العاصمة.. غزة في المتحف العربي للفن الحديث من خلال عرض “راقب” التفاعلي
المعرض -الموجود في الطابق الأولمن بيت الفن- يعرض عمل إبداعي مكون من أربعة صور رقمية مطبوعة ومعروضة على مرآة تغطي الحائط بأسره، يعرض رسومات تعبيرية انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، وحققت نسبة عالية من المتابعين لهذه الأحداث المأساوية.
صرح الرسام خالد البيه لوسيلة إعلامية بأن العمل الإبداعي الذي قام به يعد فريدًا بالنسبة له كرسام كاريكاتير سياسي، حيث أراد من خلاله إدخال الزائر في تجربة عيش لحظات من أحداث قطاع غزة وآلامها، قائلاً “يدرك الزائر من خلال العمل الإبداعي أهمية تحويل أنفسنا إلى شهود عن طريق قراءة أسماء الشهداء ومعرفة أعمارهم، لنقف معًا ضد المجازر التي تستمر حتى يتم العدل بحقوقهم”.
أكد الفنان خالد على أهمية دور الزوار كشهود من خلال انعكاس أمامياتهم في المرآة، حيث يقومون بقراءة أسماء وأعمار الذين فقدوا حياتهم، وتصبح الصورة أكثر تأثيرًا عند عرضها بشكل معكوس لمدينة غزة المدمرة وتتبادل الزوار فعليًا التعبير عن مخاوفهم.
تستمر فعاليات المعرض حتى تاريخ 10 أغسطس/آب 2024، حيث يدعو الزوار للتركيز على دورهم كشهود على الإبادة الجماعية خلال الأحداث الأخيرة في غزة، ويتمتع المعرض بتقييم من الخبراء فاطمة مصطفوي وهديل الكوهجي.
زينة عريضة، مديرة “متحف الفن العربي الحديث”، أكدت على رؤية المتحف في تسليط الضوء على مجموعة واسعة من الفن العربي، مشيرة “نتحمل مسؤوليتنا في كل الأحوال”.
وأضافت عريضة بحديثها مع الجزيرة “نحن نسعى في المتحف لإيواء فنانين إقليميين ليعبروا عن آرائهم ويطرحوا المواضيع التي تهمهم والمجتمع، وهدف المعرض هو تسليط الضوء والتأمل في قضايا المجتمع”.
وأكد البيه من خلال عمله الإبداعي على أهمية دور كل زائر كـ “شاهد” وكيف يساهم صوته في الدعوة للحقيقة وفي مواجهة التحيز الإعلامي. يعمل الفنان على استخدام تأثير الانعكاس، سواء بشكل مباشر أو بمعنى مجازي، ليكشف عن تواطؤ العالم في هذه الكارثة، وعن الظلم والتحيز السائد في العلاقات الدولية وسياساتها.
وختم الفنان خالد البيه بالقول: “إذا لم نستطع رؤية ما يحدث في غزة بالرغم من الدلائل الموجودة، فكيف يمكننا رؤية الوضع في السودان؛ إذا كان العالم قادرًا على تصديق ما يجري في غزة، فمن المؤكد أنه سيفهم الحقيقة التي نعيشها جميعًا”.