الفعل الماضي كأداة للتعبير عن المستقبل

يتناول هذا المقال تفسير بعض الآراء المتعلقة باستخدام الفعل الماضي للإشارة إلى أحداث مستقبلية كما ورد في القرآن الكريم. ويستعرض تفسيرات متنوعة تتعلق بهذا الاستخدام، والآيات التي تنص على ذلك.

يبيّن الله، عز وجل، في آياته أحداثًا وتفاصيل ستحدث يوم القيامة، مستخدمًا الفعل الماضي بدلاً من المضارع. من هذه الآيات: “ونُفِخ في الصّور فجمعناهم جمعًا”، و”عُرِضوا على ربّك صفًّا”، وغيرها.

فهم الإرادة وعلاقتها بالأحداث

إذا لم تكن هناك إرادة تعلو إرادة الفاعل، فإن استخدام الفعل الماضي لوصف أحداث المستقبل يكون امرًا منطقيًا.

لم يسبق لأحد أن تناول بشكل دقيق المعنى وراء هذا الاستخدام، على الرغم من بساطة القضية، التي ترتبط بالإرادة فقط. فتفاصيل الغيب والعلم الإلهي ليست هي المحور الأساسي، بل إرادة الله التي لا تقاوم.

أما قاعدة الإرادة، فتقول إن استخدام الفعل الماضي لوصف المستقبل مقبول طالما لا توجد إرادة أعلى تمنع حدوثه.

أمثلة توضيحية

كمثال على ذلك، إذا أراد شخص السفر، فإنه عندما يقول “إذا (وصلت) وجهتي فسأزور صديقي”، فهو يستخدم الفعل الماضي مع شرط، مما يعني أنه يدرك إمكانية عدم حدوث ذلك بسبب عوامل خارجة عن إرادته.

في هذا السياق، تتداخل إرادات متعددة، بدءًا من الظروف السياسية إلى إرادة الله تعالى، الذي لا تتجاوز إرادته أي شيء.

الدعاء وعدم استخدام الشرط

عدم استخدام الشرط في الدعاء يعكس التأدب مع الله والاعتراف بسلطانه.

المسألة واضحة ولا تحتاج لمعقد التأويل؛ فالله وحده هو صاحب الإرادة المطلقة التي تجعل الفعل الماضي وسيلة مثلى لتصوير أحداث مستقبلية.

توجد حالة واحدة تبرز فيها استخدام الفعل الماضي دون شرط، وهي الدعاء. فعند قولنا “رحم الله فلانًا”، نعبر عن إيماننا بإرادة الله المطلقة، حيث يظهر في ذلك تضرعنا ورجاؤنا للرحمة.