مشكلة البلاستيك: تأثيره الضار على البيئة والصحة البشرية

البلاستيك هو من بين الأمور الأكثر انتشاراً في عالمنا، وعلى الرغم من فوائده العديدة إلا أنّ له تأثيرات سلبية خطيرة على صحتنا وعلى البيئة.

تركيبة البلاستيك ومكوناته

يعتبر البلاستيك مادة كيميائية اصطناعية تتألف من بوليمرات أساسية تحتوي على الكربون، مع إضافة آلاف المواد الكيميائية لتحقيق خصائص معينة مثل اللون والمرونة والاستقرار. ومعظم هذه المواد الكيميائية قد تكون سامة، مثل المواد المسرطنة والمؤثرة على الجهاز العصبي والتي تؤثر سلباً على صحتنا وعلى البيئة بشكل عام.

التحديات المتعلقة بالبلاستيك

أحد أبرز التحديات التي تواجهنا هي أنّ البلاستيك يحتاج وقتاً طويلاً ليتحلل في الطبيعة، مما يؤدي إلى تراكمه في البيئة بكميات هائلة، سواء في المحيطات أو على اليابسة.

البلاستيك ينتشر على كوكب الأرض من أعماق المحيطات إلى أعالي الجبال (شترستوك)

وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يُشير إلى أنّ 85% من القمامة البحرية تتكون من البلاستيك، ومن المتوقع أن تتضاعف كمية النفايات البلاستيكية التي تصل إلى المحيط بشكل كبير في السنوات القادمة.

المصدر الأساسي للمشكلة: المايكروبلاستيك

يُعد المايكروبلاستيك أو الجزيئات الدقيقة من البلاستيك أحد العوامل المساهمة في تفاقم هذه المشكلة، حيث ينتشر في الطبيعة نتيجة تحلل القطع البلاستيكية الكبيرة، ويتسبب في العديد من المشاكل البيئية والصحية.

المايكروبلاستيك ينشأ نتيجة تفكك وتكسر القطع البلاستيكية الأكبر حجماً مثل زجاجات المياه أو العلب البلاستيكية أو إطارات السيارات (شترستوك)

يعتبر المايكروبلاستيك تهديداً كبيراً للبيئة، حيث يتسبب في تلويث المحيطات ويمكن أن يدخل سلسلة غذائية الكائنات البحرية ما قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الإنسان.

وفي النهاية، يجب رفع الوعي بأهمية التخلص الصحيح من البلاستيك وتشجيع إعادة تدويره للحد من تأثيراته الضارة على البيئة والصحة العامة.## تأثير الغسالة على البيئة

غسالتك المصدر الأول للمايكروبلاستيك

عندما تفرغ الغسالة مياهها، لا تتخلص فقط من أوساخ الملابس، بل تطلق أيضًا آلاف المليارات من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة إلى المحيطات. تقديرات حديثة تشير إلى أن الملابس الاصطناعية تُشكل المصدر الأساسي لهذه الجزيئات، حيث تحمل ما يصل إلى 35% من وزنها كمواد بلاستيكية.

كيف تنتهي الجزيئات الدقيقة في جسم الماء؟

يُطلق مليارات الألياف البلاستيكية في الماء، ومن هنا تبدأ رحلتها من مجاري الصرف الصحي إلى البحار والمحيطات. حتى بعد معالجتها في المحطات، تبقى كميات كبيرة من تلك الجزيئات تتسرب إلى بيئتنا.

تأثير المايكروبلاستيك على الإنسان

اكتشاف مدهش في الرئتين

في دراسة مثيرة، تم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في أنسجة الرئة البشرية لأول مرة. هذا الاكتشاف البارز يسلط الضوء على وجود مواد بلاستيكية ضارة داخل أجسامنا.

رحلة البلاستيك في جسم الإنسان

ينتقل المايكروبلاستيك إلى أجسامنا من خلال الغذاء، خاصة الأسماك والمأكولات البحرية. وبالتالي، تصبح البلاستيك أحد العناصر الأساسية في طعامنا اليومي، مما يرفع قضية السلامة الغذائية والصحية بشكل عاجل.# مشكلة المايكروبلاستيك: التهديد الخفي

تأثير المادة البلاستيكية الدقيقة على صحتنا

بات لزامًا علينا اليوم التفكير بعمق في المصادر التي تأتي منها المادة البلاستيكية الدقيقة التي تتسرب إلى أجسادنا. إذاعبَّر العلماء عن قلقهم تجاه تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان عندما يتناولها دون قصد عبر الأغذية التي نتناولها، لاسيما المأكولات البحرية التي تُعد واحدة من أكبر مصادر انتقال هذه الجزيئات.

وإلى جانب المأكولات البحرية، تعتبر المياه المعبأة مصدرًا رئيسيًا للاستهلاك البلاستيكي؛ حيث إنها باتت تحتوي على كميات كبيرة من الدائنات الدقيقة، سواء في الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام أو التي تُستخدم مرة واحدة. وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أنه يمكن أن تحتوي الزجاجات التي نستخدمها على الأقل بين 2 و44 قطعة من البلاستيك الدقيق لكل لتر من الماء.

الحاجة الماسَّة للأبحاث المذيدة

على الرغم من انتشار المادة البلاستيكية الدقيقة في بيئتنا وجسمنا، إلا أن العلماء لا يزالون يدعون إلى ضرورة إجراء دراسات إضافية لتحديد تأثير هذه الجزيئات بشكل كامل على صحتنا. وبحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية، فإن المستويات الحالية من المادة البلاستيكية الدقيقة في مياه الشرب لا تشكل خطرًا مباشرًا على صحتنا، ولكن هناك حاجة ملحّة لإجراء مزيد من البحوث والتحقق. كما يجب التركيز على إزالة الملوثات الميكروبية والمواد الكيميائية الضارة التي تشكل تهديدًا معروفًا لصحتنا.

المايكروبلاستيك في السحب: تأثير على المناخ؟

في تطوّرٍ غير متوقع، اكتشف باحثون أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد وصلت إلى السحب، مما قد يؤثر على تكوينها وبالتالي يؤثر على الطقس. ووفقًا لدراسة نشرت في نوفمبر 2023، تم اكتشاف جزيئات بلاستيكية دقيقة في عينات من سحب جبل تاي في الصين. ويرى الباحثون أن تلك الجزيئات قد تسهم في تكوين السحب وتأثيرها على الطقس.

المايكروبلاستيك في القطبين: تحدٍ عالمي

دراسة أجراها فريق من العلماء أظهرت وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في الجليد القطبي الشمالي، مما يعكس انتشار التلوث البلاستيكي حتى في أبعد نقاط الكوكب. وبشكل محزن، تبين أن الجليد يعمل كفلتر يجمع تلك الجزيئات من الهواء والتيارات البحرية. العلماء عثروا على كميات أكبر من قطع البلاستيك في الجليد مقارنة بالمياه المحيطة، مما يُظهر تأثير التلوث البلاستيكي على مناطق نائية كانت تُعتبر نسبيًا نظيفة.## Protecting Antarctica from Microplastics: A Vital Research Mission

In a quest to safeguard the delicate ecosystem of Antarctica, the International Atomic Energy Agency has embarked on a recent investigative journey to probe the presence of tiny plastic particles on the southern polar continent. This initiative falls under the umbrella of the “NuTech” plastic initiative aiming to combat plastic pollution through nuclear technology. The team will delve into studying the impact of these minuscule plastic materials, pinpointing their distribution in seas, lakes, sediments, sands, drainage waters, and the wildlife of the Antarctic ecosystem near the Argentine Carlini Scientific Research Station.

Unveiling the Impact of Microplastics on Antarctic Ice

Researchers are exploring the potential contribution of microplastics to hastening the ice melt in Antarctica. These plastic particles are believed to diminish ice reflectivity, alter its properties, enhance microbial activity, and serve as thermal insulators.

Moreover, scientists are concerned about the repercussions on the food chain of organisms inhabiting the Antarctic region. Such effects could jeopardize the adaptability of these organisms to climate change, posing a significant threat to the delicate balance of the ecosystem.