المأكولات ذات الفوائد والمضار
اكتسبت المأكولات ذات الفوائد والمعروفة باللغة الإنجليزية “Functional food” مكانةً بارزة في التغذية المعاصرة؛ بفضل فوائدها الصحية المحتملة التي تتجاوز التغذية الأساسية. تحتوي المأكولات ذات الفوائد على مركبات نشطة بيولوجيًا تؤثر بشكل إيجابي على الصحة، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض، وتعزز الصحة العامة. لفهم تأثير وأهمية هذه المأكولات، من الضروري معرفة تطوّرها التاريخي، والأمثلة الرئيسية، والتطبيقات الحالية.
تاريخيًا، فكرة المأكولات ذات الفوائد الصحية ليست جديدة. أدركت الحضارات القديمة الخصائص الطبية لمختلف المأكولات. على سبيل المثال، استخدم اليونانيّون والرومان القدماء الثومَ والعسل لخصائصهما العلاجية. كما استخدم الطب الصيني التقليدي “الجينسنغ” ليس فقط من أجل النكهة، ولكن أيضًا لتأثيراتها المعززة للصحة. وضعت هذه الممارسات المبكرة الأساس للفهم الحديث للمأكولات ذات الفوائد.
في العصر الحديث، يتم تصنيف المأكولات ذات الفوائد بناءًعن فوائمها البصرية والمركبات الحيوية التي تتضمنها. وتشمل تلك المركبات الأحماض الدهنية أوميغا 3 والمواد المضادة للأكسدة.
ورغم أن هذه الأطعمة بشكل عام مفيدة، إلا أن مركباتها الحيوية النشطة قد تسبب آثارًا سلبية في ظروف معينة. وفهم هذه الآثار الجانبية المحتملة يساعد في اتخاذ قرارات غذائية متأنية، ويتضح ذلك من خلال المثال التالي.
الإدماج الواسع للمنتجات الغنية بـ”أوميغا 3″ في الوجبات يعكس فوائدها الصحية المعروفة
المثال الأول: “أوميغا 3”
حمض “أوميغا 3” (المنتجات المدعمة بـ “أوميغا-3” والمكملات الغذائية التي تحتوي على “أوميغا-3”)
الفوائد الصحية: حمض “أوميغا-3” الدهني يتواجد بشكل رئيسي في الأسماك الدهنية مثل السلمون. تمت دراسة هذه الدهون الأساسية على نطاق واسع لاستفادتها للقلب والأوعية الدموية، ومنها خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. يعكس الإدماج الواسع للمنتجات الغنية بـ “أوميغا 3” في الوجبات فوائدها الصحية المعروفة.
الآثار الجانبية
- مخاطر النزف: الجرعات العالية من مكملات “أوميغا-3” قد تزيد من خطر النزيف، خاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية مفيضة للدم، لأن حموض “أوميغا-3” يمكن أن تؤثر على تخثر الدم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: مكملات “أوميغا-3” قد تسبب مشاكل هضمية مثل الغثيان والإسهال.
مضادات الأكسدة الذائبة في الدهون مثل فيتامين (أ)، عند تناولها بكميات مفرطة، يمكن أن تتراكم في الجسم وتؤدي إلى التسمم. وهذا يشكل قلقًا خاصًا مع المكملات الغذائية ذات الجرعة العالية
المثال الثاني: مضادات الأكسدة
- (التوت، الشاي الأخضر، والمكملات الغذائية التي تتضمن مضادات الأكسدة)
- الفوائد الصحيّة:تساهم المضادّات الأكسدة، مثل تلك المتواجدة في الفواكه البرية والشاي الأخضر، في تقليل التهابات الجسم. تم ربط هذه العناصر بتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب.
التأثيرات الجانبية
- اضطراب التوازن الغذائي: يمكن أن يؤدي تناول كميات مفرطة من مكملات المضادات الأكسدة إلى اضطرابات في مستويات العناصر الغذائية.
على سبيل المثال، قد يعوق فيتامين (هـ) باستخدام جرعات عالية امتصاص فيتامينات أخرى ذائبة في الدهون، مما قد يزيد من خطر النزف.
التسمم المحتمل
المضادات الأكسدة الذائبة في الدهون مثل فيتامين (أ) في حالة تناولها بكميات مفرطة، قد تتراكم في الجسم وتؤدي إلى التسمم. هذا يثير قلقاً خاصاً مع المكملات الغذائية ذات الجرعات العالية، التي قد تسبب أعراضاً تتراوح من الغثيان إلى آثار أكثر خطورة مثل إصابة الكبد.
بينما قد تقدم الأطعمة الوظيفية فوائد صحية كبيرة، فإنها لا تخلو من التأثيرات الجانبية المحتملة. المفتاح لاستدراج الأطعمة الوظيفية في النظام الغذائي بأمان هو التوازن والتقييم الشخصي. يجب عليك استشارة أخصائيي التغذية العلاجية لتكييف اختياراتك الغذائية وفقًا للحاجات الصحية الفردية، لضمان فوائد الأطعمة الوظيفية تتفوق على أي مخاطر محتملة.
الآراء المذكورة في المقال لا تعكس بالضرورة موقف شبكة الجزيرة التحريري.