استضافت العاصمة الشيشانية غروزني، بالتعاون مع روسكونغرس، منتدى الاستثمار القوقازي في منتصف يوليو/تموز، مما أظهر التقدم الذي حققته الجمهورية القوقازية وتحولها إلى وجهة سياحية استثمارية، وقاعدة لتطوير المعدات التكنولوجية المتقدمة مثل الأقمار الاصطناعية.

شهد المنتدى حضور أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم قادة وممثلو السلطات الاتحادية والإقليمية، ورجال أعمال، وخبراء، وصحفيون من وسائل اعلام مستقلة في روسيا ودول الرابطة، فضلاً عن دبلوماسيين عرب وأجانب.

تميز هذا العام بمشاركة ضيوف من 33 دولة ومنطقة، وخصوصاً عدد الضيوف العرب الذين حظوا بترحيب خاص. عبر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عن سعادته لحضورهم وامتدح المستوى التنظيمي للحدث.

تنظر الشيشان إلى قطاع التعليم على أنه ركيزة لتعزيز العلاقات مع روسيا ودول أخرى، مما يسهم في نمو المناطق الروسية وخاصة جمهوريات القوقاز.

تضمن المنتدى أكثر من 65 فعالية بمشاركة 430 متحدثًا، وتم توقيع أكثر من 100 اتفاقية مع شركات محلية وأجنبية، تتعلق بالاستثمار في منطقة القوقاز، مع وضع خطط لتطوير الأعمال في مجالات مثل التجارة والرياضة وكذلك السياحة. وكان التعليم العالي له نصيب وافر في الفعاليات.

تعتبر الشيشان التعليم عنصراً مهماً يساعد على تعزيز التواصل مع الدول الأخرى، مما يساهم في النمو الإقليمي من خلال خطة وضعها الرئيس بوتين لتنمية الاقتصاد، حيث استطاعت المنطقة جذب استثمارات تبلغ قيمتها أكثر من تريليون روبل.

لماذا الشيشان؟

تُعتبر علاقة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف القوية بالقيادة الروسية وثقة بوتين بالشيشان من المحركات الأساسية للمشاريع القائمة. ومع ذلك، فإن نجاح قديروف في تطوير غروزني وتعزيز نموها يعد من الأسباب الرئيسية لدعمه.

أشاد قديروف بمستوى المنتدى الذي طبعاً تجاوزه كل التوقعات، وهو ما لمسه معظم الحضور.

المقرر أن يُطلق القمر الاصطناعي الجديد في نهاية هذا العام من قاعدة “فوستوشني” الفضائية، على متن مركبة الإطلاق “سويوز”، مما سيشكل حدثًا بارزًا يجذب اهتمام المجتمع العلمي.

بنك إسلامي وقمر اصطناعي

لم يقتصر المنتدى على الجانب الاستثماري فقط، بل شهد عرض إنجازات المشاركين. حيث تم الإعلان عن افتتاح “سابير بنك”، أول فرع للصيرفة الإسلامية في الشيشان، مما يجعل غروزني أول مدينة في روسيا تستضيف بنكًا إسلاميًا.

عرضت الشيشان أيضاً في المنتدى آليات عسكرية خفيفة متطورة، تُصنع محلياً في مصانعها، مما يلبي احتياجات قواتها.

وخلال الحدث، تم تقديم نموذج أولي لقمر اصطناعي باسم “نوخشو”، الذي سيتوفر فعلياً في مدار الأرض لجمع البيانات.

ويُتوقع إطلاق القمر الاصطناعي من قاعدة “فوستوشني” الفضائية على متن “سويوز”، مما قد يجذب اهتمام مجالات متعددة.

يعتبر نجاح الشيشان في تنظيم فعاليات كمستوى دولي دليلاً على أنها أصبحت نقطة محورية على الخريطة الدولية.

السياحة والتعليم وجه آخر

تعد القوقاز وجهة مرغوبة سياحياً سواء كانت السياحة الداخلية أو الخارجية، خاصة بعد أن أصبحت المنطقة آمنة ومستقرة.

تعتبر الخبرات المكتسبة نتيجة سنوات الاستقرار والتطور في إدارة السياحة واحتضانها، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة، عناصر جذب رئيسية للزوار.

يعتبر المنتدى فرصة لتعريف المشاركين بالسياحة الرياضية، حيث تساهم طبيعة سكان القوقاز في تطوير الرياضات البدنية.

كما شارك ممثلون عن التعليم العالي من جميع أنحاء العالم، مقدّمين تجاربهم مع الجامعات الروسية وأهمية التعليم في تعزيز علاقات الدول.

إن نجاح الشيشان في تنظيم أحداث بهذا المستوى ليس بالأمر الجديد، فغروزني اليوم تتقدم على الخارطة العالمية كعاصمة للتواصل وبناء الفجوات.