الغش الاستثماري.. من نظام بونزي إلى العملات الرقمية المضللة

Photo of author

By العربية الآن



الغش الاستثماري.. من نظام بونزي إلى العملات الرقمية المضللة

الأميركيون خسروا ما يقرب من 3.3 مليار دولار بسبب الغش الاستثماري في عام 2022 وحده. (شترستوك)
الأميركيون خسروا ما يقارب 3.3 مليار دولار بسبب الغش الاستثماري في عام 2022 وحده (ميدجيرني)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>لأنما كانت عمليات الغش الاستثماري تُعتبر مكروهًا على الساحة المالية لسنوات، حيث قُمت بانتزاع مليارات الدولارات من المستثمرين الثقَلاء.

تقوم هذه المؤامرات الغشوية بالاستنداد إلى ثقة الأفراد وطُمعهم ووعدهم بإرباح عالية مع قليلٍ من المخاطر.

اكتشف أيضًا

list of 2 items

list 1 of 2

اطلع على مميزات ومخاطر الاستثمار في السنداتاطلع على مميزات ومخاطر …

list 2 of 2

توجيهات فوربس للعاملين في منتصف حياتهم المهنية لمواجهة تحديات التعاشتوجيهات فوربس للعاملين في منتصف …

النهاية للقائمة

بالرغم من تعقيد الأسواق المالية وارتباطها المتزايد، فإن عمليات الغش قد تطورت أيضًا، مما يجعل من الأهمية البالغة أن يكون المستثمرون يقظين ويعيون.

1- خطر الغش الاستثماري.. جذاب ومهدد

غالبًا ما يسحب الربح السريع والضخم الاستثماريين بعيدًا عن المخاطر المتنكرة في المخططات الاستثمارية المشبوهة. يمكن أن تتخذ عمليات الغش هذه أشكالًا متعددة، بدءا من المؤامرات الغشوية والهرمية “شبكات التسويق الهرمي وأشكال أخرى” وصولا إلى عمليات الضخ والتفريغ، وعروض العملات الرقمية المشفرة الغشوية كما سيتم شرحه في هذا التقرير.

ووفقًا للجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (إف تي سي)، فقد فقد الأمريكان حوالي 3.3 مليارات دولار نتيجة للغش الاستثماري في عام 2022 وحده، مما يشير إلى التهديد المتنامي الناجم عن تلك العمليات الغشوية.

خسر الأمريكان حوالي 3.3 مليارات دولار نتيجة للغش الاستثماري في عام 2022 وحده

2- أشكال عمليات الغش الاستثماري

  • مؤامرات بونزي

تُعتبر سلسلة بونزي من بين الأنواع الأكثر شهرة لعمليات الغش الاستثماري، حيث تشمل هذه السلسلة استخدام رأس المال من المستثمرين الجُدد لدفع عوائد للمستثمرين السابقين، مما يخلق انطباعا بوجود استثمار مربح، ومع ذلك، فإنها ستنهار بالتأكيد عندما يجفّ مصدر المستثمرين الجدد.

سلسلة بونزي هي النوع الأكثر شهرة من ارتكابات الاحتيال الاستثماري. حيث يتم في هذه السلسلة استخدام رأس المال من المستثمرين الجدد لدفع عوائد للمستثمرين السابقين، مما يخلق انطباعا بوجود استثمار مربح. (الذكاء الاصطناعي)
سلسلة بونزي احتيال يعتمد على استخدام رأس المال من المستثمرين الجُدد لدفع عوائد للمستثمرين السابقين، مما يخلق انطباعا بوجود استثمار مربح (ميدجيرني)

 

من بين الحالات الأكثر شهرة هي تجرية بيرنارد مادوف التي أدت مؤامرتها الغشوية إلى خسائر بقيمة 65 مليار دولار خلال أزمة 2007-2008، مما أثّر في آلاف المستثمرين حول العالم.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي”، أشار رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصة في ذلك الوقت، جاي كلايتون، إلى أن “مُؤامرة مادوف كانت بيتًا مِن الورق، حيث كان محتومًا له الانهيار”.

  • مخططات الضخ والتفريغ

تستغل مخططات الضخ والتفريغ أسعار الأسهم عبر تقديم بيانات كاذبة أو غامضة، حيث يقوم المحتالون بإثارة ضجة حول الأسهم مما يؤدي إلى زيادة سعرها، ثم يبيعون أسهمهم بأسعار مضخمة، مما يُجعل أسهم المستثمرين الآخرين بلا قيمة.

وقد انتشر هذا التصرف بشكل كبير مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن انتشار المعلومات الكاذبة بشكل أسرع.

يقول جون ريد ستارك – خبير في الأمن السيبراني – في مقال لمجلة فوربس: “كان الاندماج في الإنترنت يسهّل على المحتالين تنفيذ تلك الخطط”

  • مُخططات الشبكات الهرمية

تعتمد مخططات الشبكات الهرمية على التوظيف المتواصل للحفاظ على دفعات للمشاركين الأوائل، على عكس مخططات بونزي، حيث يتم تشجيع المشاركين على تجنيد أعضاء جدد يقومون بتوظيف المزيد من الأعضاء، وإنشاء هيكل هرمي. تعتبر هذه المخططات غير قانونية وغير مُستدامة، وسوف تنهار عندما يبطئ التوظيف.
تشير لجنة التجارة الفيدرالية إلى أن مخططات الشبكات الهرمية غالبًا ما تُقنع بأنها برامج تسويق قائمة على أكثر من مستوى (إم إل إم)، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة.

  • الغش في الرسوم المقدمة

يشمل الغش في الرسوم المقدمة خداع الضحايا لدفع رسوم مقدمة مقابل خدمات أو استثمارات لا تتحقق أبدًا. يُعد المحتالون بعوائد ضخمة أو صفقات مربحة مقابل دفعة مقدمة، وعندما يتم دفع الرسوم، تختفي العوائد الموعودة إلى جانب المحتالين.

انتشر هذا النوع من الغش بشكل خاص في فرص الاستثمار عبر الإنترنت والعقارات.

غالبًا ما تستخدم مواقع الويب ذات المظهر الاحترافي والشهادات المزيفة من قِبل المحتالين لبناء الموثوقية

  • عمليات الغش في العملات
    العملات الرقمية

أدت ظهور العملات الرقمية إلى نشوء جيل جديد من عمليات الخداع الاستثماري، حيث تستهدف عروض العملات الأولية الاحتيالية (آي سي أو) والعمليات الوهمية لتبادل العملات الرقمية المستثمرين بوعود بعائدات مبالغ فيها ليختفوا مع أموالهم.

حذرت رئيسة الهيئة السابقة للودائع الفدرالية، شيلا بير، في مقابلة مع بلومبيرغ من أن “العملات الرقمية تشكل الغابة المظلمة لعالم الأموال، حيث ينقصها التنظيم ويتزايد فيها المخاطر.”

3- معرفة العلامات الإنذارية

لتحديد عمليات الخداع الاستثماري، يلزم الاطلاع الحاد والشك الملائم.

تتضمن العلامات الحمراء وعودًا بعوائد مستحيلة، وتقنيات بيع مضغوطة، وغياب للشفافية، وعادةً ما يستخدم المحتالون مواقع ويب محترفة المظهر وشهادات زائفة لبناء الثقة.

تقول جين دو، خبيرة مالية في “وي إكس زد سيكيوريتيز”، “إن المحتالين هم أساسا المانيبوليين، حيث يعرفون كيفية استغلال ثقة الناس وجشعهم.”

4- تكتيكات شائعة

يستخدم المحتالون تشكيلة متنوعة من الأساليب لخداع المستثمرين، منها الهندسة الاجتماعية والمستندات المزورة، مع إنشاء مخططات محكمة بمواد تبدو احترافية وشهادات مشرقة لبناء الثقة.

تقول ماري جونسون، مستشارة مالية لبلومبيرغ، “إن تعقيد عمليات الخداع يتزايد ويصبح أكثر احترافية، لذا يجب التحقق من شرعية أي فرصة استثمارية.”

المحتالون يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب لخداع المستثمرين مع إنشاء مخططات متقنة بمواد ذات مظهر احترافي وشهادات متوهجة لبناء المصداقية (الذكاء الاصطناعي)
المحتالون يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب لخداع المستثمرين مع إنشاء مخططات متقنة بمواد ذات مظهر احترافي وشهادات متوهجة لبناء المصداقية (ميدجيرني)

واحدة من أبرز عمليات الخداع هي مخطط بونزي الذي أقامه بيرني مادوف، حيث سخر مادوف من منصبه المرموق وعلاقاته الواسعة في السوق لجذب المستثمرين، كل شيء بدا احترافيًا لدرجة تشكك.

علق رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصة، جاي كلايتون، في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” بقوله “طبيعة عمل مادوف وسلوكه وصيته المناسب بوصفه واحدا من أغنى رجال الأعمال المعروفين في السوق يجعل كل شيء يبدو أكثر من طبيعي، وفي النهاية خدعهم بمليارات الدولارات.”

انهار مخطط مادوف في عام 2008 تاركًا وراءه مجموعة من الأضرار المالية والأسف، وقال كلايتون “كان خيانة مادوف تحميلة للصناعة المالية للاستيقاظ.”

5- نتائج مدمرة للضحايا

قد تكون نتائج الوقوع ضحية عملية خداع استثماري كارثية، ماليًا وعاطفيًا، حيث قد يتكبد الضحايا خسائر مالية هائلة، ويفقدون مدخراتهم وصناديق تقاعدهم.

الخسائر العاطفية قد تكون مركونة بنفس القدر من الأهمية، مما يؤدي للتوتر والقلق وفقدان الثقة.

يقول الدكتور جون سميث، نفساني متخصص في الصدمات المالية، “إن النتائج يمكن أن تكون كارثية، ماليًا ونفسيًا، وفي الكثير من الحالات لا حدود لها، مما يؤدي إلى تداعيات سيئة مثل الانتحار أو غيره من فقدان السلوك السوي.”

ينصح الخبراء المستثمرين بطلب المشورة من المستشارين الماليين الموثوقين وتجنب اتخاذ قرارات متهورة بناء على أساليب البيع المضغوطة

6- التحصين ضد الخداع

لحماية نفسك من عمليات الخداع الاستثماري، يجب البحث الشامل والحذر الواجب، ويتعين على المستثمرين التحقق من شرعية الفرص من خلال إجراء تحقيقات خلفية عن الشركات والأفراد.

تنصح المستشارة المالية ماري جونسون بـ “مراجعة المعلومات من مصادر متعددة”، كما تقدم الهيئات التنظيمية في السوق جميع الدعم والموارد للمستثمرين للإبلاغ عن عمليات الخداع والتعامل معها.

7- الوقاية الشخصية

تبني عقلية متشككة وتجنب العروض الاستثمارية غير المرغوبة هما من العوامل الرئيسية لمنع العديد من عمليات الخداع المحتملة، فضلاً عن طلب المشورة من المستشارين الماليين الموثوقين وتجنب اتخاذ قرارات متهورة بناء

على أساليب الدعاية عالية الضغط.

8- اتخاذ الخطوات الضرورية عند حدوث الاحتيال

إذا كان لديك شك في تعرضك للغش، من الضروري اتخاذ إجراء فوري، يمكن أن يسهم إبلاغ الجهات الرقابية والإدارات المنظمة عن الحادث في تقليل بعض الأضرار.

ويمكن للسبل القانونية مثل الشكاوى الجماعية والمساندة من هيئات حماية المستهلك أيضاً في استرداد الأموال المفقودة.

تقول المحامية ليندا لي “إن التعافي صعب، ولكنه ليس مستحيل بمساندة قانونية مناسبة”.

تشكل عمليات الاحتيال الاستثماري تهديداً كبيراً للأمان المالي، ومع الوعي والتثقيف يمكن للأفراد حماية أنفسهم.

البقاء متيقظًا وحذرًا والبصيرة خطوات أساسية في تأمين الثروة، ومن خلال فهم أنماط الاحتيال الاستثماري المختلفة وتمييز العلامات الإنذارية يمكنك حماية مستقبلك المالي وتجنب الوقوع ضحية لتلك المكائد الغشوية.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.