تحذير صيني بشأن الحرب في أوكرانيا
نيويورك (أسوشيتد برس) – قبل ثلاثة أيام من احتفال حكومته الشيوعية بمرور 75 عامًا، حذر وزير الخارجية الصيني منغ وينغ من “توسع ساحة المعركة” في الحرب الروسية مع أوكرانيا، مؤكدًا التزام بكين بالدبلوماسية وشحن الجهود لإنهاء النزاع.
قال وانغ يي: “الأولوية القصوى هي الالتزام بعدم توسيع ساحة المعركة… وتلتزم الصين بلعب دور بناء”. وشدد على ضرورة تجنب الدول الأخرى “إشعال النار أو استغلال الوضع لتحقيق مكاسب شخصية”، في إشارة واضحة من المرجح أنها كانت إلى الولايات المتحدة.
خطاب مألوف في الجمعية العامة
لم يقدم خطاب وانغ أي جديد، وهو ما يتماشى مع الممارسة الأخيرة للصين في الاجتماعات السنوية لقادة الجمعية العامة للأمم المتحدة. في الحقيقة، لم يشارك رئيس الصين شي جين بينغ في اجتماعات القادة منذ عام 2021 وكانت مشاركته عبر الإنترنت فقط أثناء الجائحة. ولم يحضر شي شخصيًا منذ عدة سنوات.
الترويج لخطة السلام للأوكرانيين
في يوم الجمعة الماضية، على هامش الجمعية العامة، سعت الصين والبرازيل لجذب الدعم لخطة السلام المقترحة لأوكرانيا. وأعلنا أن حوالي 12 دولة وقعت على بيان مشترك يؤكد أن الدول الموقعة “تلاحظ” خطة من ست نقاط. تدعو الخطة لعقد مؤتمر سلام مع كل من أوكرانيا وروسيا وعدم توسيع ساحة المعركة، من بين بنود أخرى.
ردود فعل ورسائل متباينة
تجاهل المسؤولون الأوكرانيون الاقتراح، ولكن الدول التي وقعت على البيان تشكل مجموعة “أصدقاء السلام” من أجل الحفاظ على المحادثات بين سفيرتها في الأمم المتحدة. تضم المجموعة أعضاءً من دول أفريقية وأمريكية لاتينية ranging from الجزائر إلى زامبيا. وأكد وانغ يوم الجمعة أن المجموعة لا تقرر سياسات الدول الفردية.
تعزيز السيادة: موقف الصين الثابت
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي يوم السبت إن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة والنصائح للمجموعة، مضيفًا أنه “من المهم أن تكون مقترحاتهم مبنية على الحقائق وليس مجرد محادثات مجردة.”
تُعتبر الصين حليفًا لروسيا، التي اتهمها العديد من الدول ومن بينها الأمم المتحدة بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة. ويدّعي الكرملين أن ما يسميه “العمليات العسكرية الخاصة” هو عمل دفاعي مشروع وفقًا للميثاق. ويعتبر تأكيد الصين المستمر على احترام سيادة الدول الأخرى حجر الزاوية في سياستها الخارجية وأخلاقياتها الأساسية، نظرًا لتاريخها الطويل في محاولة الحفاظ على السيطرة على حدودها، خاصة في مناطق مثل شينجيانغ.
العلاقات مع تايوان
تأسست الحكومة الصينية الحالية في 1 أكتوبر 1949، عندما أعلن الزعيم الثوري الشيوعي ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية في ميدان تيانانمين في بكين بعد حرب أهلية ضد حكومة تشيانغ كاي شيك الوطنية. تولت الحكومة الوطنية حكم تايوان كجزيرة ذات حكومة ذاتية، وما زالت هذه الممارسة مستمرة حتى اليوم، وهو ما ترفضه الصين وتعتبره وضعًا مؤقتًا لأراضي تعتبرها سيادية.
صرح وانغ قائلاً: “لا يوجد شيء اسمه الصين الواحدة أو الصين – تايوان الواحدة. لا توجد منطقة رمادية في هذا الأمر. ستعود تايوان في النهاية إلى حضن الوطن الأم. هذا هو الاتجاه الغالب للتاريخ الذي لا يمكن لأحد إيقافه.”
السياسة الدولية والوضع في الشرق الأوسط
كانت جمهورية الصين، الحكومة الموجودة في تايوان، عضوًا في الأمم المتحدة حتى عام 1971، عندما اعترفت المنظمة الحكومية ببكين. منذ ذلك الحين، عملت بكين على عزل تايوان من خلال مكافأة الدول التي تعترف بها دبلوماسيًا، وأحيانًا معاقبة تلك التي لا تفعل ذلك. في كل اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة، يأسف قادة الدول الصغيرة الداعمة لتايوان على تهميش حكومة الجزيرة من قبل المجتمع الدولي.
الوضع في الشرق الأوسط:
قال وانغ إن “قضية فلسطين هي أكبر جرح في ضمير الإنسانية”، وأعاد التأكيد على دعم الصين لحقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعضوية كاملة في الأمم المتحدة، وأصر على أن حل الدولتين هو “الطريقة الأساسية للخروج”. لم يذكر إسرائيل بالاسم أو يشير مباشرة إلى الحرب التي اندلعت عندما عبر مقاتلو حماس الحدود من غزة إلى إسرائيل، مما أسفر عن مقتل المئات واحتجاز العشرات.
شبه الجزيرة الكورية:
عبر وانغ عن دعم الصين لانتقال “من الهدنة إلى آلية السلام”. لا تزال الكوريتان تقنيًا في حالة حرب منذ الصراع الذي حدث بين 1950-1953 والذي قسم شبه الجزيرة إلى شمال وجنوب. كانت الصين داعمًا طويل الأمد لكوريا الشمالية، بينما تعد الولايات المتحدة حليفة وثيقة لكوريا الجنوبية. وقدّم تحذيرًا غير مباشر حول تدخل دول خارج المنطقة: “نحن ضد تدخل الدول غير الإقليمية.”
حقوق الإنسان
كرر وانغ نقاط حديث الصين التقليدية، قائلًا إن “لا ينبغي لأي دولة أن تنتهك شؤون دولة أخرى الداخلية تحت مظلة حقوق الإنسان”، وأصر على أن الصين اختارت طريقها الخاص، وهو بنفس القدر من الشرعية مثل الآخرين.
قال وانغ: “لقد وجدنا مسار تطوير حقوق الإنسان الذي يتناسب مع الظروف الوطنية الصينية.”
لطالما أدانت دول ومجموعات حقوقية دولية تعامل بكين مع التبتيين والأقليات الإيغور في منطقة شينجيانغ الغربية، وأيضًا الناشطين في “المنطقة الإدارية الخاصة” في هونغ كونغ.
أسهم في هذا التقرير كاتبا وكالة أسوشيتد برس، جينيفر بيلتس وإيديث إم. ليديرر.