اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود
22/12/2024
–
|
آخر تحديث: 22/12/202408:23 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
تستعرض “أم محمد” معاناتهم كلاجئين في ليبيا، حيث وصلت بعد رحلة طويلة من السودان. وتقول: “بعد اندلاع الحرب، توجهنا إلى مصر لكننا لم نستطيع البقاء هناك، فاتخذنا قرار التوجه إلى ليبيا. جميع اللاجئين هنا مرضى ويفتقرون إلى الطعام والدواء. بعضهم يسيرون أياما جائعين وآخرون توجهوا إلى تونس. إذا لم تمتلك المال، فأنت لا شيء”.
لاجئو السودان
أكثر من عام مرّ على الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، وقد وصل عدد اللاجئين السودانيين إلى مليونين و200 ألف شخص، حسب بيان المنظمة الدولية للهجرة. ويعاني هؤلاء اللاجئون من العديد من التحديات أثناء بحثهم عن الحماية، حيث يتعرض الكثير منهم لمواقف خطرة، ويفقد عدد من الأطفال الاتصال بذويهم في رحلتهم نحو الأمان، مما يزيد من حاجة بعضهم للدعم الطبي والنفسي، وفقًا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
رحلة اللجوء
رغم أن رحلة اللجوء تعتبر محفوفة بالمخاطر، إلا أن المعاناة مستمرة. تقول الطبيبة عدلاء توفيق، التي أسست مركزًا لإيواء اللاجئين السودانيين في ليبيا والذي يضم حوالي 3000 لاجئ: “أكثر الأمراض انتشارًا هنا هو الكبد الوبائي والأنيميا، بالإضافة إلى ظهور حالات مرضية نفسية.”
### أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا وتشاد وأوغندا
أفادت عدلاء، خلال حديثها للجزيرة نت، بتقديم المساعدات من المسؤولين الليبيين للاجئين. وكشفت عن وقوع ألف حالة وفاة شهريًا بين اللاجئين في الطريق بين المثلث والكفرة، وفقًا للسلطات الأمنية، بالإضافة إلى وجود عدد من المفقودين في الصحراء.
#### معاناة اللاجئين في ليبيا
في تصريحاته، تحدث الأمين العام لمجلس تنسيق الجاليات السودانية في ليبيا، محجوب الفاضلابي، عن انتشار أمراض سوء التغذية بين اللاجئين السودانيين. وأشار إلى تسجيل حالتي وفاة لطفلين نتيجة لذلك. في مدينة سبها، تعيش أكثر من 50 أسرة في منزل مستأجر، بينما يتواجد أكثر من 150 شابًا يقضون ليلهم في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
كما أضاف محجوب: “قُدِّمت مساعدات غذائية وعلاجية من بعض المنظمات للاجئين في بنغازي والكفرة وإجدابيا، لكن التدخلات في الجنوب كانت ضعيفة باستثناء بعض المنظمات.” وتلقى وعودًا بمساعدات من الهيئة الليبية للإغاثة والهلال الأحمر.
#### أوضاع اللاجئين في تشاد
تشهد تشاد، التي استقبلت حوالي 67 ألف لاجئ سوداني، أوضاعًا صحية متردية، وفقًا للمحامي وجمال عبد الله خميس المدافع عن حقوق الإنسان. حيث ارتفعت حالات سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى ارتفاع حالات الوفاة الناجمة عن الالتهابات والأمراض المزمنة التي يعاني منها اللاجئون دون الحصول على الرعاية الطبية.
في حديثه للجزيرة نت، أشار جمال إلى أن الكادر الطبي المقيم بدعم من بعض المنظمات غير مؤهل، مما أدى لتسجيل العديد من الوفيات نتيجة تدني الخدمات الطبية، ونقص حاد في الغذاء على الرغم من جهود منظمة الغذاء العالمية. كما أضاف: “لا يوجد تنوع غذائي ومياه نقية، مما يساهم في تفشي سوء التغذية بين اللاجئين.”
#### تحديات اللاجئين في أوغندا
يعيش اللاجئون السودانيون في أوغندا، وفقًا لرئيس مجتمع اللاجئين هناك، صالح إدريس آدم، تحت تحديات صحية ومعيشية ملحوظة. حيث تتفشى بينهم الأمراض المزمنة مثل الكوليرا والسكري والملاريا، وذلك بسبب سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة. كما تعاني الأطفال من سوء التغذية نتيجة نقص الغذاء والسكن، مما يؤثر على صحتهم ونموهم.
وأضاف صالح أن المعسكرات تفتقر إلى الخدمات الصحية الكافية، حيث لا توجد عيادات طبية كافية، ويعاني اللاجئون في كمبالا من عدم القدرة على الحصول على العلاج في الوقت المناسب بسبب عدم توفر المال لشراء الأدوية.
#### حاجة مساعدات متزايدة
يبلغ عدد اللاجئين السودانيين في أوغندا أكثر من 8 آلاف لاجئ، مع استمرار حالات الوفاة بسبب أمراض يمكن الوقاية منها في حال توفر الظروف الصحية المناسبة. وأكد صالح: “وضعنا كلاجئين مأساوي، نطالب المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بزيادة الدعم لتحسين الأوضاع في المعسكرات بشكل عاجل.”
وذكر أن المساعدات المقدمة لا تزال غير كافية، مشيدًا بأهمية الدور الذي تقوم به بعض المنظمات الدولية والمحلية.