المئات يرافقون جثمان الداعية السوداني الفاتح علي حسنين في مراسم وداع بإسطنبول

Photo of author

By العربية الآن



المئات يشيعون الداعية السوداني الفاتح علي حسنين بإسطنبول

والي إسطنبول
والي إسطنبول داوود غول يتقدم المصلين على جنازة الفاتح علي حسنين (العربية الآن)
إسطنبول- أدى مئات الأشخاص، ظهر اليوم الثلاثاء، صلاة الجنازة على الداعية والطبيب السوداني الفاتح علي حسنين في مدينة إسطنبول.

أقيمت الجنازة في مسجد السلطان أيوب، حيث تم دفنه في مقبرة أبي أيوب الأنصاري المجاورة، بحضور أفراد عائلته ومسؤولين و سياسيين أتراك، إضافة إلى عدد كبير من العلماء والدعاة، بالإضافة إلى المئات من أفراد الجاليات العربية المقيمة في إسطنبول.

من بين الحضور كان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، والشيخ محمد الحسن الدَدَوْ، وشيخ جماعة إسماعيل آغا النقشبندية حسن أفندي، ووالي مدينة إسطنبول داوود غول، وعدد من أعضاء البرلمان التركي من مختلف الانتماءات السياسية.

قبل إقامة صلاة الجنازة، أعرب رئيس الشؤون الدينية التركية السابق محمد جورماز عن تعازيه لفقد الشيخ الفاتح علي حسنين، مشيدًا بدوره البارز في نشر التعاليم الإسلامية على مستوى العالم، بما في ذلك إسهاماته في حرب البوسنة والهرسك. وتحدث جورماز عن حزنه العميق لفقدان الأمة الإسلامية لهذه الشخصية البارزة. وتقدم الشيخ علي القره داغي للصلاة بالنيابة.

توفي الفاتح علي حسنين فجر يوم الاثنين، بعد معاناته من مضاعفات التهاب رئوي حاد، استدعت إدخاله وحدة العناية المركزة لأكثر من أسبوعين في أحد مستشفيات إسطنبول، حسبما صرح نجله محمد الفاتح للعربية الآن.

وزير الأوقاف التركي السابق ينعى الداعية الراحل
رئيس الشؤون الدينية السابق ينعى حسنين مشيدا بإسهاماته في حرب البوسنة (العربية الآن)

تعازٍ ورثاء

نعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ علي القره داغي، الفقيد عبر تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، قائلاً إن “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتقدم بأحر التعازي لجمهورية السودان الشقيق والأمة الإسلامية في وفاة العالم الجليل والداعية السوداني الدكتور الفاتح علي حسنين، الذي انتقل إلى جوار ربه صباح الاثنين بعد معاناة مع مرض ألم به”.

أما رئيس حزب الأمة الكويتي، حاكم المطيري، فقد نعى الشيخ الفاتح علي حسنين في تغريدة وصف فيها الشيخ خلال فترة مرضه بأنه كان “طيب النفس ومطمئن البال، صابرًا راضيًا وصامتًا”.

وقال النائب في البرلمان التركي، عن حزب العدالة والتنمية، راشد أوجاك: “تلقيت خبر وفاة الطبيب المحب لمنطقة البلقان والبوسنة والهرسك الفاتح علي حسنين، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.

كما شارك نائب رئيس حزب هدى بار التركي بنعي الداعية، معبرًا عن حزنه لوفاة المفكر السوداني المستشار للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، مرحبًا بأن تكون أعماله الصالحة منارة للمسلمين.

وعبر رئيس مجلس الأمة التركي الأسبق، مصطفى شنتوب، عن حزنه لوفاة صديقه علي عزت بيغوفيتش، الذي كان يعرفه كطبيب شجاع محب لمنطقة البلقان والبوسنة، معزيًا أسرته وأحبائه.

وذكّر أنور كيليتش أصلان، رئيس اتحاد العلماء والمدارس بتركيا، برفيق درب بيغوفيتش، وكتب على منصة “إكس” أنه جاء بحزن شديد لنبأ وفاة الفاتح علي حسنين، معربًا عن أمنيته بالصبر لأسرته وأصدقائه.

صلاة الجنازة الداعية الفاتح علي حسنين ١
خرج الآلاف في تشييع الداعية الفاتح علي حسنين حتى ووري الثرى في مقبرة أبي أيوب الأنصاري بإسطنبول (العربية الآن)

شخصية استثنائية

وُلد الفاتح علي حسنين عام 1946 في مدينة كركوج بولاية سنار في جنوب شرق السودان، وتخرج في كلية الطب بجامعة بلغردا، حيث حصل على دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة فيينا في النمسا.

عمل مستشارًا للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة مجلس الأمناء في جمعية المهاجرين بالنمسا، وأسس المجلس الإسلامي لشرق أوروبا والمدرسة العليا بإقليم بيهجي في البوسنة، فضلًا عن ترؤسه لوكالة إغاثة العالم الثالث.

من جهته، قال رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي (عليه الصلاة والسلام)، الشيخ محمد الصغير، للعربية الآن إن الأمة الإسلامية فقدت اليوم عالمًا من أعلامها النادرين، وهو المناضل الكبير الدكتور الفاتح علي حسنين. وأوضح الشيخ الصغير أن الدكتور الفاتح كان شخصية استثنائية حريصًا على ترك أثر في كل مرحلة من مراحل حياته.

وأشار الصغير إلى أن الدكتور الفاتح، بعد تخرجه من الأكاديمية الطبية في فيينا، شغل مكانة بارزة في العمل الطلابي والإغاثي، حيث أسس وكالة إغاثة العالم الثالث، التي نالت اعتراف وزارة الداخلية في النمسا، كما أسس اتحاد الطلاب المسلمين في شرق أوروبا في بلغراد عام 1967.

وأضاف الشيخ الصغير أن نشاط الشيخ الفاتح لم يكن مقتصرًا على الجوانب الإغاثية فقط، بل كان له دور بارز خلال الحرب على البوسنة والهرسك، حيث أصبح أحد مستشاري الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش وأسهم في تأسيس بعض الصحف الوطنية هناك.

واختتم الشيخ الصغير حديثه بالقول إن الفاتح كان من أساتذة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مجال العمل الإغاثي، واستمرت صداقتهم حتى وفاته.

في السياق، ذكر مصطفى أوزبيك، عضو هيئة الإغاثة التركية، للعربية الآن أن الشيخ الفاتح كان ولا يزال يحظى بمكانة راسخة في قلوب الأتراك، نظرًا لدوره الرائد في مجالي الدعوة والعمل الإغاثي.

وأضاف أوزبيك أن الشيخ الفاتح كان على اتصال دائم مع العديد من جمعيات الإغاثة والعمل الإنساني في تركيا وشرق أوروبا، وكان ملتزمًا بتجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية لنشر رسالة الإسلام في جميع أنحاء العالم.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.