تقول السويد إن الأطفال دون سن الثانية يجب ألا يتعرضوا لأي شاشات رقمية. وقد صدرت هذه التوصيات عن وكالة الصحة العامة في البلاد في وقت سابق من هذا الشهر مع بدء عام دراسي جديد، وتُعتبر خطوة جديدة في الجهود العالمية للحد من مدة وقت الشاشة للأطفال الصغار. وقد تفاقمت المشكلة خلال فترات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، حيث لجأت المدارس إلى استخدام منصة زووم للتعلم عن بعد، واعتمد الآباء على البرامج التلفزيونية والأفلام لإشغال أطفالهم أثناء العمل من المنزل.
ما تقوله السويد؟
تقترح السويد أن الأطفال الصغار يجب ألا يتعرضوا لأي شاشات رقمية، بما في ذلك التلفاز. وتخف التوصيات بعض الشيء مع تقدم الأطفال في السن: فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات يوصى بأن يقل وقتهم أمام الشاشة عن ساعة واحدة يومياً، بينما يُسمح للأطفال من 6 إلى 12 بحد أقصى ساعتين. أما المراهقون فلا ينبغي أن يتجاوز وقتهم أمام الشاشة ثلاث ساعات في اليوم.
جاءت اقتراحات السويد بعد أن وجدت الأبحاث أن الأطفال أبلغوا عن آثار سلبية مثل تدهور جودة النوم، والاكتئاب، وانخفاض النشاط البدني بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية.
ماذا تفعل دول أخرى؟
صدرت توصيات مشابهة من دول أخرى أيضاً، بما في ذلك الولايات المتحدة وأيرلندا وكندا وأستراليا وفرنسا.
تعد فرنسا من بين الدول الأكثر صرامة، حيث توصي بعدم السماح للأطفال دون سن الثلاث سنوات بالتعرض لأي وقت أمام الشاشات. جاءت هذه التوصية من تقرير نُشر في أبريل وكان مكلفاً من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
تقول أيرلندا والولايات المتحدة إنه يُسمح للأطفال الرضع والرضع بإجراء مكالمات فيديو مع العائلة والأصدقاء، على عكس كندا وأستراليا والسويد التي لا تضع مثل هذه الفروقات.
ماذا عن حظر الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية الأمريكية؟
تتواجد حظرات للهواتف المحمولة بالفعل في العديد من المدارس في الولايات المتحدة، حيث زادت شعبية استخدام صناديق وقواب الهواتف لمساعدة في تنفيذ هذه الحظرات.
ومع ذلك، لا تُطبق هذه الحظرات دائماً، وغالباً ما يجد الطلاب طرقاً للالتفاف على القواعد، مثل إخفاء الهواتف على أفخاذهم. وقد أعرب بعض الآباء عن قلقهم من أن هذه الحظرات قد تعزلهم عن أطفالهم في حالة حدوث طارئ مثل إطلاق نار في المدرسة.
بينما تزداد هذه الحظرات انتشاراً، يقول العديد من الخبراء إنها ليست كافية. حيث يجادلون بأهمية تحفيز بديل: توجيه الطلاب للخروج إلى الخارج أو نحو الأنشطة اللامنهجية لملء الوقت الذي قد يقضوه بمفردهم على الإنترنت. ويؤكدون أن الطلاب يحتاجون لفرص للتحدث عن الموضوعات المحرمة دون خوف من ” الإلغاء ” على وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا تعتبر هذه القضية مهمة؟
تقرير اليونسكو لعام 2023 يقول إنه بينما يمكن أن تعزز التكنولوجيا الرقمية التعليم — من خلال توسيع بيئات التعلم والصلات والتعاون — فإنها تأتي بتكلفة على مستوى الاجتماعية والتعلم الواقعي. كما تلعب الآثار السلبية على الصحة البدنية والعقلية دوراً كذلك.
وأشار التقرير أيضاً إلى عدم كفاية الأنظمة المتعلقة بالاستخدام غير المصرح به للبيانات الشخصية لأغراض تجارية، فضلاً عن انتشار المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية عبر الإنترنت.
كتب مؤلفو التقرير: “قد تلغي مثل هذه التحديات أي فوائد”.
كما نشرت دراسة في العام الماضي في JAMA Pediatrics بحثت في رابط محتمل بين الوقت المخصص للشاشات للأطفال الصغار وتأخر النمو.
ماذا عن صناعة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي؟
يزداد قلق صناع السياسة والمدافعين عن حقوق الأطفال بشأن علاقات المراهقين بهواتفهم ووسائل التواصل الاجتماعي.
في الخريف الماضي، قامت عشرات الولايات في الولايات المتحدة، بما في ذلك كاليفورنيا ونيويورك، برفع دعاوى قضائية ضد إنستغرام ومالكة فيسبوك شركة ميتا بسبب إضرارها بالشباب ومساهمتها في أزمة الصحة العقلية بين الشباب من خلال تصميم ميزات تعود بالإدمان على الأطفال بشكل متعمد.
في يناير، مثل رؤساء شركات ميتا وتيك توك وX أمام لجنة القضاء في مجلس الشيوخ للإدلاء بشهاداتهم حول أضرار منصاتهم على الشباب.
الآن، دعت وكالة الصحة العامة في السويد شركات التكنولوجيا إلى تغيير خوارزمياتها حتى لا يصبح الأطفال عالقين في التمرير السريع لساعات أو مشاهدة محتوى ضار.