جدول المحتويات
23/3/2024-|آخر تجديث: 23/3/202401:06 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لعبت العقوبات الأمريكية على إيران دورًا رئيسيًا في الآونة الأخيرة، لكن يبدو أن قطاع الطاقة الإيراني يحكي قصة مختلفة. حققت إيران قفزة كبيرة بنسبة 35% في صادرات الوقود العام الماضي، لتصبح أكبر مورد للوقود في الشرق الأوسط. فكيف نجحت إيران في تحقيق هذا النمو رغم العقوبات الأمريكية المشددة؟ تابعونا لنكشف عن العوامل الثلاثة الرئيسية وراء صمود الطاقة الإيرانية!
تصدير في واقع العقوبات
تقول مؤسسة “بلومبيرغ” إن إيران تتحدى القيود الأميركية من خلال زيادة تصديرها للغاز النفطي المسال (ينتج ثانويا من تكرير النفط الخام في المصافي) وتصف الأمر بأنه دليل آخر على فشل الضغوط الأميركية في الحيلولة دون تأثير على تسويق الطاقة الإيرانية.
وتشير المؤسسة إلى أن إيران أصبحت أكبر مورد للوقود في الشرق الأوسط العام الماضي، الذي ينتج للاستخدام في التدفئة والطهي وكمادة خام لصناعة المواد الكيميائية.
وزادت تصديرات إيران من الوقود بنسبة 28%، أي تجاوزت 11 مليون طن، وفقا لتحليل بيانات تتبّع السفن وتقديرات السوق المقدمة من شركة “فاكتس غلوبال إنرجي” الاستشارية.
وتتوقع الشركة استمرار تصديرات إيران المتزايدة لتصل إلى أكثر من 12 مليون طن هذا العام.
وبعد تأييد جاهزية الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب للمشاركة في الانتخابات الأميركية القادمة، أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي أنه في حال عودة ترامب لن يؤثر ذلك على تصديرات إيران من النفط، وأرجع ذلك إلى أن بلاده تواجه اليوم عقوبات أشد من تلك التي فرضت عام 2017، لكن تصديرات النفط وصلت إلى أعلى مستوى منذ ذلك العام.
وأكمل وزير النفط الإيراني بالقول إن المنظمات الدولية تعترف بأن لدى إيران حرية في تسويق النفط، وبأسعار تقترب من الأسعار العالمية.
بيع السلع الإيرانية ذات التعريف غير المعروف
يرى رئيس اتحاد المنتجات النفطية حميد حسيني أن إيران تمتلك أكبر قدرة تكرير في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقوم بالتكرير بمعدل مليونين و250 ألف برميل نفط يوميا، ولكن نظراً للمستهلك الكبير في الداخل، يتم تحويل 7 آلاف برميل يوميا إلى بنزين و7 آلاف آخرين إلى الغازولين ويتم تحويل الكمية المتبقية إلى مازوت أو منتجات أخرى.
ويعزو حسيني -في تصريحه للجزيرة نت- سبب الاستهلاك العالي إلى كبر السيارات في إيران، بالإضافة إلى أن نظام المواصلات ووسائل النقل العامة ليست على المستوى المطلوب.
ويوضح أن السلع النفطية التي تُصدرها إيران اليوم هي “المازوت” بشكل أساسي والنفط بشكل ثانوي.
ورد حسيني إلى أن إيران صدّرت 75 مليون متر مكعب من الغاز يوميا خلال العام الحالي، ولكن وفقا للموازنة الجديدة، قررت طهران تقليص الصادرات إلى 11 مليون متر مكعب.
وأضاف قائد اتحاد السلع النفطية بأن إيران غير قادرة على تصدير سوائل الغاز التي تنتجها، ولكنه شرح بأن القيود الأميركية لن تؤثر كثيرًا على مبيعات الطاقة الإيرانية لأن “لدينا إمكانية الوصول إلى أسواق البلدان المجاورة وهذه الأسواق لا تتأثر كثيرًا بالعقوبات والنظام المالي”.
وصرّح بأن الاستهلاك المحلي قد انخفض كثيرًا منذ جائحة (كوفيد-19)، وهذا ما مكّن إيران من تصدير الوقود بنسبة أعلى وصلت إلى 3 مليارات دولار سنويًا.
وأكد أن العقوبات لم تؤثر كثيرًا على تصدير منتجات البتروكيماويات، لأنه بتغيير تعبئتها وتغليفها لم يعد ممكنًا تحديد منشأها، وأضاف “نقوم بذلك ونقوم بالبيع في الأسواق، كما أن تمييز وتحديد مصدر الوقود ليس بالأمر البسيط”.
لكنه أوضح أن العقوبات تؤثر بشكل كبير ومباشر على تصدير النفط الخام والغاز.
الطاقة الإيرانية: 6 ملايين ونصف طن من الغاز المسال
ووفقًا للموقع الرسمي لرئاسة إيران:
- أعلن وزير البترول الإيراني جواد أوجي عن زيادة إنتاج البترول بـ400 ألف برميل نتيجة العقود الجديدة مع المقاولين المحليين لتطوير حقول البترول بقيمة 13 مليار دولار.
- ذكر الوزير بأن بعض هذه الحقول ستكون جاهزة للعمل ابتداءً من منتصف العام الإيراني الجديد الذي بدأ في 20 مارس/آذار الحالي.
- قال أوجي إن إنتاج الغاز المسال في بلاده ارتفع من 3.2 ملايين طن في عام 2020 إلى 6.5 ملايين طن عام 2023.
- تحدث وزير البترول الإيراني عن زيادة الطاقة التكريرية اليومية للبترول الخام وسوائل الغاز من 2.1 مليون برميل عام 2021 إلى 2.37 مليون برميل عام 2023.
- تحدث الوزير عن زيادة إنتاج منتجات البتروكيماويات من 65 مليون طن إلى 75 مليون طن بين عامي 2021 و2023.
الخاتمة
ختامًا، فإن قصة الطاقة الإيرانية تقدم درسًا قويًا في المرونة والتكيف. على الرغم من العقبات، نجحت إيران في تعزيز صادراتها من الوقود وتحدي الضغوط الدولية. هل سيستمر هذا النمو؟ الجواب يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك استراتيجيات العقوبات المستقبلية والاتجاهات العالمية في سوق الطاقة. ومع ذلك، فقد أثبتت لنا الطاقة الإيرانية قدرتها على الصمود، وهذا أمر يستحق المتابعة والتأمل.
الأسئلة الشائعة
هل العقوبات الأمريكية ليس لها تأثير على صادرات الطاقة الإيرانية؟
لا، العقوبات الأمريكية لها تأثير على صادرات الطاقة الإيرانية، لكن إيران اتخذت خطوات للتخفيف من هذا التأثير. تشمل هذه الخطوات التركيز على أسواق جديدة، مثل الصين ودول آسيا الوسطى، وبيع النفط الخام بسعر مخفض.
ما هي أكبر أسواق الوقود الإيراني؟
أكبر أسواق الوقود الإيراني هي الصين، والعراق، وسوريا، وتركيا.
هل ستستمر زيادة صادرات الوقود الإيراني؟
من غير الواضح ما إذا كانت زيادة صادرات الوقود الإيراني ستستمر. تعتمد الصادرات على عدد من العوامل، بما في ذلك العقوبات الأمريكية، وأسعار النفط العالمية، واحتياجات الطاقة في الدول المجاورة.
كيف تتصدى إيران لتحديات العقوبات على صادرات النفط الخام والغاز؟
تتحدى إيران العقوبات على صادرات النفط الخام والغاز من خلال:
– التركيز على صادرات المنتجات البتروكيماوية: تُعدّ هذه المنتجات أكثر مقاومة للعقوبات من النفط الخام والغاز.
– بيع النفط الخام بسعر مخفض: يُشجع هذا المشترين على شراء النفط الإيراني.
– استخدام ناقلات نفط مُظللة: تُخفي هذه الناقلات هوية مصدر النفط.
ما هي الآثار البيئية لزيادة إنتاج وصادرات الوقود الإيراني؟
زيادة إنتاج وصادرات الوقود الإيراني لها عدد من الآثار البيئية السلبية، بما في ذلك:
– زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: تُساهم هذه الغازات في تغير المناخ.
– التلوث: يُسبب استخراج ومعالجة النفط والغاز تلوثًا للماء والهواء والتربة.
– استنزاف الموارد الطبيعية: النفط والغاز هما موارد غير متجددة، وسيزداد استهلاكهما مع زيادة الإنتاج والصادرات.