الشوق لـ “ألف فتاة وليلة”.. “جودر” يعيد أسطورة البطل الشعبي | فن

Photo of author

By العربية الآن

الحكايات ابنة الخيال، تُخرج المشاهدين من الروتين اليومي وتمنحهم لحظات من الامتاع، على مدى عصور مضت، عُرفت “ألف ليلة وليلة” بأنها قصص شرقية قديمة لم يُعرف لها كاتب محدد، وغالبية حكاياتها تدور في العصور الإسلامية القديمة كالعصور العباسية والمملوكية والفاطمية، لذلك تُعتبر قصصاً ثابتة كجزء من الخيال الجماهيري العربي، مما يجعل إعادة تقديمها في كل مرة فكرة جماهيرية ناجحة.

مع انطلاق مسلسل “جودر” في فترة النصف الثاني من شهر رمضان، تجمع الجمهور حوله بسبب انتظارهم لحكايات ألف ليلة وليلة المحببة لقلوب المشاهدين من مختلف الأعمار.

المسلسل بطولة ياسر جلال، وياسمين رئيس، نور، وأيتن عامر، بالإضافة إلى النجوم العظماء رشوان توفيق، وعبد العزيز مخيون، والفنانة عايدة رياض، ومن كتابة أنور عبد المغيث، وإخراج إسلام خيري، وهو تجديد لحكاية “جودر ابن عمر المصري” الموجودة في حكايات ألف ليلة وليلة.

حكاية واحدة من ألف حكاية

منذ البداية، يُنقل المشاهد إلى عالم قديم من الشوق إلى الماضي بفضل لحن عزيز الشافعي المميز وهو تجربته الأولى في تأليف تتر المسلسل، وجاءت تجربته ناجحة بوجود المشاهد المصاحبة لها، التي اختارها المخرج بنجاح لتلائم التصاعد الدرامي الموسيقي وتنقل المشاهد من البداية إلى الأجواء الخيالية السحرية للمسلسل.

 

على الرغم من أن الحكاية قد تحتاج إلى تطويل بسبب تفاصيلها الكثيرة، إلا أن الحلقات تتسارع بإيقاع سريع لتحافظ على اهتمام المشاهد، بفضل أداء الممثلين الذين تقمص كل منهم الشخصية بجدّية، خاصة النجم ياسر جلال الذي ينتقل بين شهريار وجودر ابن عمر المصري بسلاسة فائقة في الأداء الممتاز الذي يميّز بين الشخصيتين في الحكاية، شخصية الملك وشخصية البطل الشعبي الذي يحظى بتفضيل الجمهور دائماً، حيث قدم دور جودر الفتى القوي الذي يقاوم الظلم ويفعل ما لا يمكن للشخص العادي فعله، ويدافع عن الضعفاء في الحكاية، مما دفع الجمهور لمتابعة الحلقات لمتابعة مسيرة البطل.

أثبتت ياسمين رئيس في دور شهرزاد حسنة التمثيل باللغة العربية بشكل طبيعي، مما جعلها تبتعد عن المقارنات مع النجمات السابقات اللائي قدمن الدور من قبل.

قطاعات مختلفة من الجمهور

نجح المسلسل منذ البداية في جذب جمهور متنوع، إذ انتظره الأجيال الكبيرة نسبياً التي ارتبطت ذكرى طفولتهم وشبابهم بمسلسل “ألف ليلة وليلة” عند عرضه في التلفزيون المصري بأبطال مختلفين، وخاصة باستخدام موسيقى سيمفونية شهرزاد للموسيقار الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف، المستوحاة من قصص “ألف ليلة وليلة”، والتي عُرضت في النسخة القديمة لمسلسل “ألف ليلة وليلة” والتي ظلت حاضرة في ذاكرة المشاهدين، وهي النسخة التي شارك في بطولتها حسين فهمي ونجلاء فتحي في عام 1984، ويبدو أن المخرج يحاول إحياء ذكريات المشاهد القديمة لتأكيد مفهوم الحنين للماضي.

وانتظر المسلسل أيضاً الجيل الجديد من الجمهور الذي لم يعرف.مشاهدته لروايات ألف ليلة وليلة في عمل درامي، وربما لم يطلع على الحكايات كذلك، فأتى “جودر” لإرضاء فضوله تجاه تلك القصص الشرقية القديمة التي ربما لا يعرف عنها سوى العنوان.

القوة المرئية الجذابة

بدت تفاصيل الملابس والديكور واقعية وملفتة، حيث استعرضت العوالم السحرية الشرقية بشكل جذاب، وحوّلت كل مشهد إلى لوحة فنية جميلة، خاصة مع تأثيرات الرسوم المتحركة التي تم تنفيذها بحرفية عالية أظهرت أهميتها في سرد الحكاية. فتشبه هذه التأثيرات الحركية الخدع البصرية التي تُظهر الأشياء غير الواقعية على الشاشة بشكل واقعي، لتخلق عوالم خيالية ساحرة ومشوقة تجذب الجمهور.

استراحة من التصادمات الدرامية

يُمكن اعتبار مسلسل “جودر” فترة راحة من التصادمات الدرامية الحديثة التي ظهرت بداية شهر رمضان، للعودة إلى زمن هادئ وبعيد، وخصوصاً مع ظهور نجوم مثل الفنان رشوان توفيق والفنان عبد العزيز مخيون وعايدة رياض.

زاد هذا الشعور بالاشتياق إلى الماضي جاذبية باختيار العبارات الشعبية المصرية القديمة دون تكلف أو تباطؤ يحول الحوار إلى محادثة متداولة.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.