتلة”. وتربط القناة هذا القرار بالتغطية الإخبارية للعمليات العسكرية الأخيرة ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في مخيم جنين، حيث قُتل على الأقل 11 شخصًا.

المحاولات لإعادة السيطرة

تحظى قناة الجزيرة بمتابعة واسعة من الفلسطينيين، خصوصًا في تغطيتها الشاملة للحرب في غزة. وقد تم إيقاف البث باللغة العربية والإنجليزية في إسرائيل.

للمرة الثانية خلال أشهر، أظهرت الجزيرة مشهد دخول قوات الأمن إلى مكاتبها في رام الله. في المرة الأولى، كانت القوات الإسرائيلية، لكن هذه المرة تدخلت الشرطة الفلسطينية. وقد تم تصوير ضابط يرتدي زيًا رسميًا وهو يسلم أمرًا رسميًا لأحد صحفيي الجزيرة الذي قام بقراءته وتوقيعه.

الاتهامات المتبادلة

اتهمت حركة فتح الفلسطينية، التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، قناة الجزيرة بإثارة الانقسام في “وطننا العربي بشكل عام وفي فلسطين على وجه الخصوص”. بينما تؤكد الجزيرة أنها حيادية في تقريرها للأخبار.

تعاونت السلطة الفلسطينية مع إسرائيل في مجال الأمن، لكن شعبيتها تتراجع بشكل متزايد بين الفلسطينيين، وفقدت السيطرة على مخيم جنين الذي يُعتبر معقلًا تاريخيًا للجماعات المسلحة. منذ أوائل ديسمبر، تخوض قوات السلطة الفلسطينية صراعات ضد عناصر كتيبة جنين، الذي يرتبط معظمهم بحركة الجهاد الإسلامي أو حماس، التي أدت هجماتها في 7 أكتوبر 2023 إلى اندلاع الحرب في غزة.

ردود الفعل والمخاوف

يرى المحللون أن السلطة تسعى لإعادة تأكيد سلطتها في الضفة الغربية وإثبات قيمتها للإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة ترامب، وقد ترغب أيضًا في إبراز قدرتها على إدارة حكومة مستقبلية في غزة. ومع ذلك، أدانت العديد من الأصوات الفلسطينية الأحداث الجارية.

وأعلنت الجزيرة في بيان سابق هذا الأسبوع أنها لا تزال على مستوى عالٍ من المهنية في تغطية الأحداث المتلاحقة في جنين. وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، وافي، تم اعتبار شبكة الجزيرة في خرق للقوانين والأنظمة الفلسطينية، وتم تعليق عملياتها مؤقتًا. يشمل الأمر كل أعمال صحفييها وموظفيها.

وقد اتُهمت بممارسة “التحريض” و”نشر تقارير مضللة” تؤدي إلى “إثارة الفتنة والتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية”، كما أفادت وافي.

في مايو الماضي، صوت الكنيست الإسرائيلي على إغلاق الجزيرة في إسرائيل بدعوى تهديدها للأمن القومي. ثم قامت الشرطة الإسرائيلية بمداهمة غرفة فندق في القدس كانت تستخدمها الجزيرة للبث وصادرت بعض معداتها. وبعد ذلك انتقل موظفو القناة الناطقون بالعربية إلى الضفة الغربية.

في سبتمبر، أمرت القوات الإسرائيلية بإغلاق مكتب الجزيرة في رام الله لمدة 45 يومًا بزعم أنه يُستخدم لدعم الأنشطة الإرهابية. وغالبًا ما يتهم المسؤولون الإسرائيليون، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الفضائية بأنها منصة لحركة حماس.

تم اتهام موظفي الجزيرة في غزة أيضًا بالانتماء للمنظمة الإسلامية. في يوليو، قتلت القوات الإسرائيلية الصحفي إسماعيل الغول، مراسل الجزيرة في مدينة غزة، مدعيةً أنه كان عضوًا في جناح حماس المسلح. ورفضت الجزيرة جميع تلك الاتهامات بشدة.

تجدر الإشارة إلى أن هناك تاريخ طويل من العداء بين الجزيرة والسلطة الفلسطينية، حيث اتهم بعض مسؤولي السلطة القناة بدعم حماس، التي تُعتبر منافسًا سياسيًا لحركة فتح.

في عام 2011، نشرت الجزيرة ما يُعرف بأوراق فلسطين، وهي تسريبات لملفات سرية تسلط الضوء على سنوات من المفاوضات بين إسرائيل والفرق الفلسطينية، مما أحرج مسؤولين من السلطة الذين اتهموا الشبكة بالتشويه.

انتقادات من الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي

انتقد بعض الصحفيين الفلسطينيين قرار السلطة الفلسطينية بحظر الجزيرة، معتبرين ذلك ضمن سياق متزايد من القمع الاستبدادي ضد المعارضين. أعربت جمعية الصحفيين الأجانب عن “قلقها العميق” حيال هذا الإجراء، مشيرةً إلى أنه “يثير تساؤلات جدية حول حرية الصحافة والقيم الديمقراطية في المنطقة”.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.